لم تشهد بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم منذ انطلاق نسختها الأولى عام 1957 بالسودان، منتخبا استعان فيما يعرف بـ»المعجزات الكروية» خلال مسيرته فى المسابقة القارية مثل منتخب كوت ديفوار، فى النسخة التى اختتمت أول أمس .
فقد قلب النتيجة من صفر إلى الفوز وواصل منتخب كوت ديفوار هوايته فى العودة من بعيد خلال مشواره فى البطولة، فبعد تأخره فى الشوط الأول بهدف وليام تروست إيكونج، الذى توج بجائزة أفضل لاعب، انتفض منتخب (الأفيال) فى الشوط الثانى الذى شهد تسجيله هدفين بواسطة فرانك كيسى وسباستيان هالير، ليستعيد اللقب الغائب عنه منذ 9 أعوام.
كما بات منتخب كوت ديفوار، تاسع منتخب مضيف يتوج بكأس الأمم الأفريقية.
وجاء سيناريو تتويج منتخب كوت ديفوار، الذى يحتل المركز الـ49 عالميا والثامن أفريقيا فى التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، بالبطولة غريبا وعجيبا للغاية، وكانت البداية واعدة ومبشرة بفوز منتخب كوت ديفوار 2/صفر فى المباراة الافتتاحية على غينيا بيساو، لكن سرعان ما تلقى ضربة مباغتة عقب خسارته صفر/1 أمام منتخب نيجيريا فى الجولة الثانية.
وجاءت الصدمة الكبري، حين تعرضت كوت ديفوار لخسارة مدوية صفر/4 على أرضها .
ورغم ذلك، شاءت الأقدار والصدف العجيبة أن تتأهل كوت ديفوار ضمن أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث .
ولم ينتظر الاتحاد الإيفوارى لكرة القدم كثيرا أمام ما حدث فى دور المجموعات، وقرر إقالة الفرنسى جان لويس جاسكيه من تدريب الفريق والاعتماد على المحلى إيميرس فاي، الذى كان يعمل مدربا مساعدا، ليصبح مديرا فنيا مؤقتا للفريق.
ومن هنا بدأت رحلة أسطورية لمنتخب كوت ديفوار، حيث تخطى عقبة السنغال، حاملة اللقب، رغم تأخره فى النتيجة، بعدما تعادل 1/1 فى الدقائق الأخيرة، وتأهل بركلات الترجيح.
نفس السيناريو تكرر فى دور الثمانية بشكل أكثر صعوبة، حيث كان قريبا من المغادرة بعدما تأخر فى النتيجة أمام مالى بهدف، فضلا عن لعبه بعشرة لاعبين أغلب فترات اللقاء عقب طرد أحد لاعبيه، لكنه تعادل فى الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، قبل أن ينتزع ورقة الترشح للدور قبل النهائى فى الدقيقة الأخيرة أيضا من الوقت الضائع للشوط الرابع.
وفى الدور قبل النهائي، اجتاز منتخب كوت ديفوار نظيره الكونغولى الديمقراطى 1/صفر، ثم حقق اللقب بالانتصار على نيجيريا، ليكون أول فريق يتأهل كأفضل ثوالث فى تاريخ البطولة للنهائي، وكان المنتخب النيجيرى بوابة أيضا لكسر عقدة تاريخية أمام كوت ديفوار التى نجحت فى هز الشباك لأول مرة فى نهائى كأس أمم أفريقيا بعد عجز الأفيال عن التسجيل فى 4 مباريات نهائية سابقة فى نسخ 1992 و2006 و2012 و2015، حيث انتهت تلك المواجهات جميعها بالتعادل بدون أهداف، لتحسم ركلات الترجيح هوية الفائز باللقب.