أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أمس أن الجيش سيشارك فى تأمين المرشحين الأساسيين لانتخابات الرئاسة، وذلك تلبية لطلب جهاز الخدمة السرية المسئول خصوصاً عن حماية الشخصيات السياسية البارزة.
ويأتى هذا القرار بعد أكثر من شهر من محاولة الاغتيال التى تعرض لها المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى ولاية بنسلفانيا، عندما فشل خلالها جهاز الخدمة السرية فشلاً ذريعاً فى حماية الرئيس السابق. ودفعت محاولة الاغتيال رئيسة جهاز الخدمة السرية إلى الاستقالة بعد 10 أيام.
وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاجون سابرينا سينج للصحفيين: إن «وزارة الدفاع ستوفر حماية إضافية للمرشحين الرئاسيين، من الآن وحتى الانتخابات المقررة فى نوفمبر، وربما حتى حفل التنصيب الذى سيجرى فى يناير 2025». وأضافت أن القرار أصدره وزير الدفاع لويد أوستن، تلبية لطلب بهذا المعنى قدمته له الوزارة المسئولة عن جهاز الخدمة السرية.
وفيما يتعلق بسير الحملات الانتخابية، تواصل المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس تقليص تفوق المرشح الجمهورى دونالد ترمب فى قضايا الاقتصاد ومكافحة الجريمة، بينما تتقدم فى سبع ولايات حاسمة، ما يشير إلى أن حملة هاريس، تكسب زخماً قبل الانتخابات الرئاسية المقررة فى الخامس من نوفمبر المقبل.
ووجد استطلاع، أجرته «بلومبرج» فى الفترة من 23 إلى 27 أغسطس، أن نائبة الرئيس قلّصت أو عكست تفوق ترامب فى القضايا الاقتصادية الرئيسية، وأثبتت نفسها أكثر ثقة من منافسها لحماية الحريات الشخصية، إذ تتقدم بنقطتين مئويتين بين الناخبين المسجلين فى جميع الولايات السبع «أريزونا، ميشيجان، جورجيا، بنسلفانيا، نيفادا، نورث كارولاينا وويسكونسن».
يأتى هذا بينما أثار الرئيس السابق والمرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، انتقادات بعد أن أعاد نشر محتوى يوحى بأن منافسته فى السباق، المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس، كامالا هاريس، وهيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة والسيدة الأولى السابقة ومنافسته فى انتخابات عام 2016، كانتا قد «قدمتا خدمات جنسية» مقابل الوصول لمناصب سياسية رفيعة.
وأعاد ترامب نشر المحتوى عبر حسابه فى منصة «تروث سوشال»، مع صورة لكلينتون وهاريس مرفقة بتعليق ساخر حول «تقدمهما فى المناصب السياسية بشكل مختلف مقابل تقديم خدمات جنسية».
وكان التعليق يشير إلى زوج كلينتون، الرئيس السابق، بيل كلينتون وفضيحة مونيكا لوينسكى، بالإضافة إلى الإشارة إلى الادعاءات اليمينية التى تزعم أن علاقة هاريس خلال التسعينيات بالعمدة السابق لسان فرانسيسكو، قد ساهمت فى دفع صعودها السياسى.
ونوهت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن هذا المنشور كان الثانى لحساب ترامب الشخصى عبر المنصة خلال عشرة أيام بادر فيهما بهجمات ذات طبيعة جنسية بحق هاريس. وفى 18 أغسطس الحالى، كان ترامب قد نشر مقطع فيديو عبر حساب مجموعة يمينية متطرفة من منشئى المحتوى ذى الطابع الساخر يلجئون من خلالها إلى استهداف منافسى ترامب.
يأتى هذا وسط «سيل من الهجمات العنصرية والجنسية» من جانب ترامب وحلفائه ضد هاريس، أول امرأة وأول شخص أسود وجنوب آسيوى يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكى، وفق تعبير رويترز.
ومنذ استبدال الرئيس الأمريكى، جو بايدن، كمرشح للحزب الديمقراطى، صعدت هاريس فى استطلاعات الرأى وتتقدم الآن على ترامب فى معظم الاستطلاعات الوطنية الأخيرة، بحسب الوكالة ذاتها.
ووصف ترامب هاريس بأنها «مجنونة» و»غبية كالصخرة»، وزعم أنها قللت فى السابق من أهمية تراثها الأسود، فى حين يريد بعض المانحين والمستشارين لترامب أن يلتزم المرشح الجمهورى بشكل أكبر بانتقادات سياساتها.
وطلب محامو المرشح الجمهورى من المحكمة الفيدرالية فى مانهاتن الاستيلاء على القضية من محكمة الولاية التى نظرت فيها، بحجة أن الملاحقة القضائية التاريخية انتهكت حقوق ترامب الدستورية، وتعارضت مع حكم الحصانة الرئاسية الأخير الذى أصدرته المحكمة العليا الأمريكية، وفقا لموقع «أكسيوس». وقال محاموه إن نقلها الآن سيعطيه «منتدى غير متحيز، خاليا من العداوات المحلية» لمعالجة هذه القضايا.