حادث تصادم بحجم الكارثة وقع مؤخرا على الطريق الدائرى كانت نتيجته إصابة العشرات بسبب تصادم مقطورات النقل الثقيل التى تمرح وتلهو بكل أريحية على كل الطرق السريعة دون رابط أو ضابط ..و لاتجد من يمنعها أو يحاسبها على الكوارث التى ترتكبها بحمولاتها التى لايتحملها الطريق أصلا!
القصة باختصار أن الطرق السريعة وخاصة طريق الأوتوستراد وتحديدا فى المنطقة الجنوبية يفتقد لأى رقابة أو تواجد مرورى .. ونفس الوضع ينطبق على الطريق الأوسطى الذى كثرت عليه الحوادث القاتلة بشكل أصبح متكررا ومعتادا فى كل مراحل الطريق الذى يفتقد لأى رقابة مرورية ولا يوجد عليه أى خدمات حتى الإضاءة أصبحت معدومة بالمرة بشكل كامل.. وإمعانا فى الغطرسة التى يمارسها سائقو النقل الثقيل فقد أصبح الجميع يعلم أماكن وضع الرادار والكاميرات ويقوم بالتهدئة وارتداء الحزام قبلها ثم يعود ليمارس الفوضى بعدها!
أتذكر أنه قبل سنوات اتخذت وزارة الداخلية قرارا بمنع المقطورات نهائيا وضرورة تحويلها إلى تريللات والتزم الجميع بذلك حتى جاءت أحداث 25 يناير ليخرج سائقو النقل الثقيل فى تظاهرة على الطريق العام بسياراتهم وقطعوا الطريق لمنع تطبيق قرار منع المقطورات التى تتسبب فى غالبية حوادث الطرق والتى تم منعها بالعالم كله ما عدا مصر ..
ونجح بلطجية النقل الثقيل فى منع تنفيذ القرار وعادت المقطورات تمرح على الطرق السريعة وخاصة الأوتوستراد الذى لا توجد عليه أى رقابة مرورية بالمرة اللهم إلا فى أماكن قليلة جدا .. ويكفى مثلا أن تشاهد مقطورة أو حتى سيارة نقل تحمل كتل الرخام على الطريق وهى تسير دون أى عوامل أمان مع ملاحظة أن كتلة الرخام تصل إلى ما يزيد على 30 طنا وقد تحمل المقطورة أكثر من كتلة تصل فى بعض الأحيان لأربع كتل من هذا الوزن والنتيجة كوارث على الطريق وأقل الخطر أن تنزلق من السيارة لتسقط على الطريق فتحطمه وتعطل الطريق لفترات طويلة وقد تسقط على سيارة بجوارها فتكون النتيجة تحطيم السيارة وإصابة سائقها أو وفاته ..
أما السرعات الجنونية فهى عامل أساسى ومشترك لسيارات النقل الثقيل وباقى السيارات العادية ليصبح المواطن ضحية لجنون السرعة من ناحية وجنون سيارت النقل الثقيل من ناحية.. والنتيجة النهائية حوادث قاتلة ومتكررة تصل إلى حد البشاعة.
إن الطريق الأوسطى بأكمله وطريق الأوتوستراد والدائرى فى حاجة لإعادة الانضباط المرورى عليهم من جديد بل والحسم والشدة فى التعامل مع المخالفين وعدم الاكتفاء بصور الرادار ودفع المخالفات فقط .. فأرواح البشر أغلى بكثير.. والمواجهة أصبحت حتمية فهل من مستجيب؟؟!!