فى عالم مضطرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا حيث تتصاعد الصراعات وتشتد الأزمات وتتراكم المشكلات وتتضاعف التحديات يتطلع العالم إلى نظريات وأفكار جديدة ومختلفة قد تضيف جديدا وتضفى بعدا أكثر لطفا ومرونة وإنسانية.. ومن هذه النظريات والنظم المتفردة.. اقتصاد الحب.. ورغم ان هناك تجارب ومبادرات ونظريات عديدة داخل مصر وخارجها تحمل عنوان «اقتصاد المحبة» إلا ان الدكتور إبراهيم أبو العيش الذى عاش بين عامى 2017-1937 هو الأحق بهذه النظرية الفلسفية العميقة لأنه العالم والفيلسوف الوحيد بين الذين تحدثوا عن «اقتصاد الحب» الذى طبق نظريته على أرض الواقع وجعل منها تجارب ناجحة منذ أكثر من أربعة عقود فى صورة جامعة ومدارس ومستشفيات ومزارع.. حياة جديدة أرسى قواعدها عالم الكيمياء المصرى العالمى الراحل وخلف وراءه تراثا كبيرا وممتدا يتشارك فيه آلاف الفلاحين البسطاء الذين ضمهم أبو العيش إلى جنته الفاضلة على أرض مصر فى منطقة بلبيس محافظة الشرقية إحدى المحافظات الفقيرة فى مواردها الغنية بفلاحيها وأرضها الخصبة وناسها الطيبين.
فكر الدكتور أبو العيش الاقتصادى الاجتماعى الإنسانى الفلسفى فرض نفسه بقوة داخل مصر وخارجها.. ورغم رحيله منذ 7 سنوات.. إلا ان أعماله وأفكاره ومشروعاته مازالت خالدة تنبض بالحيوية والحماس والطاقة الايجابية تحمل الأمل فى غد أفضل وحياة كريمة سعيدة لكل الناس.. ومؤخراً حصل اسم الراحل ابراهيم أبو العيش على جائزة دولية رفيعة المستوى فى ألمانيا عن نظريته الخالدة «اقتصاد الحب».
سألت نجله رجل الأعمال حلمى أبو العيش فى لقاء جمعنى به مؤخراً: ماذا يعنى اقتصاد المحبة؟ ابتسم ثم قال: النظام الاقتصادى الحالى يحتاج إلى تنمية وتطوير وإذا استمر بوضعه الحالى فلن يستغرق أكثر من 50 أو مائة عام وعندها سيقضى هو على نفسه قبل أن يقضى علينا.. والعالم كله يبحث اليوم عن نظم اقتصاد تسمح بحياة سعيدة كريمة توفر نوعا من العدالة والفرص لكل أفراد المجتمع.. فكرة الدكتور ابراهيم ابو عيش عن اقتصاد المحبة ابتكرها منذ 47 عاما وطبقها فى «سيكم» ورأيناها تعطى نتائج مذهلة وتقوم أساسا على فكرة الاهتمام بالمزارع البسيط وكيف نهتم به ونطور حياته ونوفر له حياة كريمة ولائقة بأولاده وأقاربه.. ونجحنا فى تحقيق نتائج وتنافسية رائعة وأيضاً حصدنا ايرادات وأرباحاً كبيرة بدليل وجود جامعة هليوبوليس ومدارس ومستشفيات ومزارع ضخمة.. وداخل فكرة اقتصاد المحبة مجموعة أفكار تضيف إلى اقتصاديات الشركات مثل البصمة الكربونية التى تحققت مؤخرا فى مصر وطبقتها حكومة الدكتور مصطفى مدبولى وسبقت مصر بها الجميع فى الشرق الأوسط.. وقريبا سنسمع عن «الضريبة الكربونية» و»الصادرات الكربونية».. وتأتى إلينا شركات كثيرة داخل مصر وخارجها إلى مركز البصمة الكربونية وتتعرف على تجاربنا الخاصة والخدمات التى نقدمها لمجتمعنا بمفهوم اقتصاد المحبة فى التعامل مع الخامات والمزارعين والمعلمين وكذلك المستهلكين.. ويتوقف حلمى أبو العيش قليلا ثم يبتسم ويقول: فى إحدى زياراتى السابقة لألمانيا وأثناء لقائى مع مستشارة ألمانيا السابقة انجيلا ميركل سألتنى نفس سؤالك: ماذا يعنى «اقتصاد المحبة» ولماذا لا نرى هذه النظرية فى كتاب علمى موثق يشرح للعالم محاور وأهداف وتأثيرات تلك النظرية على سكان العالم عند تطبيقها؟!
وأضاف نجل العالم الكبير ابراهيم ابو العيش: سنحاول مع الخبراء والعلماء فى جامعة هليوبوليس والذين تعاملوا مع والدى عن قرب وشربوا نظرياته وأفكاره وبرامجه الأساسية فى التعلم والتثقيف والتدريب ترجمة نظرية «اقتصاد الحب» فى كتاب خلال عام واحد بإذن الله.. وسنتحدث فيه عن أفكار ابراهيم أبو العيش ومصادر إلهامه فى نظرية «اقتصاد المحبة» وهى مصادر روحانية جاءت نتاجا لقراءاته الواسعة والعميقة للاسلام والقرآن والسيرة النبوية وللفكر الاقتصادى الاسلامى والذى نحن فى أشد الحاجة إليه الآن وحتى يتحول إلى اقتصاد حقيقى يوفر حياة آمنة كريمة سعيدة لكل الناس.. والمسئولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات والجامعات جزء رئيسى فى اقتصاد المحبة.. والدكتور ابراهيم أبو العيش يعتبر المسئولية الاجتماعية هى «البركة» التى تضمن النجاح لأى مؤسسة أو شركة وهى الضريبة المباركة لأى نجاحات وعائدات وأرباح لمجتمع الأعمال والبيزنس والصناعة.. والمسئولية الاجتماعية كانت عامل النجاح الأساسى فى كل مشروعات المنظومة الاقتصادية والتعليمية للدكتور ابراهيم أبو العيش.. ولذلك يتمسك نجله بالسير على نفس النهج والأسلوب والطريقة التى رسمها الراحل العظيم.. ويقول حلمى أبو العيش: أحلام والدى ليس لها نهاية.. وجامعة هليوبوليس التى تبنت التنمية المستدامة كشعار ونهج مبدئى وشامل لها كأول جامعة فى الشرق الأوسط ليست إلا خطوة صغيرة على طريق طويل.
وختاماً عزيزى القارئ.. ونحن نتحدث عن ابراهيم أبو العيش رجل الأعمال وصاحب الرؤية العميقة والمتفردة.. يجب أن تعلم انه نجح بفكره المستنير فى الحصول على جوائز دولية عديدة منها جائزة نوبل البديلة فى التنمية البشرية وجائزة الأعمال من أجل السلام وجائزة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «الأرض من أجل الحياة» ويكفى أن نعلم ان الدكتور أبو العيش سبق الجميع بفكره المتقدم عن التنمية المستدامة.. ويؤكد حلمى أبو العيش فى ختام شهادته اننا على الطريق الصحيح وسوف نستمر ونبتكر ونقدم أشياء جديدة لكل من حولنا وللمجتمع كله وأنا متفائل كثيرا بالمستقبل.