من إبادة غزة.. لتدمير الضفة يمضى جيش الاحتلال الإسرائيلى فى مخططات الاعتداء على الشعب الفلسطينى الأعزل بكامل أطيافه وتشكيلات فرقه العسكرية «برا وبحرا وجوا» ما أسقط حتى الآن 40 ألف شهيد ونحو 94 مصابا فضلا عن آلاف الضحايا تحت الركام.
أمس.. أطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية وحشية جديدة فى شمال الضفة الغربية أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيا وإصابة العشرات وسط حصار للمستشفيات ومنع وصول مركبات الاسعاف وعرقلة عمل طواقمها.
نشر جيش الاحتلال القناصة بشكل كثيف داخل محافظتى جنين وطوباس وفرض حصارا على كافة الطرق الرئيسية والتى شهدت اشتباكات مسلحة مع المقاومة الفلسطينية وتزامن مع ذلك تحليقا لمسيرات سلاح الجو الإسرائيلي فوق المنطقتين.
ولم يختلف الحال فى الضفة عن أوضاع غزة التى شهدت قصفا متواصلا لجيش الاحتلال لمناطق متفرقة فى القطاع ما تسبب فى سقوط 16 شهيدا وعشرات المصابين.
أكدت المصادر الطبية فى القطاع ان طيران الاحتلال أغار على حى تل السلطان غرب رفح الفلسطينية ومخيم النعيرات وسط القطاع واحياء الزيتون وتل الهوا والشيخ عجلين والصبرة وشرق مخيم المغازى ودير البلح.
وبسبب التصعيد الخطير فى أراضى الضفة قرر الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن قطع زيارته إلى المملكة العربية السعودية والعودة لأرض الوطن لمتابعة آخر التطورات والمستجدات فى ظل العدوان الإسرائيلي.
وأدانت مصر الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية واعتبرت مصر- فى بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة- الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية فى حق المدنيين الفلسطينيين بمدن الضفة الغربية، بمثابة إمعان فى الانتهاك الممنهج للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى واتفاقيات جنيف الأربع الخاصة بحماية حقوق الشعوب تحت الاحتلال، والإصرار على سياسة التصعيد وتوسيع رقعة المواجهات داخل الأراضى الفلسطينية.
طالبت مصر بموقف دولى موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العُزّل وفرض القيود والاستيلاء على الممتلكات الخاصة.
وحذرت مصر من المخاطر الوخيمة المتوقعة عن العمليات الإسرائيلية الجارية، وتعمد استهداف المزيد من المدنيين الفلسطينيين، بالتزامن مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس الشرقية، الأمر الذى يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى الإصرار الإسرائيلى على التصعيد وغياب الإرادة السياسية للتهدئة.
من جانبه أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات العملية العسكرية العدوانية التى تشنها إسرائيل على الضفة الغربية، والتى أسفرت عن سقوط أكثر من أحد عشر شهيداً، وتضمنت فرض حصار شامل على مدنٍ كبيرة ومناطق واسعة فى الضفة الغربية.
ونقل جمال رشدى المتحدث باسم الامين العام ان ابوالغيط قال إن «إسرائيل تخوض حرب إبادة ضد الفلسطينيين فى كل مرة والهدف هو جعل حياة الفلسطينيين مستحيلة على أرضهم. وأن المجتمع الدولى لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدى أمام هذا التصعيد الذى يتعمد دفع الأمور فى المنطقة إلى حافة الهاوية، وفتح جبهات جديدة، وإشعال الحرائق على نحو يجر الأوضاع نحو الانفجار.
شدد أبو الغيط على أن الولايات المتحدة فشلت فى ممارسة الضغط المناسب على إسرائيل.