لم أزر مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء منذ 24 عاماً إلا أن زيارتى لها هذا العام جاءت لرغبتى الشديدة لرؤية ما وصل له هذا المكان الذى كان له ذكرى قوية محفورة داخلى منذ عام 1999.
سفرى بالسيارة كان ممتعا لرؤية الجبال الشاهقة والطريق الجديد الذى أنشئ وأصبح اكثر أماناً.. وبدأ الحنين يراودنى بمجرد عبورى نفق الشهيد أحمد حمدى مروراً برأس سدر وعيون موسى وأبوزنيمة ورأس محمد وسانت كاترين ثم مدخل المدينة الساحرة شرم الشيخ.
وبعودتى بطريقة الفلاش باك لذاكرتى وجدت أشياء قد تغيرت وهذا متوقع بعد ربع قرن من الغياب عنها.. هناك طرق جديدة وتطور حدث فى الشوارع الرئيسية خاصة شارع السلام وخليج نعمة والممشى والشرم القديمة والهضبة.. كلها أماكن لمست فيها الجمال لجذب السياحة لها.. كذلك المطار فكل نصف ساعة تقريباًً رحلة طيران.
لا أستطيع وصف جمال شواطئ شرم خاصة خليج نعمة وانعكاس أشعة الشمس من الجبال على المياه وكذلك خليج نبق والقروش وغيرها من الشواطئ التى تجد فيها الأسماك الملونة تسبح بجوارك ومدى اهتمام الأجانب بهذا المنظر البديع.. ذهبت يوماً إلى السوق القديم «فى شرم القديمة» كى أرى المسجد الكبير وبعض المعالم السياحية هناك وأثناء سيرى على الأقدام تقابلت مع عريس وعروسة من كازاخستان كانا فرحين جداً وعندما تحدثت معهما أجابا بأنهما أصرا على إقامة حفل الزفاف فى هذا المكان وسط المصريين واختارا شرم الشيخ لقضاء رحلة سياحية وأيام من «الهانى مون» Honey moon .
بلا شك إنها مدينة مثل أى مدينة يعيش بها سكان لكن الغريب أنك تجد زجاجة المياه لدى سوبر ماركت بـ8 جنيهات وبعده بـ4 أمتار محل آخر يبيعها بـ20 جنيها رغم أنها نفس الزجاجة وبالمثل باقى المنتجات.. لقد أصبح السائح سواء مصرياً أو أجنبياً واعياً بالإماكن والأسعار وكل شيء من خلال بحث بسيط على جوجل.. يجب أن يكون لدينا ثقافة التعامل فى الأماكن السياحية بما يضمن عودة كل سائح مرات لنفس المدينة أو مدن أخرى بمصر ويروج لنا فى بلاده إنها أولى خطوات الجذب السياحي..سعدت جداً بزيارتى لمدينة ساحرة وجميلة فهل تمر 24 عاماً أخرى كى أكرر زيارتى لشرم الشيخ أم تتكرر الزيارات قريبا؟!