8 ساعات «هدنة مؤقتة» يوميًا.. حتى 12 سبتمبر.. لتطعيم 640 ألفًا ضد شلل الأطفال
شهد قطاع غزة أمس ليلة دامية راح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين جراء غارات جوية اسرائيلية عنيفة على مناطق مختلفة فى القطاع فى اليوم الـ 330 للعدوان على غزة، بينما يترقب العالم آلية تنفيذ الهدن المؤقتة التى اعلنتها منظمة الصحة العالمية من أجل تطعيم الأطفال الفلسطينيين ضد شلل الأطفال.
بدأت منظمة الصحة العالمية أمس حملات التطعيم ضد شلل الأطفال فى غزة وسط مخاوف بشأن الظروف الأمنية. ومن المفترض ان يتم تطعيم نحو 640 ألف طفل فى القطاع فى حملات تشمل مناطق محددة، تعتمد على فترات من توقف القتال تصل إلى 8 ساعات يومياً.
وتأتى الحملة التى تستهدف الأطفال دون سن العاشرة بعد تأكيد صدر، الأسبوع الماضي، مفاده أن طفلاً أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهى أول حالة من نوعها فى القطاع منذ 25 عاماً.
من جانبها قالت وزارة الصحة إنها بالتعاون مع المنظمات الصحية الدولية (منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والأنروا) أنهت استعداداتها لإطلاق حملة التطعيم. وأكدت الوزارة أنها تقود الحملة فى محافظات فلسطين الجنوبية بالتعاون مع الشركاء الصحيين الدوليين، مؤكدةً أن التطعيم آمن تماماً.
يذكر أن البرنامج الزمنى لحملة التطعيم تحت سن 10 سنوات، بدأ فى محافظة دير البلح ويستمر حتى 4 سبتمبر، ويستكمل من الخميس وحتى الأحد (5-8 سبتمبر) فى خان يونس ومحيطها، ثم من الإثنين وحتى الخميس (9 – 12 سبتمبر) فى محافظة غزه والشمال.
فى السياق أشاد وزير الصحة ماجد أبو رمضان بجهود وعمل كافة كوادر وزارة الصحة الفلسطينية خصوصا فى المحافظات الجنوبية، والتى تعمل فى ظروف خطيرة وغير آمنة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والتى تهدد حياة كل مواطن فى قطاع غزة.
وعلى صعيد المفاوضات السياسية.
أكد مسئولون أمريكيون أن الاجواء ايجابية بشأن المفاوضات على الرغم من ان المعطيات غير مبشرة على الأرض بقرب التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
وكشف مسئول أمريكى أمس، أن المحادثات التى انطلقت قبل أيام قليلة فى الدوحة بمشاركة كل الوسطاء كانت مفصلة وبناءة وأضاف أن جميع الأطراف كانت ممثلة فى اجتماعات هذا الأسبوع، مشددا على أن المشاورات مستمرة، وفق ما نقل موقع «أكسيوس «الأمريكي.
وقال المسئول «نناقش حاليا تفاصيل تنفيذ الصفقة»، إلا أنه امتنع عن إعطاء مزيد من التفاصيل، مؤكدا مرة جديدة أن المشاورات مستمرة.
وكان مسئولون أمريكيون وإسرائيليون قد أرسلوا أمس الأول أيضا إشارات مشجعة، لافتين إلى أن الجانبين أحرزا تقدماً خلال المحادثات غير المباشرة، إلا أنهما لم يتوصلا إلى اتفاق كامل بعد.
كما كشفوا أن حماس سلمت إسرائيل قائمة محتجزين إسرائيليين يمكن أن تطلق سراحهم فى إطار المرحلة الأولى من الصفقة المرتقبة.
جاءت تلك التسريبات بالتزامن مع إقرار حكومة الاحتلال خطة لخفض عدد جنودها ونقاط توزعهم فى ممر فيلادلفيا (محور صلاح الدين) من دون انسحابهم، وتصديقها بالإجماع لخرائط كان وضعها الجيش، مع معارضة وزير الدفاع يوآف جالانت، ما قد يعرقل سير المحادثات مجددا لاسيما أن حماس كانت قد رفضت مرارا فى السابق بقاء القوات الإسرائيلية فى القطاع المدمر.
ميدانيا ضربت طائرات الاحتلال مناطق مختلفة من قطاع غزة بالمدفعية الثقيلة وتركزت الغارات الإسرائيلية على المنازل والتجمعات السكنية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلى قصفت محيط مستشفي المعمدانى وسط مدينة غزة بعدة صواريخ، ما أدى إلى استشهاد اثنين علي الأقل وإصابة آخرين، وأضافت مصادر محلية أن القصف تم بطائرة حربية من طراز إف – 16.
وكان الاحتلال قد قصف المستشفي ذاته، الأهلي العربى، المعروف باسم المعمدانى، في 17 أكتوبر الماضى ما أدى إلى اســــتشهاد 500 وجـــــرح 600 علي الأقل.
وطالت غارات الاحتلال عدداً من المنازل السكنية فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيما استشهد 9 مواطنين جراء استهداف الاحتلال عمارة عليان أبو يوسف غرب مخيم النصيرات وسط القطاع بقذيفتى مدفعية، وجرى نقلهم إلى مستشفى العودة فى المخيم.
وقال الدفاع المدنى فى غزة إن طواقمه والخدمات الطبية انتشلوا 5 جثث تعود لأفراد من عائلة أبو بكر، جراء استهداف القوات الإسرائيلية منزلا لهم بخان يونس جنوب قطاع غزة.
فى تطور اخر قالت منظمة «أنيرا» للإغاثة الإنسانية، ومقرها الولايات المتحدة، إن ضربة جوية إسرائيلية على قافلة مساعدات تحمل الغذاء والوقود إلى مستشفى فى غزة أودت بحياة 4 فلسطينيين، الخميس الماضي.
وذكرت «أنيرا»، فى بيان، أمس أن الفلسطينيين الأربعة كانوا فى السيارة الأولى لقافلة مساعدات متجهة إلى مستشفى الهلال الأحمر الإماراتى فى رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وأضافت إنه لم يكن هناك أى تحذير أو اتصال قبل الغارة الجوية الإسرائيلية، موضحة أنه بعد سقوط الأربعة شهداء، قام بقية أفراد القافلة بتسليم المساعدات.
جدير بالذكر انه سبق وأن تعرضت منظمات الإغاثة والمنظمات الإنسانية للقصف خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. ففى أبريل الماضي، استهدفت 3 غارات إسرائيلية قافلة من سيارات الإغاثة، ما أودى بحياة 7 من موظفى منظمة «وورلد سنترال كيتشن». وقال برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، فى الأسبوع الماضي، إن إحدى مركباته أصيبت بعشر رصاصات بالقرب من نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية.