كلما اقتربت مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة من التوصل إلى اتفاق، عرقلت حكومة نتنياهو المتطرفة كافة جهود الوساطة بوضع عراقيل وشروط جديدة أضف إلى ذلك الأعمال الإسرائيلية الاستفزازية ..ففى المفاوضات الحالية التى أطلق عليها الوسطاء مفاوضات الفرصة الأخيرة كادت تسفر عن اتفاق لوقف اطلاق النار، لكن أحبطها نتنياهو بوضع شروط وبنود جديدة لا تتفق مع المبادئ التى وضعها الرئيس الأمريكى جو بايدن فى نهاية مايو الماضى ووافق عليها مجلس الأمن حيث يرفض نتنياهو الوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة ويصر على مواصلة احتلال ممر «نتساريم» الذى يفصل شمال غزة عن جنوبها وأيضا السيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطينى ومحور صلاح الدين «فيلادلفيا» وهو الشريط الحدودى الفاصل بين قطاع غزة ومصر والذى يبلغ طوله 41 كيلو مترا فى انتهاك صارخ لمعاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية وهو ماترفضه مصر شكلاً ومضموناً كما يرفضه الفلسطينيون أيضا.
تلك هى العراقيل التى وضعها نتنياهو والتى حالت دون التوصل لاتفاق وبدلا من البحث عن حلول للتهدئة لجأت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة إلى التصعيد وإشعال التوتر بين المسلمين واليهود بعدما دعا إيتمار بن غفير الوزير الإسرائيلى المتطرف إلى بناء كنيس يهودى داخل المسجد الأقصى وهو ماقوبل بإدانات واسعة من جانب دول العالم الإسلامى التى أعلنت رفضها لمثل هذه التصريحات التحريضية والمتطرفة التى تمثل استفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم ومحاولة لطمس الهوية الدينية والوضع القانونى والتاريخى للحرم القدسى الشريف.
وفى مزيد من التصعيد قام جيش الاحتلال الإسرائيلى منتصف الأسبوع الماضى بعملية عسكرية موسعة فى الضفة الغربية هى الأكبر منذ عشرين عاما حيث اقتحمت قوات الاحتلال أربع مدن : «جنين ونابلس وطولكرم وطوباس» بالإضافة إلى مخيمات اللاجئين المتاخمة لهذه المدن مما أسفر عن استشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين كما تم اقتحام مركز طبى للهلال الأحمر الفلسطيني.
ومنع جيش الاحتلال المصابين من الوصول للمستشفيات واستخدام سيارات الإسعاف فى انتهاك صارخ للقانون الإنساني.
السؤال.. هذا التصعيد الإسرائيلى لمصلحة من؟.. وبمعنى آخر هل إسرائيل قادرة على مواصلة حربها فى الأراضى الفلسطينية والاشتباكات مع حزب الله فى جنوب لبنان التى اتسعت وتيرتها فى الأيام الأخيرة والتصدى فى نفس الوقت لعمليات محور المقاومة فى سوريا والعراق واليمن؟..بكل تأكيد هذا التصعيد ليس فى مصلحة أحد من دول المنطقة بما فيها إسرائيل نفسها التى أوقعتها حكومة نتنياهو المتطرفة فى مأزق كبير يهدد وجودها وهو رأى الكثير من الإسرئيليين ساسة وعسكريين الذين أصبحوا على قناعة ويقين تام بأن الحل الوحيد لعودة الأمن والسلام هو سقوط تلك الحكومة المتطرفة.