فى مايو 1895 ولد بقرية شوشاى بمحافظة المنوفية أمين الخولى ليعيش فى كنف والده المزارع ويحفظ القرآن كاملاً فى كتاب القرية، لينتقل بعد ذلك فى السابعة من عمره إلى بيت جده بالقاهرة والذى كان من أشهر علماء القراءات فى ذلك الوقت وفى رعاية خاله الشيخ عامر الذى حصل على الأهلية من الأزهر وعمل إماماً وخطيباً فأثرت تلك الظروف البيئية فى تكوين شخصيته الثقافية والفكرية فى القاهرة دخل مدرسة لافيسونى ثم مدرسة المحروسة، ليتخرج بعد ذلك من مدرسة القضاء الشرعي، وأثناء دراسته بتلك المدرسة كان قريباً من عقل وقلب ناظرها «عاطف بركات» ابن شقيق الزعيم المصرى سعد زغلول وقد عرف الشيخ أمين الخولى بأنه كان من كبار حماة اللغة العربية ومناضل سياسى شارك فى ثورة 1919 ونفى إلى جزيرة السيشل حيث كان مصرياً أصيلاً معادياً للاحتلال الإنجليزى مطالباً باستقلال الوطن اشتهر بزيه الأزهرى المميز ووقاره المهيب وبريق عينيه وملامحه المتفردة وفى حياته الوظيفية كانت هناك محطات مهمة تعلم منها الكثير واستفاد باتقانه اللغتين الإيطالية والألمانية، ففى بداية حياته تم تعيينه مدرساً فى مدرسة القضاء الشرعى فى مايو 1920 وفى عام 1923 انتقل للعمل كإماماً للسفارة المصرية بروما ثم نقل إلى مفوضية مصر فى برلين عام 1926 ليعود بعد عام إلى وظيفته فى مدرسة القضاء الشرعى وبعد ذلك انتقل لكلية الآداب قسم اللغة العربية ليصبح رئيساً للقسم ثم وكيلاً لكلية الآداب عام 1946، وكانت محطته الوظيفية بعد ذلك عام 1953 مستشاراً لدار الكتب، ثم مديراً عاماً للثقافة حتى خرج إلى المعاش أول مايو 1955 كتب فى عديد من الصحف والمجلات وأصدر العديد من الدراسات والأعمال الإبداعية من أبرز أنشطته التى تذكر له تأسيسه لحملة «الأمناء» عام 1944 ومجلة الآدب عام 1956، كما انضم كعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1966 كتب عنه الكثير وكان يوصف بأنه عالم وأديب ومثقف موسوعى ورائد المنهج التنويرى الذى تميز بدوره التجديدى حيث اقتحم معارك التجديد لبعض القضايا المعاصرة حتى لقب بإمام المجددين، وهو صاحب المقولة الشهيرة «أول التجديد قبّل القديم فهماً وبحثاً ودراسة»، وهو من أرسى بناءه المنهجى التجديد على ما اسماه «التفسير البيانى للقرآن» حيث كان محور هذا الضرب من التفسير هو إظهار الإعجاز البلاغى للقرآن الكريم وقد أثارت شخصية أمين الخولى عظماء وعلماء تلك الفترة التى عاشها فكتب عنه د.لويس عوض أستاذ الأدب الإنجليزى فى رثائه «ما وقعت عينى على أمين الخولى قط إلا وطافت صور الخالدين من فقهاء الكوفة والبصرة وقاهرة المعز لدين الله، كان مجادلاً لا باللفظ والنبرة ولكن بالفكر والمنطق والعلم الغزير» كل من جلس بين يديه يتلقى العلم ارتبط به ارتباط المسحور بالساحر ومن عرفه لا يمكن لن ينساه لا لعلمه وقوة عقله فحسب ولكن لأن شباب فكره أثبت لجيلنا ان الدين يمكن ان يتجدد بماء الحياة فيطاول أحدث الحديث ومن مواقفه الفكرية المثيرة ما أثير حول موقفه المناصر لرسالة الدكتوراه التى أنجزها تحت إشرافه طالبة محمد أحمد خلف الله بعنوان: «الفن القصصى فى القرآن الكريم» حيث أثار هذا الموقف انتقادات عنيفة له بلغت حد تكفيره وقد ظلت رسالة الأزهر ملازمة له طوال حياته فى ثقافته وزيه، وعندما انعقد مؤتمر تاريخ الأديان الدولى فى سبتمبر 1952 فبعث الأزهر مندوبين يمثلانه هما الشيخ مصطفى عبدالرازق والشيخ أمين الخولى فى عام 1936 أعلنت الخصومة عن مسابقة بين المفكرين والكتاب فى موضوعات منه «رسالة الأزهر فى القرن العشرين»و اختير عضواً فى لجنة التحكيم وأفسحت له جريدة المصرى على صفحاتها على مدى ثلاثة أشهر مقالات يشرح فيها رسالة الأزهر الاجتماعية والعلاقة بين الدين والحياة وأوضح من خلالها ان رسالة الأزهر من حيث هو مركز دينى هى حماية الدين ومحاوره الاجتماعية وقد تأثر الخولى كثيراً بمنهج الإمام محمد عبده فى التجديد الفكرى والاجتماعى وكان الجدل الفلسفى والفكرى يستهويه فاشتهر به وبرع فيه، وتزوج من تلميذته التى سارت على دربه د.عائشة عبدالرحمن بنت الشاطئ وعندما توفى فى مارس 1966 قالت عنه فى رثاء خاص جداً «على عينى اقتحم ناس غرباء مخدعه لتجهيز جسده للرحلة الأخيرة.