مليئة هى الحياة بالآمال والآلام والأحلام.. بالإيجابيات والسلبيات بالصالحات والطالحات.. بالخير والشر.. بالتحديات والذكريات عبر الأيام والسنين.. يرحل منها الأهل والأصدقاء ويأتى إليها الأولاد والأحفاد وتبقى الذكريات.. تبدو الحياة سهلة حين نتكلم عنها.. صعبة حين نتعامل معها.. مؤلمة حين نعيشها.. متعبة حين نجرى فى مضمارها.
وعندما نتحدث عن ذكرياتنا وأحاسيسنا وهمومنا وأحلامنا عن الأيام التى تذهب ولا تعود فإننا نتحدث عن الحياة المليئة بالغرائب والعجائب والأسرار والمفاجآت ولولا الأمل ما كان السعى والإصرار وانتظار المجهول الذى نحلم به دائما بأنه سيكون الأفضل والأكثر سعادة.
وعندما نتحدث عن أعمارنا نجد أن العمر مجرد رقم.. رقم يجعلك شابا ورقم يجعلك عجوزا يلقون بك بجوار أصحاب المعاشات الذين انتهى دورهم فى الحياة وتحولوا إلى مجرد أرقام فى سجلات الباحثين عن الرعاية الاجتماعية والصحية وتبقى المواقف التى لا تنسى حسنة هى أو سيئة.. لا تمحوها أبدا الأيام والسنين.
>>>
> وبينما هناك قلوب بيضاء وملائكة للرحمة هناك أيضا قلوب سوداء وشياطين للإنس هناك من يتلذذ بإيذاء الآخرين بالكلمة والفعل.. وهناك من يسعد ويفرح بتعاسة غيره.. هناك من يتفنن فى اصطياد الأخطاء والهفوات وتضخيمها وإشعال النار فيها..وهناك من يترك مشاغله ومشاكله وينشغل بحال غيره.
ولا ندرى ما الذى يمكن أن أن يجنيه أحد من التلصص على حياة غيره وماذا يستفيد؟ لماذا لا يكون حوارنا فى الحياة قائما على التسامح والحب والرحمة وعمل الخير.
>>>
> تعالوا نفتش عن الأيام والذكريات الجميلة.. الأيام التى لا تنسى ولا تعوض.. أيام زمان وليالى زمان.. وليه يا زمان ما سبتناش أبرياء.. أيام الترابط والحب الحقيقى دون مصلحة.. أيام البساطة والقناعة والرضا بالواقع والأحلام البسيطة واللمة الحلوة والكلمة الحلوة والضحكة الصافية والتجمع الأسرى فى الأفراح والليالى الملاح.. أيام كنا نأكل فى طبق واحد.. ونضحك من أعماق قلوبنا على نوادر وحكايات الأهل والأصدقاء أيام كان العم فيها والد والخال والد والخالة أم والعمة أم.
والذكريات تطير بنا إلى القرية وأحلى الأيام مع أحلى وأطيب ناس.. كانوا العيلة.. كانوا الخير والبركة والرجولة والمواقف فى زمن عز فيه الرجولة.. كان كل شيء حلو الجو حلو.. الناس حلوة.. الطبيعة حلوة.. والبساطة فى الحياة أحلى وأحلي.. ليه يا زمان ماسبتناش أبرياء والبراءة كانت فى القلوب سمة وأحلامنا كانت صغيرة على قدنا.. اللقمة الحلوة كانت تسعدنا.. ثلاجة جديدة فى مدخل الدار كانت اعجوبة.. وتليفزيون فى الدار كان حلما.. كان يتجمع حوله أبناء الحتة.. كنا نطير من الفرحة مع قدوم العيد وملابس العيد وبهجة العيد ومن قبله رمضان.
كان الصغار صغارا.. والكبار كبارا.. والحياة فيها التكامل والتآلف والجميع يستمتعون ويتشاركون الأفراح والسعادة والنجاح من القلب وما الذى حدث وما الذى تغير؟!
الناس الآن لم تعد تشبع.. أحلام الناس الآن ليس لها حدود.. والأكثر إيلاما هو أن الناس لم تعد تشعر بلذة الأشياء.. الناس أصابها مرض اسمه الطمع والطمع يعنى أن صاحبه لن يشبع أبدا ومادام لا يشبع فإنه سيظل جائعا حتى لو امتلك الكثير.
>> كلام أعجبني:
لم يخذلنى أحد بل أنا من خذلت نفسى عندما راهنت على أنهم أوفياء.