تواجه مكاتب مبيعات مصر للطيران تحديات كبيرة.. التحديات ليست فى المنافسة فى المبيعات بينها وبين مكاتب شركات الطيران المختلفة العاملة فى مصر.. ولكن التحدى فى استمرار التواجد.. فمعظم مكاتب مصر للطيران فى مختلف انحاء الجمهورية مكاتب مؤجرة منذ سنوات طويلة.. حتى ترسخ لدى المتعاملين معها من الركاب ان هذه المكاتب ملك مصر للطيران.. وستستمر فى فتح ابوابها للجميع..
ولكن مع مرور الوقت بدأت هذه المكاتب تواجه مشاكل كثيرة فى الاستمرار.. نظرا لقيام اصحابها بطلب رفع القيمة الايجارية الى مبالغ فلكية.. وهو ما تعجز عن تحقيقه او الاستجابة له مصر للطيران.. وتجد ادارتها نفسها امام خيارين اما الاستجابة لمطالب ملاك هذه المكاتب فى رفع القيمة الايجارية.. أو الانسحاب من المكان بهدوء لتفقد مصر للطيران احد مكاتب البيع المنتشرة على مستوى الجمهورية.. وكان مكتب شيراتون القاهرة فى مقدمة هذه المكاتب منذ عدة اعوام.. ولم تسع ادارة مصر للطيران فى ذلك الوقت لتعويضه او الانتقال الى مكان بديل.. وهو ما حدث ايضا مع مكتب بورسعيد.. عكس ما حدث مع اغلاق مكتب مبيعات سور نادى الزمالك.. والذى رفضت مصر للطيران الاستجابة لطلبات المستشار مرتضى منصور بزيادة القيمة الايجارية منذ عدة سنوات.. والتى رأت ان زيادة القيمة الايجارية المطلوبة مبالغ فيها بشكل كبير.. ولكنها فى نفس الوقت حرصت على البحث عن مكتب بديل فى نفس المنطقة.. ونقلت اليه نشاطها.. والان جاء الدور على مكاتب وسط البلد..لتواجه هذه المكاتب نفس المصير.. حيث حصل صاحب العقار الكائن به مكتب مبيعات مصر للطيران بشارع عدلى على حكم بإخلاء المكتب والشقق المؤجرة لمصر للطيران بنفس العقار.. ويطالب بقيمة ايجارية مرتفعة جدا لاستمرار تواجد مصر للطيران للسنوات القادمة.. واعتقد نفس الامر يتعرض له مكتب طلعت حرب.. صحيح ان هناك بدائل عديدة ظهرت خلال السنوات الماضية يمكن ان تعوض غياب او تقليص عدد هذه المكاتب.. مثل البيع عبر شبكة الانترنت او من خلال الكول سنتر.. الا انه لابد من تواجد هذه المكاتب التى تشكل صورة ذهنية لدى المواطنين عن تواجد مصر للطيران.. واعتقد ان معظم المواطنين يعرفون اماكن ومواقع هذه المكاتب التى ارتبطت من خلال الصورة الذهنية للمكان.. واصبح تواجد مكتب مصر للطيران رمزا من رموز الشوارع المتواجد بها مكاتبها..
اعرف ان هناك اراء كثيرة تطالب بإغلاق المكاتب والاكتفاء بمكاتب مبيعات مصر للطيران فى مطار القاهرة الدولى.. والاكتفاء بالبيع عبر شبكة الانترنت والكول سنتر وشركات السياحة.. واعتقد ان هذا الرأى لم يراع ان اعداداً كثيرة من المسافرين مازالوا لا يثقون فى الشراء عبر شبكة الانترنت او الخدمة التليفونية والدفع اون لاين.. ويشعرون بالاطمئنان للتعامل من خلال مكاتب مبيعات مصر للطيران.. بالاضافة الى ان الارقام تشير الى تحقيق هذه المكاتب لحجم مبيعات يومى وسنوى كبير.. وستخسر مصر للطيران من خلال اغلاقها.. واذا كنا نتحدث عن مكتب مبيعات مصر للطيران بشارع عدلى.. فأعتقد ان الادارة عليها ان تصل الى اتفاق مع صحاب العقار للاستمرار لمدة عام.. على ان تقوم الادارة بإعادة تجهيز مكتب مصر للطيران فى ميدان الاوبرا «الذى تملكه مصر للطيران» والذى اغلق منذ عدة سنوات.. بعد ان كان لسنوات طويلة مخصصا للحج والعمرة قبل انتقال مبيعات الحج والعمرة الى مكتب شبرا.. وتستعد لتشغيله خلال عام على الاكثر وتحافظ مصر للطيران على تواجدها بمنطقة وسط القاهرة..خاصة ان اعادة تجهيز هذا المكتب يمكن ان يكون بديلا لمكتبى عدلى وطلعت حرب.. وتخرج مصر للطيران من هذه الازمة بأقل الخسائر.. وتحيا مصر.