قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن السودان يعانى من أسوأ أزماته الإنسانية إلى الآن، وأن المنظمات الدولية والمانحين يعيشون لحظة مخزية بعد أن فشلوا طوال أكثر من 16 شهرا فى توفير استجابة كافية للاحتياجات الطبية المتصاعدة فى البلاد، من سوء تغذية للاطفال «كارثي»، فضلا عن تفشى الأمراض على نطاق واسع.
وأضاف تقرير المنظمة انه بعد مرور 500 يوم على الحرب السودانية، أن القيود الشديدة التى يفرضها الطرفان المتحاربان قد تحدبشكل كبير من القدرات على إيصال المساعدات، بما فيها قدراتنا.
ورصد التقرير احتدام القتال بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، منذ 15 أبريل 2023 فى مناطق متعددة من السودان، ما تسبب بأزمة إنسانية غير مسبوقة، وان هذا النزاع خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحي.
وأشار إلى أن العنف بالسودان تسبب فى أكبر أزمة نزوح فى العالم، فقد أُجبر أكثر من 10 ملايين شخص، أو واحد من كل خمسة أشخاص فى السودان، على الفرار من منازلهم، وواجه الكثير منهم نزوحا متكررا، لافتا إلى أنه فى الوقت الذى تتأرجح فيه الحلول السياسية لحل الأزمة فأن الأمر يزداد سوءا، حيث يزداد سوء التغذية وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الامدادات.
من جانبها، ذكرت مجلة «ذى إيكونوميست» البريطانية، فى تقرير لها أمس أن حرب السودان الكارثية هى مشكلة العالم أجمع، موضحة أن تلك الحرب قد تتسبب فى مقتل الملايين ونشر الفوضى فى قارة أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.
ولفتت المجلة إلى حصول حرب السودان على جزء صغير من الاهتمام الذى حظيت به حربا غزة وأوكرانيا، رغم أنها أكثر فتكا منهما. وأكدت المجلة أن ثالث أكبر دولة فى أفريقيا تحترق، مشيرة إلى تدمير عاصمتها ومقتل 150 ألف شخص تقريبا، فضلا عن تراكم الجثث فى مقابر مؤقتة يمكن رؤيتها من الفضاء.
وأبرزت المجلة إجبار أكثر من 10 ملايين شخص، أى خمس سكان السودان، على الفرار من منازلهم، بالإضافة إلى اقتراب مجاعة قد تكون أشد فتكاً من المجاعة التى شهدتها إثيوبيا فى ثمانينيات القرن العشرين. وبسبب تلك المجاعة، يقدر البعض أن 2.5 مليون مدنى قد يموتون بحلول نهاية العام، وفق المجلة
من جانبه، حذر المبعوث الأمريكى للسودان توم بيريلو من تأزم الأوضاع فى الفاشر عاصمة إقليم دارفور، كاشفا عن تحشيد جديد حول المدينة التى شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
وقال بيريلو فى تغريدة على حسابه فى منصة «أكس» إنه وفى حين تجمع قوات الدعم السريع قواتها لشن هجوم آخر على الفاشر، يستمر القصف فى إيقاع المزيد من الخسائر فى صفوف المدنيين. وأضاف: «مع مرور 500 يوم من العنف فى السودان، لا يزال الشعب السودانى يعانى من آثار القتال، ويفيد العاملون فى المجال الإنسانى فى الخطوط الأمامية عن ظروف يائسة فى الفاشر.
وحث بيريلو قيادتى الجيش والدعم السريع بالتراجع لمنع المزيد من الفظائع والدمار، ووقف الأعمال العدائية والسماح للمساعدات بالوصول «فورا» والامتثال لالتزاماتها بحماية المدنيين.
فى الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة فى الولاية الشمالية السودانية ظهور مرض جلدى «سريع العدوي» بالولاية، فى ظل تردى الأوضاع الصحية فى البلاد، بسبب الحرب الدائرة بين قوات الجيش السودانى والدعم السريع.
وأصدرت الوزارة بيانا أعلنت فيه ظهور بعض حالات مرض التهاب الجلد البكتيرى (أبو الصميق) بالولاية الشمالية وهو مرض سريع العدوى والانتشار، بحسب البيان. وأضافت الوزارة أن «الوقاية من هذا المرض تكمن فى اتباع الإرشادات المتمثلة فى عدم ملامسة المريض أو الاحتكاك به أو استخدام أغراضه الشخصية.
واختتم البيان بالإشارة إلى أن «عدد حالات الإصابة بمرض التهاب الجلد البكتيرى المسجلة لدى وزارة الصحة السودانية حتى الآن هو 260 حالة إصابة. وفى وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، رسميا عودة ظهور حالات الإصابة بمرض «الكوليرا» فى البلاد.