إنه بلد غنى بكل المقاييس والشواهد العملية والنظرية..إذ بلغ احتياطيه من النفط 10 مليارات ومن الغاز الطبيعى 22 مليار متر مكعب هذا ناهيك عن ثروة حيوانية هائلة ومعها ثروة سمكية فى شتى دول العالم.
طبعا أنا اتحدث عن السودان .. هذا البلد الذى حباه الله بأفضال كثيرة لكن أهله للأسف ضيعوا الحرث والضرع وضربوا عرض الحائط بما متعهم الله من خير وفير وتفرغوا للاقتتال فيما بين بعضهم البعض وتدمير الأراضى التى تنتج أحلى وأروع المحاصيل إلى أراض بور لا تساوى شيئا لأنها بكل بساطة لا تنتج شيئا.
للأسف بلد كهذا يموت أهله جوعا صباحا ومساء لعدم توافر الغذاء!..
ليس هذا فحسب بل اضطروا كما تقول إذاعتهم المحلية ووكالات أخبارهم إلى التهام أوراق الشجر التهاما بعد أن فقدوا الأمل وباتت أرواحهم تضيع بلا ثمن..بل بالفعل ضاعت أرواح كثيرين بينما السادة الكبار يبحثون عمن يمدهم بالمال ومن يساعدهم بالسلاح وكأن القوم الآخرين لا يمتون لهم بصلة.
> > >
ولعل ما يشد الانتباه أو لابد أن يشد الانتباه سؤال يدق الرءوس بعنف:
لماذا يزداد الفقراء فقرا والجوعى جوعا ..؟
أمامى تقرير من الأمم المتحدة يقول إن 900 مليون من البشر يعانون من الجوع وهم يمثلون نسبة 8 .9 % من سكان العالم..؟!
الأغرب والأغرب أنه بالرغم من أن التقرير الدولى قد أشار إلى أن أسباب هذا الجوع ترجع فى معظمها إلى الحروب والصراعات المحلية.. والتكالب على السلطة إلا أن نفس دعاة الشر هم أنفسهم الذين يدعون للشر فى كل وقت وحين.
> > >
وما يجدر الحديث عنه أكثر وأكثر أنه لم تعد حكاية الإبادة قاصرة على أهالى غزة فقط.. بل ها هم أناس غيرهم يتعرضون تقريبا لنفس المآسى والكوارث وهذا المجتمع الدولى عاجز عن أن يفعل لهم شيئا سوى إصدار التقارير الصماء والتى تخلو من أى شكل من أشكال العطف والحنان والمشاركة الوجدانية..
> > >
فى النهاية تبقى كلمة:
لو يعلم الإنسان أن لا أحد يمده بغذائه أو بسلاحه أوملبسه بل هو نفسه يجب أن يكون مقتصرا على ذاته.. وإلا التهمته الوحوش الكاسرة وما أكثرها فى هذا الزمان..
> > >
و.. و.. شكراً