أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلى عملية عسكرية واسعة فى شمال الضفة الغربية أمس أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيا فى محافظتى جنين وطوباس، وإصابة آخرين، وسط حصار للمستشفيات وتدمير للبنية التحتية.
ذكرت وسائل إعلام محلية أن 6 فلسطينيين استشهدوا فى جنين بينهم 4 إثر غارة جوية على سيارة قرب قرية صير جنوب شرق جنين واثنان برصاص جنود الاحتلال، فيما سقط خمسة شهداء أخرين فى محافظة طوباس بينهم اثنان نتيجة قصف نفذه جيش الاحتلال من طائرة مسيرة على منزل بمخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس.
وكشفت مصادر فى الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمها تواجه صعوبة فى الوصول إلى عدد من الإصابات، بسبب محاصرة مخيم الفارعة، وقيام قوات الاحتلال بمنع وصول مركبات الإسعاف وعرقلة عمل طواقمها.
كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المخيم، منتصف الليلة الماضية، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما اتبعتها بتعزيزات عسكرية إلى المخيم من جهة حاجز الحمرا العسكري، برفقة جرافة.
كما نشرت القناصة بشكل كثيف داخل المخيم وفى محيطه وفرضت حصارا عليه، وسط اندلاع اشتباكات مع جنود الاحتلال، وتزامنا مع ذلك تشهد أجواء المخيم تحليقا مكثفا للطائرات المسيرة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء، إطلاق عملية عسكرية فى جنين وطولكرم وطوباس شمالى الضفة الغربية.
وحاصرت مستشفيات مدينة طولكرم، بعد اقتحامها من محورها الغربي.
وتمركزت آليات الاحتلال فى محيط كل من مستشفى الإسراء التخصصى فى الحى الغربي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وفرضت حصارا عليها، وأعاقت حركة تنقل سيارات الاسعاف، واحتجزت احداها امام المستشفى الحكومي، وقامت بتفتيشها.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى مدينة قلقيلية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن مصادر محلية قولها إن قوات الاحتلال الإسرائيلى اقتحمت مدينة قلقيلية، وداهمت عدة منازل من بينها منزل الشهيد غسان جبريل فى حى كفر سابا والذى استشهد أول أمس.
كما أفادت الوكالة الفلسطينية باستشهاد ثلاثة شبان بعد قصف مسيرة إسرائيلية، مركبة فى قرية صير جنوب شرق جنين.
ونقلت عن الهلال الأحمر قوله إن طواقمه انتشلت 3 شهداء من داخل المركبة المقصوفة بين قريتى صير ومسلية وجار نقلهم إلى المستشفي.
من جانبها أكدت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح»، أن عدوان قوات الاحتلال الاسرائيلى على قطاع غزة والضفة الغربية ضمن حرب الإبادة الممنهجة منذ السابع من أكتوبر الماضي، لن يرهب الشعب الفلسطينى أو يبدد إرادته فى الحرية والاستقلال.
وفى بيان وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية أكدت أن العدوان المتواصل على الشعب الفلسطينى فى جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها لن يحقق مآربها فى تهجيره أو اقتلاعه من أرضه.
وأشارت «فتح» إلى أن ممارسات جيش الاحتلال المتمثلة فى استهداف المدنيين، ومحاصرة المستشفيات، والاعتداء على الطواقم الطبية والصحفية تدل على النزعة الإجرامية لقوات الاحتلال الاستعمارية ، داعية المجتمع الدولى إلى إلزام الاحتلال بوقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، والانصياع للقانون الدولي، وإحقاق الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، وفى مقدمتها حقه فى إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.
وفى الإطار نفسه قرر رئيس دولة فلسطين محمود عباس، قطع زيارته إلى المملكة العربية السعودية والعودة إلى بلاده لمتابعة آخر التطورات والمستجدات فى ظل العدوان الإسرائيلى على شمال الضفة الغربية الذى خلف حتى الآن عشرات القتلى والجرحى من المدنيين العزل.
قال أمين سر المجلس الوطنى الفلسطيني، فهمى الزعارير، إن ما يجرى فى شمال الضفة الغربية نموذج مصغر لما يجرى فى قطاع غزة من عدوان إسرائيلى غاشم.
وأضاف الزعارير -فى تصريحات اعلامية أن العدوان الإسرائيلى على الضفة الغربية هو نتاج استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة طوال 11 شهرا دون أن يكون هناك رد فعل حقيقى من المجتمع الدولى على تلك الممارسات الغاشمة.
وتابع أن الأطماع الإسرائيلية تتمثل فى الاستيلاء على الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية وطرد السكان، فضلا عن توغل المستعمرين عبر الاستيطان المباشر فى عموم الضفة الغربية من جنوبها إلى شمالها.
أوضح أن القضية الفلسطينية فى مرحلة استهداف وتصفية وجودية، مؤكدا أن الشعب الفلسطينى لم ولن يستسلم بأى حال من الأحوال ولم يهرب من أرضه، ومشددا على ضرورة وجود تدخل عربى إسلامى دولى لحقن دماء الشعب الفلسطينى وتأمين القضية الوطنية الفلسطينية.
وفى غزة استشهد وأصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلى لمناطق متفرقة فى القطاع.
أفادت مصادر طيبة فلسطينية بأن 16 مواطنا استشهدوا وأصيب عدد آخر بجروح إثر قصف جيش الاحتلال على قطاع غزة.
ففى مدينة خان يونس «جنوب القطاع» استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف جيش الاحتلال منزلاً فى منطقة البطن السمين، كما شنت طائرات الاحتلال غارات جوية استهدفت محيط منطقة المحطة، ومنطقة قيزان النجار جنوب المدينة.
وفى مخيم جباليا، استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال منزلاً فى شارع الترنس وسط المخيم.
أضافت أن 3 مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون بجروح جراء غارة لطيران الاحتلال استهدفت مركبة فى منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، واستشهد أيضا مواطنان وأصيب 7 آخرون بجروح إثر غارة للاحتلال على منزل فى حى الرمال غرب مدينة غزة، كما استشهد صحفى وشقيقته جراء غارة استهدفت شقة سكنية فى سوق مخيم النصيرات وسط القطاع ، بالإضافة إلى ذلك قصفت مدفعية الاحتلال وشنت طائراته الحربية غارات على أحياء الزيتون وتل الهوا والشيخ عجلين والصبرة فى مدينة غزة، فيما تعرضت منازل المواطنين شرق مخيم المغازى وشرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة لقصف مدفعي.
أشارت المصادر إلى أن طيران الاحتلال الحربى أغار على حى تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 40,476 مواطنا وإصابة 93,647 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفى الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وفى السياق نفسه أكدت مسئولة الإعلام فى وكالة الأونروا فى غزة، إيناس حمدان أمس أن قوات الاحتلال تقوم بالتضييق على كل المناطق الإنسانية فى قطاع غزة بالتزامن مع أوامر الإخلاء المستمرة، ما يضطر المدنيين للنزوح للفرار من مناطق القتال وصولا إلى مناطق الغرب، والأراضى المحاذية لساحل البحر.
قالت حمدان – فى مداخلة لقناة «النيل الإخبارية: «إن هناك 11٪ فقط من مناطق قطاع غزة أو ما يعادل 40 كيلومترا مربعا، لم تقع ضمن أوامر الإخلاء، ما يؤدى لتكدس حوالى مليون و800 نازح فى مناطق مثل غربى خان يونس والمناطق الوسطي، ويخلق المزيد من المشكلات الصحية والبيئية ويعرقل تقديم الخدمات الإنسانية وتقليص مساحة الاستجابة الإنسانية ودخول المواد الطبية أو الغذائية عبر معبر كرم أبو سالم».
أشارت إلى أن توفير المواد الأساسية وتقديم الخدمات اللازمة صار من أكبر التحديات التى تواجهها الأونروا، ففى كل مرة يتم إصدار أوامر بالإخلاء، يصعب الوصول للمنشآت الواقعة ضمن تلك المناطق، ونضطر لنقل هذه المقار إلى أماكن أخرى ويتم استئجار أماكن جديدة ليتم استخدامها كمراكز علاجية وطبية قريبة من النازحين.