هذه أخطر رحلة فى تاريخ الشرق الأوسط وأوروبا.. والعالم فى هذا القرن وسوف يتم حسم وتقرير مصير الشرق الأوسط.. وأوروبا.. والعالم فى هذا القرن وسوف يتم حسم وتقرير مصير الشرق الأوسط.. وأوروبا والعالم كله.. خلال هذه المرحلة الخطيرة.. من الصراعات الدموية وجرائم الحرب التى تقوم بها إسرائيل فى قطاع غزة.. ومن خلال مشاهد الحرب الروسية فى أوكرانيا.
الحرب الإسرائيلية الدموية ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة.. ليست مجرد صراعا محليا محدودا لا يوجد شيء اسمه حربا محلية.. يسقط فيها أكثر من 41 ألف قتيل.. كما يحدث فى غزة حاليا.. الصراع فى أوكرانيا.. وجرائم الإبادة والحرب الإسرائيلية فى غزة.. تبدو وكأنها أنواع من الحروب محدودة المعارك.. رغم أنها واسعة الأبعاد.. فادحة النتائج والتداعيات.
الواقع الاستراتيجى والعسكرى يؤكد وقوف أمريكا ودول الناتو فى أوروبا مع أوكرانيا فى الحرب ضد روسيا ويؤكد الواقع القائم على الأرض فى الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى فى غزة.. أن أمريكا تقف مع إسرائيل ليس فقط بالسلاح والمال.. لكن أيضا بالأساطيل والقوات الأمريكية التى تشارك فى الدفاع عن إسرائيل.. والتصدى لصواريخ إيران وحزب الله.. فى كل مشهد من مشاهد الحرب والتصعيد العسكري.
كل هذا يؤكد أن الحرب والصراع فى أوكرانيا.. وعلى أوكرانيا.. مثل الحرب الإسرائيلية.. ضد قطاع غزة والضفة الغربية تخفى وراءها صراعات إقليمية وعالمية رهيبة ومخططات خفية كبري.. سوف تقرر مصير أوروبا والشرق الأوسط.. والعالم فى القرن الحادى والعشرين.
هناك خطوط وخرائط جديدة.. وربما حدود مختلفة.. لدول وشعوب أوروبا.. والشرق الأوسط.. يجرى إعدادها فى سيناريوهات الحروب التى تبدو محلية ومحدودة حاليا.. لكنها سوف تدور بسيناريوهات مختلفة بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية فى ٥ نوفمبر 2024.
أوكرانيا.. ليست وحدها فى الحرب ضد روسيا.. بل تقف معها أوروبا وأمريكا وكل دول الناتو وإسرائيل.. فى الحرب على الشعب الفلسطينى ليست وحدها بل تقف أمريكا معها بالدعم بالمال والسلاح وأيضا بحشد الأساطيل والقوات الأمريكية فى الشرق الأوسط.
قوة الردع الأمريكية
.. ويعترف خبراء الاستراتيجية والحرب فى واشنطن بأن قوة الردع العسكرى الأمريكية فى الشرق الأوسط تدافع عن إسرائيل.. فى الحرب على الشعب الفلسطينى فى غزة.. وضد مخاطر الحرب والاستنزاف مع حزب الله وفى لبنان.. وتساهم فى ردع ومنع التصعيد العسكرى الإقليمى مع إيران لذلك لابد أن يقال إن هذه هى أخطر مرحلة فى تاريخ أوروبا والشرق الأوسط.. والعالم كله.
ومن المؤكد أن هذه المرحلة من الحرب والصراعات الدموية هى التى سوف تقرر مصير أوروبا والشرق الأوسط وربما العالم كله فى القرن الحادى والعشرين.
إهدار الدم والحياة
هكذا نجد أن الشعب الفلسطينى يتعرض لأقذر جرائم إهدار الدم وإهدار الحياة وإهدار الحق فى الأرض والوجود على أيدى عصابات «النازية» الصهيونية لما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي.
وإسرائيل فى الواقع ليست دولة.. لها جيش.. لكنها جيش يدعى أن له دولة وتدعى عصابات النازية الجديدة لصهاينة اليهود فى فلسطين أنهم تذكروا فى أواخر القرن التاسع عشر أن لهم أرضا ووطنا فى فلسطين لابد من تحريره.. واستعادته من المحتلين العرب والعثمانيين!!
وتدعى الصحف الإسرائيلية اليوم فعلا أن يهود العالم خصوصا فى بريطانيا وفى أوروبا الشرقية.. بولندا ورومانيا وروسيا أنهم تجمعوا تحت قيادة تيودور هيرتزل فى مؤتمر بازل بسويسرا الشهير من أجل اتخاذ قرار الهجرة إلى فلسطين وتحرير أرض اليهود و»مملكة سليمان» من الاحتلال العربى والعثماني.. فى البداية قالوا إن فلسطين أرض بلا شعب.. لشعب بلا أرض هم يهود العالم.
وحين تم اكتشاف كل هذه الأكاذيب والمغالطات التاريخية.. تدعى جيروزاليم بوست الإسرائيلية اليوم أن الهدف النهائى للمشروع الصهيونى لدولة إسرائيل هو تحرير أرض فلسطين من الاحتلال العربى القائم حاليا.. بفعل وجود أكثر من 7.6 مليون فلسطينى يعيشون فى القدس الشرقية وفى الضفة الغربية وفى قطاع غزة وحتى فى داخل إسرائيل ذاتها.. التى يوجد فيها أكثر من 1.6 مليون مواطن عربى فلسطينى وتحرير أرض «ددولة إسرائيل» فى فلسطين من الاحتلال العربى القائم.. يعنى طرد وتشريد أبناء الشعب الفلسطينى بالقوة المسلحة.. وتحويلهم إلى لاجئين بلا أرض أو وطن وهذا هو معنى جرائم إهدار دماء وإهدار حياة الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة وإهدار حقوقهم فى الأرض والوطن والوجود.
لماذا.. جرائم الإبادة
وبعد أن كان العالم كله يرى فى إسرائيل أنها دولة الاحتلال فى القدس والضفة الغربية وقطاع غزة نكتشف أن الصحف الإسرائيلية تؤكد أن النظرة الصهيونية «النازية» للشعب الفلسطينى أنه «شعب احتلال» لابد من تصفية وجوده فى فلسطين والقضاء عليه لأنه من بقايا الاحتلال العربى والعثمانى «لأرض الميعاد» فى فلسطين ولا توجد وسيلة لتصفية وجود الشعب الفلسطينى على أرضه سوى الحرب.. وجرائم الحرب والإبادة.. التى يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والمستوطنون اليهود ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وأراضى الضفة الغربية وكانت مفاجأة تثير الحزن فعلا أن نكتشف أنه لم يبق للشعب الفلسطينى الضفة سوى 18٪ فقط من الأرض.
انقسام أمريكي
ويبدو أنه يوجد نوع من الانقسام بين كبار قيادات مؤسسة الأمن القومى الأمريكى فى واشنطن.
يوجد حاليا فريقان من الخبراء فى واشنطن.. الأول يرفض تأجيل عملية حسم الصراع فى أوكرانيا وإسرائيل.. وترك ملفات الحرب للرئيس الأمريكى القادم الذى سوف يتسلم السلطة فى البيت الأبيض بعد إعلان نتائج انتخابات الرئاسة فى العشرين من يناير 2025.
الفريق الثانى من خبراء الاستراتيجية فى واشنطن يرفض أية محاولة لتأجيل الحسم.. سواء فى ملف أوكرانيا أو إسرائيل.. أو حتى فى مخاطر الصراع القادم مع الصين على جزيرة تايوان.
ويقود الفريق الثانى كل من الخبير الاستراتيجى الأمريكى مارك توث وجوناثان سويفت.. رجل المخابرات الأمريكية السابق ويؤكد الإثنان أن ما يحدث فى أوكرانيا وإسرائيل من المشاهد المؤكدة للحرب العالمية الثالثة ولا يوجد بديل أمام الرئيس الأمريكى جو بايدن سوى تحقيق النصر فى هذه الحرب ويقول مارك توث وجوناثان سويفت أنه توجد فرصة نادرة أمام الرئيس الأمريكى بايدن لتحقيق النصر فى هذه الحرب حتى وهو فى الأيام الأخيرة له من رئاسته فى البيت الأبيض.. من الآن وحتى العشرين من يناير 2025.
بوتين.. أعلن الحرب
الواقع يؤكد أن بايدن لم يعد مرشحا لفترة رئاسة ثانية مما يوفر له الحرية المطلقة لاتخاذ القرار المناسب فى الملفات الساخنة للصراعات ومخاطر التصعيد فى أوكرانيا وإسرائيل وحتى فى تايوان لابد أن يقوم بايدن بتحديد حساباته بدقة.. وبدون قيود فى كل ما يتعلق بالأمن القومى للولايات المتحدة الأمريكية ويمكن لبايدن أن يركز خلال الشهور الباقية له فى الرئاسة على ضرورة وحتمية أن تتمكن أمريكا من تحقيق النصر فى هذه الحرب العالمية الثالثة التى تشتعل معاركها حاليا بين روسيا وأوكرانيا فى قلب أوروبا.. وبين إسرائيل وكل من حماس وحزب الله وإيران فى الشرق الأوسط وكانت ضربة البداية فى هذه الحرب العالمية الثالثة حين رفض الرئيس الروسى بوتين انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.. وأصدر أوامره للجيش الروسى بدخول أراضى أوكرانيا.
وبذلك يكون بوتين من المنظور الأمريكى قد أعلن الحرب فعلا على أمريكا ودول أوروبا فى حلف الناتو.. وليس على أوكرانيا.
الأوضاع الحالية فى أوكرانيا تؤكد أنه يوجد حاليا تصعيد وتدهور خطير للغاية فى المعارك بين أوكرانيا والجيش الروسي.. ويمكن أن تتحول هذه المعارك إلى حرب عالمية ثالثة فعلا فى أية لحظة.
النصر .. ليس له بديل
وتقف دول محور الشر فى المنظور الأمريكى وهى الصين وإيران وكوريا الشمالية مع روسيا ضد أمريكا وحلف الناتو ويقولون فى واشنطن إن الديمقراطية فى أمريكا وأوروبا تتعرض حاليا للحرب والهجوم ولابد أن يدرك الرئيس الأمريكى بايدن حقيقة اللعبة بالغة الخطر التى يقوم بها الرئيس الروسى بوتين لأن الولايات المتحدة من المستحيل أن تخسر هذه الحرب.. التى لا بديل فيها عن النصر مثل معارك الحرب العالمية الثانية.
ويقول مارك توث وجوناثان سويفت.. إن أمريكا حتى هذه اللحظة لم تخسر الحرب ضد روسيا لكنها لم تنتصر بعد!!
وفى الشرق الأقصى تتعرض جزيرة تايوان إلى تهديدات متزايدة من الصين وتمكنت ميليشيات مجموعة فاجنر الروسية من إسقاط الحكومات الموالية لأمريكا وفرنسا فى دول الساحل الأفريقى وتمتد الصراعات المعادية لأمريكا حتى فنزويلا اقرب الأراضى الأمريكية.
وفى الشرق الأوسط تعيش إسرائيل حاليا تحت حصار 29 مجموعة مسلحة موالية لإيران أكبر جماعة حزب الله اللبنانى وميليشيات الحوثى فى اليمن كما أن الجمهورية الإسلامية فى إيران لديها طموحات كبرى فى أن تتحول سريعا إلى قوة نووية فى الشرق الأوسط.
وتمكنت إيران مؤخرا من فتح جبهة استنزاف جديدة لإسرائيل فى الضفة الغربية.
المواجهة العالمية
وتتصاعد المواجهة العالمية بين وسيا من ناحية وأمريكا ودول حلف الناتو من جهة أخرى فى ساحة الحرب فى أوكرانيا بعد أن تم اختراق حدود وأراضى روسيا فى كورسك وهكذا تجاوزت أوكرانيا كل الخطوط الحمراء التى حددها الرئيس الروسى بوتين وقد تعهد الرئيس الأمريكى بايدن بتقديم الدعم المالى والعسكرى لأوكرانيا مهما طال المدى والزمن.
وتعهد بايدن أيضا بأن الولايات المتحدة سوف تقوم بالدفاع عن إسرائيل ضد أعدائها فى الشرق الأوسط.. مع تقديم كل الدعم المالى والعسكرى لإسرائيل مهما طال الزمن.
النصر .. أو الانسحاب
ويقول مارك توث وجوناثان سويفت.. إنه على أمريكا أن تختار إما أن تحقق النصر فى أوكرانيا ومع أوكرانيا وضرورة أن تحقق النصر لإسرائيل ومع إسرائيل فى الشرق الأوسط أو أن تسارع الولايات المتحدة بالانسحاب بقواتها وأساطيلها من أوروبا والشرق الأوسط.. وتعود إلى العزلة عن العالم داخل الأراضى الأمريكية.
الأوضاع الحالية فى أوكرانيا تؤكد أن أوكرانيا مستعدة لمواصلة الحرب الوجودية ضد روسيا.. لصالح أمريكا وحلف الناتو.
وفى الشرق الأوسط نجد إسرائيل جاهزة دائما للقيام بالحرب الوقائية الاستباقية ضد إيران وضد حزب الله اللبنانى وكل الميليشيات التابعة لإيران فى المنطقة.
وقد رأينا أسلوب الحرب الوقائية الاستباقية الإسرائيلية بصورة عملية فى الساعات الأولى من فجر يوم الأحد الماضي.. ورأينا مدى التعاون المخابراتى الأمريكى الإسرائيلى وحين رصدت أقمار الصناعية الأمريكية أن عناصر حزب الله تستعد لتوجيه ضربة انتقامية بالصواريخ والطائرات المسيرة تم نقل المعلومات الأمريكية إلى إسرائيل بصورة عاجلة.. وعلى الفور قامت أكثر من مائة طائرة أمريكية بأكثر من 20 غارة جوية مكثفة على مواقع حزب الله فى جنوب لبنان بهدف إحباط ضربة الانتقام الذى يستعد لها حزب الله خلال دقائق.
واعترف حسن نصر الله.. زعيم حزب الله بأن إسرائيل حاولت بغاراتها الجوية أن تقوم بإحباط ضربة الانتقام وهجوم حزب الله قبل أن يحدث لكن كل منصات صواريخ حزب الله.. قامت بالعمل وأطلقت بالتحديد 300 صاروخ كاتيوشا على مستوطنات ومدن الشمال الإسرائيلى فى الجليل.
هكذا فشل الهجوم الوقائى الإسرائيلى فى إحباط هجوم حزب الله الذى استهدف أيضا تدمير قاعدة تجسس إسرائيلية شمال تل أبيب.
تبادل معلومات فورى
ومرة أخرى اشتركت السفن الحربية الأمريكية فى شرقى البحر المتوسط فى التصدى للصواريخ والمسيرات التى أطلقها حزب الله وحرص البنتاجون الأمريكى على أن يؤكد أن الأسطول الأمريكى لم يشارك فى الضربة الإسرائيلية ضد حزب الله.
وهذا يؤكد أن أجهزة المخابرات الأمريكية العسكرية والمخابرات المركزية الأمريكية تتبادل المعلومات مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية بشكل مكثف ومفتوح فى هذه الأيام.
وأن التنسيق والتحالف العسكرى الأمريكى الإسرائيلى أصبح كامل الأبعاد ويشمل كل التفاصيل وإذا تعرض وجود وبقاء إسرائيل لخطر الدمار والزوال سوف تشارك القوات والأساطيل الأمريكية فى الدفاع عن إسرائيل سواء فى المواجهة مع إيران أو حزب الله.
أقوى من أمريكا
ويعترف الأمريكيون بأن اللوبى اليهودى الصهيونى داخل أمريكا يلعب دورا خطيرا مما يجعل إسرائيل داخل أمريكا أقوى من أمريكا فى الشرق الأوسط وهذا هو السر وراء انتشار القوات الأمريكية والأساطيل الأمريكية فى المنطقة والهدف الدائم هو توفير مظلة الحماية اللازمة لأمن وبقاء إسرائيل.
ويقال إن بحيرة رءوس الأموال الهائلة فى البنوك والشركات ورجال الأعمال الأمريكية تقع تحت سيطرة اليهود وأن 72٪ من هذه الأموال بالتحديد توجد بين أثرياء اليهود الأمريكيين فى نيويورك وشيكاغو وكاليفورنيا.
ويؤكد مارك توث وجوناثان سويفت أن هزيمة روسيا أولا فى أوكرانيا من شأنه أن يساعد على إيجاد الحل للعديد من المخاطر والتحديات التى تواجه الأمن القومى الأمريكى فى القرن الحادى والعشرين خصوصا فى الصراع العالمى مع الصين.
تمكين أوكرانيا من الانتصار على روسيا.. سوف تكون رسالة واضحة إلى الزعيم الصينى تشى فى بكين وهى أن أمريكا وحلفاءها فى آسيا مازالت قادرة على تحقيق النصرر فى الحروب مهما كانت حتى فى أى صراع عسكرى على تايوان.
ومع ذلك لابد أن يتجاوز الرئيس الأمريكى بايدن فى هذا التوقيت كل القضايا الحزبية الضيقة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة فى ٥ نوفمبر 2024 ولابد أن يتخطى الحسابات الضيقة لانتخابات الرئاسة الأمريكية وهذه الحسابات والقضايا كثيرا ما تقف ضد الأمن القومى الأمريكي.
فقد حان الوقت كى يترك بايدن ساحة التنافس فى الانتخابات الرئاسية لكل من المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس والمرشح الجمهورى دونالد ترامب لا يهم اسم من هو الرئيس الأمريكى القادم الذى سوف يدخل البيت الأبيض بدءا من 20 يناير 2025.
بايدن أمام التاريخ
لن يحكم التاريخ على بايدن من خلال من الذى سوف يفوز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا العام لكن التاريخ سوف يحكم على الرئيس بايدن من خلال قراره السياسى والاستراتيجى الحاسم الذى يتيح لأمريكا تحقيق النصر فى هذه الحرب العالمية الثالثة التى تمتد معاركها من أوكرانيا فى قلب أوروبا و حتى إسرائيل فى الشرق الأوسط وتمتد حتى تايوان فى جنوب شرق آسيا.
ويتساءل مارك توث وجوناثان سويفت ويؤكد أن ماذا يمكن أن يقول التاريخ عن الرئيس جو بايدن إذا تراجع إلى الخلف وأعطى لروسيا والصين وإيران الفرصة لتدمى القوة الأمريكية قوة الولايات المتحدة القوة الأعظم فى العالم منذ 1945 وحتى اليوم؟!
على شاطيء البحر
نظرة التاريخ وحكم التاريخ على بايدن فى زمن الحرب سوف يكون مهما للغاية خاصة حين تكون الحرب عالمية فى مداها وتتزايد حدة المعارك فيها يوما بعد يوم بما يشكل تحديات ومخاطر هائلة على الأمن القومى الأمريكى ويهدد بخروج معارك هذه الحرب عن سيطرة أى طرف خصوصا واشنطن.
لقد شاهد العالم صور الرئيس الأمريكى بايدن منذ أيام وهو على شاطئ البحر فى مدينة ديلوار الأمريكية وهو يقضى اجازة الصيف هناك وقد شاهد أعداء أمريكا فى بكين وموسكو وطهران هذه الصور ورأوا فيها الرسالة الخطأ.
ويقول مارك توث وسويفت أن صور الاجازة الصيفية للرئيس بايدن توحى لموسكو وبكين وطهران بأن الرئيس الأمريكى شخصيا قد تعرض للردع.. وأنه لا يوجد أحد يتحمل المسئولية فى البيت الأبيض ولا يوجد فى واشنطن حاليا رئيس أمريكى قادر على اتخاذ وصنع القرار الاستراتيجى الصحيح وهذا هو أسوأ توقيت لأمريكا أن يتلقى فيه أعداؤها مثل هذه الرسالة الحرب العالمية الثالثة مشتعلة فى إسرائيل والشرق الأوسط.. وفى أوكرانيا والرئيس الأمريكى فى اجازة صيف.
طائرة إف 35
الحرب فى أوكرانيا تتصاعد بأبعاد جديدة مفاجئة.. وأوكرانيا تلعب بالنار من أجل التصعيد بدعم أمريكى واضح.
وإسرائيل تواجه التهديد الوشيك بقيام إيران بهجوم انتقامى ضدها بعد اغتيال إسماعيل هنية فى طهران.
ويقول الخبير الاستراتيجى جوليان تشرشل إن طائرة إف 35 إسرائيلية تمكنت من اختراق أجواء إيران حتى طهران وأطلقت قنبلة أمريكية الصنع طراز جى بى يو 39 على المنزل الذى يقيم فيه هنية فى طهران.. وكانت القنبلة موجهة نحو شريحة موبايل إسماعيل هنية؟!
ومن الواضح أن أوروبا والشرق الأوسط قد تحولتا إلى برميل بارود هائل قابل للانفجار فى أى لحظة.
وفى هذا التوقيت الملئ بالمخاطر والتحديات غير المسبوقة يحتاج الرئيس الأمريكى بايدن للتواجد الدائم فى المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض وأن يقوم بتوجيه رسالة للشعب الأمريكى وا لعالم من خلال خطاب رسمى واضح ويتحدث للشعب الأمريكى والعالم عن الحرب العالمية الثالثة المشتعلة حاليا فى أوروبا وفى الشرق الأوسط وتهدد حلفاء أمريكا وأوكرانيا وإسرائيل.
إعلان التعبئة
وفى موسكو أصدر الرئيس بوتين قرارا بإعلان التعبئة للحرب الشاملة وتخصيص 30٪ من ميزانية الدولة فى روسيا لنفقات الحرب والجيش الروسى ومع ذلك فضل بايدن الحصول على اجازة صيف على شواطئ ديلوار الأمريكية.
وفى بكين نجد أن الصين قد قررت زيادة نفقات تسليح وتطوير الجيش الصينى فى البر والبحر وفى الجو وفى الفضاء الخارجى ولن يتمكن بايدن من تحقيق النصر فى هذه الحرب خلال الشهور الأخيرة له فى البيت الأبيض إلا من خلال تقديم الدعم العسكرى الكامل لأوكرانيا وإسرائيل.
وقد أثبتت أوكرانيا أنها يمكن أن تخترق الأراضى الروسية بالسلاح الأمريكى كما حدث فى كورسك ويبقى على أمريكا أن تواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة الهجومية القادرة على اختراق عمق الأراضى الروسية.
وهذا يفتح الأبواب أمام إقامة قاعدة بحرية للأسطول الأمريكى وأساطيل حلف الناتو فى القرم على حدود روسيا وهذا هو معنى النصر على روسيا فى هذه الحرب وهذا هو الهدف النهائى للحرب الأمريكية على روسيا فى أوكرانيا.
الحقائق.. الحقائق
وحان الوقت أيضا كى يواجه بايدن الحقائق الاستراتيجية للتهديد الإيرانى لإسرائيل وجودها وبقائها.. إيران يمكنها أن تصبح قوة نووية ربما خلال شهور أو أيام معدودة إذا اتخذت القرار السياسى بذلك.. أو إذا قامت بالإعلان عن ذلك رسميا.
ولا شك فى أن التهاون مع إيران وبرنامجها النووى يمكن أن يؤدى لاندلاع حرب نووية فى الشرق الأوسط أو إلى سباق تسلح نووى فى الشرق الأوسط تشارك فيه دول كبرى مثل مصر وتركيا وحتى السعودية.
كما أن إسرائيل لن تتردد فى توجيه ضربة إجهاض وقائية للبرنامج النووى الإيرانى بأى ثمن ولابد أن ينتبه الرئيس الأمريكى بايدن لهذه الحقائق والتحديات الرهيبة التى تواجه أمريكا وإسرائيل فى الشرق الأوسط خلال الشهور القادمة قبل انتهاء فترة رئاسة بايدن وقبل أن تتسلم الرئيسة أو الرئيس الأمريكى الجديد السلطة فى البيت الأبيض فى 20 يناير 2025.
ولن تنتظر الحرب العالمية الثالثة نيرانها ومعاركها وصراعاتها أية دولة أو قوة عالمية الحرب العالمية الثالثة اتجهت الآن نحو أوكرانيا وإسرائيل حلفاء أمريكا وإذا فشل بايدن فى تقديم المساعدات لحلفاء أمريكا فى أوكرانيا وإسرائيل من أجل تحقيق النصر فى هذه الحرب فسوف تمتد معارك هذه الحرب العالمية الثالثة إلى أراضى الولايات المتحدة الأمريكية كما حدث فى بيرك هاربر فى 1941.
هكذا لا يمكن لصانع القرار اللأمريكى الحالى فى البيت الأبيض أن يقوم بتأجيل قرار الحسم والنصر فى معارك الحرب العالمية الثالثة التى بدأت فى أوكرانيا وإسرائيل حتى يأتى الرئيس الأمريكى القادم.
ملفات الحرب العالمية الثالثة المشتعلة حاليا لا تقبل التأجيل خصوصا وأن الشرق الأوسط جاهز للانفجار الواسع لحرب إقليمية كبرى بين إسرائيل وإيران قد تمتد نيرانها من إيران ومضيق هرمز على الخليج.. حتى العراق وسوريا ولبنان واليمن وربما أطراف أخرى كل السيناريوهات متوققعة والشرق الأوسط جاهز للانفجار وربما الحرب النووية.
وفى أوكرانيا لن يتردد الرئيس الروسى بوتين فى تدمير كييف بالسلاح النووى التكتيكى فى أى لحظة غاضبة.. وهكذا قد تشتعل الحرب النووية فى قلب أوروبا.