لابد أن ننظر فى عمق الأحداث حتى نكون منصفين بعيدًا عن التسطيح والعبور السريع أمام النجاحات التى يجب أن نقف أمامها طويلًا وندعمها بكل ما نملك حتى تنمو وتكتمل وتصبح سنداً لنا ولأولادنا فى المستقبل، هذا الكلام لابد أن ننظر له بعناية لنكون حائط صد أمام من يسعون لتشويه بلدنا الحبيبة والنيل منها.
لفت انتباهى مؤخرًا بصفتى متابعًا للاقتصاد وشئون الاستثمار خاصة مع التعديل الوزارى الجديد، لقاءت مكثفة للمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية مع عدد كبير من الشركات العالمية والوفود الأجنبية مثل هاينزوجينرا لاليكتريك ونيسان موتورز وهينكل وغيرها من المجموعات الاستثمارية العالمية التى تتسابق للاستثمار فى مصر، كل هذه اللقاءات جاءت برغبة صادقة من هذه الشركات للاستثمار فى مصر بعد الدراسة والبحث التى أكدت لهم أن مصر من الدول التى تحقق أكبر قدر من معدلات الربحية لرأس المال وأن مناخها السياسى والاقتصادى والاجتماعى ممتاز بلا منافس.
يجب أن نحلل هذا الكلام بضمير وطنى وبدون أهواء شخصية أو أغراض خاصة ونعلم جيدًا أن رءوس الأموال لا تهبط إلا على المناطق الأكثر استقرارًا وفى نفس الوقت الأكثر فى معدلات للربحية، ومن هنا لابد أن نتأكد أن هبوط هذه الشركات جاء لمصلحتهم أولًا وأخيرًا وأنهم وجدوا كل المزايا للاستثمار فى مصر، هذا مايجب الاعتراف به إذا كنت تمتلك ضميرًا يقظًا صاحب كلمة حق.
بصراحة شديدة لقاءات وزير الاستثمار مع الشركات العالمية أثارت فضولى لماذا هذه الظاهرة ولماذا مصر بالذات للاستثمار رغم وجود دول مجاورة تمنح حوافز بالعبيط يعنى ناقص هذه الدول تعطى المستثمر على أرضها كامل التكلفة إن أمكن، وحتى لانخرج عن السياق فضولى هذا جعلنى أعمل رؤية استقصاء مع بعض وفود الشركات العالمية التى التقت زير الاستثمار لمعرفة السر لماذا مصر دون غيرها، وفى الحقيقة وجدت ما يثلج صدرى وصدوركم، حيث كشف الاستقصاء أن مصر الأكثر استقرارًا وأمنًا تمتلك كل مقومات النجاح لديها أكثر من 28 مليون عامل ذات المهارات والتخصصات المختلفة، سوق استهلاك واعدة قوامة أكثر من 600 مليون نسمة حيث لديها عدد كبير من الاتفاقيات التجارية والثنائية مع معظم قارات العالم، اقتصادها متنوع يشمل كل الأنشطة، قريبة من كل الأسواق العالمية، لديها بنية تحتية تخاطب المعايير العالمية فى التنافسية التى تعظم ربحية رأس المال، وتمتلك الوفرة فى عناصر الانتاج من كهرباء ومياه وغاز، والموارد طبيعية التى تخدم الزراعة والصناعة والتعدين، كل هذه المعطيات وغيرها وراء تسابق الشركات العالمية للاستثمار فى مصر، كل هذه الانجازات تحققت على مدار العشر سنوات الماضية بجهود مخلصة من الجميع تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
فى الختام أقول علينا جميعا أن نفتخر بمصر ونفتخر بكل النجاحات التى تمت على أرضها، أقول بكل فخر إن مصر بلد عريقه وقادمه بقوة ان شاء الله رب العالمين.