جرائم الاحتلال.. بدون رادع
صلوات يهودية جماعية فى المسجد.. وبن غفير يثير ضجة: سأبنى كنيسًا داخله
فى حلقة جديدة من مسلسل الاستفزازات الإسرائيلية، والذى يأتى كجزء مكمل لمسلسل الانتهاكات والخراب، قال ايتمار بن غفير وزير الأمن القومى الإسرائيلى أمس أنه سيبنى كنيسًا فى المسجد الأقصي، مشعلاً سخطاً دولياً ومحلياً.
قال بن غفير فى مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية إن «السياسة المتبعة تسمح لنا بالصلاة فى المسجد الاقصي» وأن هناك «قانونًا متساويًا بين الطرفين اليهود والمسلمين».
ورغم مسارعه مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إصدار توضيح جاء فيه «لا يوجد تغيير فى الوضع الراهن فى الاقصي».
ان تصريحات الوزير الإسرائيلى أثارت عاصفة من الانتقادات وتعرض لهجوم من كافة الأطياف السياسية، بما فى ذلك من عناصر فى الائتلاف الحكومى الاسرائيلي.
كان أول من رد على بن غفير هو وزير الداخلية الإسرائيلى موشيه أربيل، الذى قال «يجب على رئيس الوزراء نتنياهو أن يتحرك فورا ليحل محل السيد بن غفير».
أضاف أن «كلماته غير المسئولة تضع على المحك تحالفات إسرائيل الإستراتيجية مع الدول الإسلامية، والتى تشكل تحالفًا فى الحرب ضد إيران وافتقاره إلى الحكمة قد يكلفه الدماء».
من جانبها أدانت مصر بأشد العبارات تصريحات وزير الأمن القومى الإسرائيلى .
حملت مصر – فى بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة أمس – إسرائيل المسئولية القانونية عن الالتزام بالوضع القائم فى المسجد الأقصي، وعدم المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، مطالبة بامتثالها لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، ووقف التصريحات الاستفزازية التى تهدف إلى مزيد من التصعيد والتوتر فى المنطقة.
،أكدت مصر أن تلك التصريحات غير المسئولة فى حق المقدسات الإسلامية والمسيحية بالأراضى الفلسطينية تزيد الوضع فى الأراضى الفلسطينية تعقيداً واحتقاناً، وتعيق الجهود المبذولة للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتشكل خطراً كبيراً على مستقبل التسوية النهائية للقضية الفلسطينية القائم على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن دعوات بن غفير لإقامة كنيس داخل المسجد الأقصى «خطيرة جداً» مشيرا إلى أن الشعب الفلسطينى لن يقبل المساس بالمسجد وهو خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به إطلاقا.
أضاف نبيل أبوردينة أن «هذه الدعوات المرفوضة هى محاولات لجر المنطقة إلى حرب دينية ستحرق الجميع»، مؤكداً أن مساحة الحرم الشريف البالغة 144 دونما هى ملك للمسلمين فقط.
دعا أبوردينة المجتمع الدولي، خاصة الإدارة الأمريكية، إلى «التحرك الفورى لوقف هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، وإجبارها على الالتزام بالوضع القانونى والتاريخى السائد فى الحرم الشريف».
تزامنت تصريحات بن غفير مع إقدام مزيد من المستعمرين على أداء طقوس تلمودية خلال اقتحاماتهم الأقصي، تحت حماية شرطة الاحتلال، حيث أدى المستوطنون أمس، صلواتهم العلنية والجماعية، فى المسجد الأقصى بقيادة «كبار الحاخامات» وقاموا بالرقص والغناء، وتركزت عند الجهة الشرقية للأقصى على بعد أمتار من مصلى باب الرحمة والتى تمنع شرطة الاحتلال وصول أو جلوس أى شخص فى المنطقة خلال فترتى الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر.
يشار إلى أن صلوات المستوطنين أصبحت تقام يومياً فى المسجد الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال التى ترافقهم.
جاء ذلك بينما تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم 325 مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي، حيث استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين أمس فى قصف الاحتلال مدرسة تؤوى نازحين شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما قصفت مدفعية الاحتلال شمال غرب مخيم البريج، فيما أطلق طيران الاحتلال المروحى النار باتجاه محيط مصنع العودة على شارع صلاح الدين شرق دير البلح.
وكشفت مصادر طبية فى المستشفى الأوروبى شرق مدينة خان يونس، أن جثامين ثلاثة شهداء وصلت بعد انتشالهم من منطقة الشوكة شرق رفح الفلسطينية.
حول الأوضاع الإنسانية التى وصلت لمرحلة بائسة، وكشفت بلدية دير البلح وسط قطاع غزة أمس أنه خلال الساعات الـ72 الماضية، تم تهجير نحو 250 ألف غزاوى قصريًا من أماكن إقامتهم وخروج 25 مركز إيواء من الخدمة وعدد من المنشآت للخدمة الإنسانية والمستشفى الوحيد فى المنطقة.
أوضحت البلدية فى بيان أن الاحتلال أصدر قرار تهجير لأحياء جديدة فى الشمال الشرقى لمدينة دير البلح ترتب عليه معاناة جديدة ومأساة أخرى وكارثة تتعمق على الأهالى الموجودين فى دير البلح، حيث يقيم فيها ما يقارب من نصف سكان قطاع غزة.
أكدت أن هذه القرارات التعسفية الأخيرة للاحتلال أدت الى خروج المستشفى الحكومى الوحيد الذى لايزال يعمل فى جنوب قطاع غزة.
أشارت البلدية إلى خروج 4 آبار مياه جديدة من الخدمة ليصبح عدد الآبار التى خرجت من الخدمة 14 بئرًا كانت تغذى تقريبا نحو 70٪ من الموجودين فى المدينة، ما سيفاقم على الفلسطينيين صعوبة حصولهم على الماء، كما أن خزان المياه الرئيسى فى المدينة مهدد بالخروج عن الخدمة، بسبب وجوده بجوار مستشفى الأقصى وهو الخزان الوحيد المتبقى بعد خروج خزانين سابقين عن الخدمة بسبب وقوعها فى منطقة عمليات الاحتلال الإسرائيلي.
أكدت مغادرة عدد من مؤسسات الإغاثة الدولية التى كانت تقدم الخدمات للفلسطينيين من المنطقة، الأمر الذى سينتج عنه أزمة غذاء وهى الحاصلة أصلاً بسبب إغلاق معبر رفح لنحو أربعة شهور.
دعت البلدية المجتمع الدولى للتدخل العاجل لتمكين طواقم الخدمة الإنسانية العاملة فى الميدان الإنسانى من بلديات ومستشفيات وجمعيات إغاثة من القيام بواجبها الإنسانى لتقديم الخدمة المطلوبة منها للمواطنين.