واجه الإنسان المصرى كثيراً من التحديات والتغيرات الاجتماعية خلال الثمانين عاما الماضية ابتداء من النكبة عام ٨٤٩١ وفشل الجيوش العربية فى طرد المستعمر الصهيونى من فلسطين نتيجة لخيانة الدول الغربية والمساعدات العسكرية والمالية لليهود ضد العرب وتم إنشاء دولة إسرائيل كخنجر وسط الجسد العربى وفصل المشرق عن المغرب العربي، ولكن مع قيام ثورة ٢٥٩١ تم رجوع العزة والكرامة للإنسان المصرى نتيجة لتواجد تلاحم بين القيادة والإنسان المصرى وتعميق الانتماء الوطنى والاحساس بالأمل فى تنمية الدولة المصرية وتعريف الإنسان المصرى من هو الصديق ومن هو العدو ونشر التوعية التعليمية والصحية وتشجيع المصريين على الاستثمار فى المجال الصناعى والزراعي.
مع استمرار التنمية وبزوغ مصر والإنسان المصرى القوى علميا ورياضيا وثقافيا وفنيا وانتشاره داخل الدول العربية لنشر التعليم والثقافة ظهرت قوة الإنسان المصرى وقيامه بتربية أجيال أكثر انتماء للوطن المصرى والعربى والنجاح فى تأميم قناة السويس وإنشاء السد العالى ونشر الصناعة الوطنية وازدياد الروح المعنوية والنفسية للإنسان المصرى والعربى وانتشار السعادة الأسرية وبث روح الأمل والمستقبل المضئ للشباب العربى بعد النجاح فى صد العدوان الثلاثى على بورسعيد عام ٦٥٩١ ثم الوحدة بين مصر وسوريا عام ٨٥٩١ حيث كانت ذروة الانتعاشة الوطنية للشباب المصرى والعربي.
وهنا فطنت الصهيونية العالية بأهمية التخطيط لكبح جماح تطور المصريين والحد من نشاطهم العلمى والثقافى والتكنولوجى والوطنى وبدأت موجة الانكسار من خلال انفصال سوريا عن مصر عام ١٦٩١ وبداية حرب اليمن عام ٢٦٩١ ثم حرب ٧٦٩١ التى كانت تهدف أساسا لإجهاض الصناعة المصرية الحربية والمدنية وإضعاف الروح المعنوية للإنسان المصرى ولكن بالاصرار والعزيمة والروح الوطنية نجح الإنسان المصرى فى عبور نكسة ٧٦٩١ من خلال حرب الاستنزاف حتى عام ٠٧٩١ وحرب ٣٧٩١ المجيدة التى حقق جيشنا البطل فيها الانتصار والتى أعادت الروح الوطنية للإنسان المصرى وبزوغ الأمل مرة أخري.
استمر المصريون فى العمل التنموى للأسرة والوطن والتلاحم بين القيادة والشعب وعودة الاستثمار الشعبى على التوازى مع الاستثمار الحكومى ومع مرور الزمن نجح المستعمر الغربى والصهيونية العالمية فى بث الفتن بين القيادات والإنسان المصرى وبدأت تظهر روح الأنانية وتحول الاستثمار الشخصى والحكومى نحو الاستثمار غير الإنتاجى وتحول الإنسان المصرى إلى مواطن مستهلك ومنخفض الإنتاج وتغول طبقة المستوردين والقضاء التدريجى على الإنتاج المحلى لصالح الاستيراد.
تحولت الأسرة والزوجة المصرية إلى المجالات الاستهلاكية وتقليل المجال الادخارى والاستثماري، وتحول الإنسان المصرى نحو العمل غير الإنتاجى والتركيز على العمل التجارى والخدماتى وتقليل العمل فى المجال الصناعى والزراعي.
ومع قيام ثورة يونيو ٣١٠٢ تم التعامل مع الوضع الاقتصادى بكل وضوح وتم إقناع المواطن المصرى بأهمية العمل للحصول على العائد المالى المطلوب لمعيشة الأسرة.
وهنا نرى أهمية النظر للمستقبل واهتمام المواطن والأسرة المصرية بتعليم أبنائهم والحد من التسرب التدريجى من المدارس خاصة فى الريف والمناطق العشوائية بالمدن الكبرى والعاصمة واهتمام الدولة بالاسراع فى بناء المدارس والمستشفيات الحكومية على التوازى مع بناء المساكن فى كل ربوع الدولة وخاصة فى المناطق الجديدة بالدلتا الجديدة والمثلث الذهبى وغرب غرب المنيا وسيناء والمناطق المحيطة بالقاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية وبدر والروبيكى والمساحات ما بين التجمع الأول والخامس والرحاب ومدينتى والعبور الجديدة لجذب الإنسان المصرى للمعيشة فى هذه المناطق.
ولتأمين مستقبل الإنسان المصرى يجب النظر إلى الحوادث الأسرية والعائلية التى تتم حاليا وأسباب حدوثها بصورة متكررة واستمرار مسلسل قتل الأب والأم لأولادهم وزوجاتهم وقتل الأبناء لوالديهم وأجدادهم .
هذه الحوادث تدل على وجود خلل نفسى داخل الإنسان مما يهدد فى حالة عدم مواجهته المجتمع المصرى وهو الهدف الرئيسى للصهيونية العالمية والعالم الغربي.
وللدولة دور مهم لمواجهته بحزم من خلال تحقيق فرص التعليم والصحة والعمل والعائد المالى الشهرى.
وزيادة التركيز على الانتماء الوطنى وحب الوطن والأرض والبعد عن الرذيلة والتفكك الأسري.
والأهم تشجيع الإنسان المصرى على الاستثمار فى مجال الصناعة والزراعة .