نضال المرأة الامريكية لخوض الانتخابات الرئاسية والذى تجنى ثماره الان كامالا هاريس وسبقتها هيلارى كلينتون فى القرن الواحد والعشرين .. بدا بالتعديل التاسع عشر للدستور الامريكى عام 1920 والذى بموجبه حصلت المرأة الامريكية على حق التصويت فى الانتخابات والذى نص على انه لا يجوز للولايات المتحدة حرمان مواطنيها من حق الانتخاب بسبب جنسهم.. قبل هذا التاريخ كانت النساء محرومات من حق التصويت او الوصول للمناصب السياسية او العمل فى القضاء بل كانت الامريكيات مواطنات من الدرجة الثانية قبل التعديل الثالث عشر للدستور الامريكى الذى اقر عام 1865 بعد نضال طويل وفى الوقت الذى كانت نساء كل من فلندا وايسلندا والسويد والمستعمرات الاسترالية وبريطانيا يتمتعن بحقوقهن السياسية كاملة قبل ان تحصل المرأة الامريكية على هذا الحق.
رحلة نضال الامريكيات للحصول على حقوقهن بدأت قبل حصول الولايات المتحدة على استقلالها من المستعمر البريطانى ..تعددت محطات النضال منذ اربعينيات القرن التاسع عشر ففى عام 1873 تم تأسيس اتحاد النساء المسيحى الذى تبنى حق المرأة فى التصويت ولجأت الامريكيات للقضاء للحصول على حقوقهن السياسية ختى تم التعديل التاسع عشر ليصبح جزءاً من الدستور وتم المصادقة عليه وادلت النساء باصواتهن فى انتخابات نوفمبر 1920 لاول مرة بعد توقيع الولايات عدا 12 ولاية على التعديل واستمرت المرأة الامريكية فى نضالها على مدى 60 اخرى حتى عام 1984 بتصديق ولاية مسيسبى على التعديل.
تاريخ نضال المرأة الامريكية لم يقتصر على حصولها على حقها فى التصويت بل حقها فى الترشح لمنصب الرئيس وكانت اول امراة تترشح للرئاسة الامريكية هى فيكتوريا وودهول مارتن عام 1872 بل وضعت على تذكرتها الانتخابية لمنصب نائب الرئيس زعيم حركة الحقوق المدنية للامريكين الافارقة فريدريك دوجلاس فى الوقت الذى لم يكن مقبولا اختلاط البيض بالسود فى الحياة العامة.
وفى عام 1940 خاضت المرأة الامريكية الانتخابات الامريكية لثانى مرة وتنافست جريس آلان مع الرئيس روزفلت ولكنها لم تحصل على عدد كبير من الاصوات الا انها شجعت العديد من النساء لخوض الانتخابات الرئاسية ويواجهن رجال السياسة.
اللافت للنظر من تتبع تاريخ نضال المرأة الامريكية حتى يومنا هذا ووفق بيانات مركز النساء الامريكيات فى انتخابات 2016 ارتفع عدد النساء فى الادلاء باصواتهن مقارنة لعدد الرجال وتفوقهن فى مجال السياسة وحصولهن على المناصب القيادية سواء على المستوى الحزبى او الادارة المركزية وشكلن اكثر من 25 ٪ من حكومات الولايات و 20 ٪ فى الكونجرس وتزايد اعداد النساء فى الكونجرس وقفز عددهن منذ عام 1981 من 23 عضوة الى 97 عضوة اخيرا.
اما الكونجرس الحالى فقد شغلت المراة فيه 112 مقعدا منهن 92 فزن بمقعد مجلس النواب و9 مناصب حكام ولاية و12 منصب سيناتور وكانت الاغلبية لنساء الخزب الديمقراطي.
اللافت للنظر ايضا ان الفائزات فى الكونجرس الحالى من الملونات ومن بينهن اول امراتين من السكان الاصليين وينتسبن للخزب الديمقراطى اضافة الى امريكية من اصل فلسطينى والاجئة صومالية مسلمة واول لاتينية من تكساس تخصل على مقعد فى الكونجرس.
هل تصدق استطلاعات الرأى واخرها استطلاع صحيفة ذا هيل الذى يظهر تقدم الملونة متعددة الاعراق كامالا هاريس بقارق 7 نقاط على ترامب وتفوز ملونة ديمقراطية بمنصب رئيس امريكا لاول مرة.