حفرت فى وعى الأجيال اسم فلسطين.. وعلمتهم التمسك بالأرض
أكد د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أن مصر بذلت جهوداً مشهودة فى تكريم المرأة مما ساهم فى مشاركة المرأة المصرية فى بناء صناعة التحضر بالجمهورية الجديدة، مضيفاً – فى كلمته التي ألقاها نيابة عنه د.أسامة الأزهرى وزير الأوقاف بمؤتمر الواعظات الأول بعنوان «دور المرأة فى بناء الوعي» وهو المؤتمر الدولى الخامس والثلاثون الذى يعقده المجلس الاعلى للشئون الاسلامية – أن المؤتمر يدور حول دور المرأة فى بناء الوعى الديني، والثقافي، وخدمة المجتمع، وبناء الأسرة وتنشئة الطفل، وتعزيز قيم التسامح والتعايش وصنع وبناء السلام، والتجربة المصرية فى تمكين المرأة.
أشار الأزهرى إلى أن المرأة الفلسطينية فى مقدمة نساء العالم صبرًا وتحملًا وصمودًا، وقد حفرت فى وعى الأجيال المتعاقبة اسم فلسطين، وأن هذا الاسم لن يمحوه عدوان صارخ ولا قتل ولا حصار ولا تجويع ولا إبادة ولا تنكيل، وقد تحملت المرأة الفلسطينية مرارة فقد الزوج والأب والأهل والولد، وقامت ولازالت تقوم ببناء الوعى فى الأجيال على الثبات على الأرض وعدم قبول التهجير والنزوح، وتقدم الابن تلو الآخر شهيدًا فداءً للأرض والوطن، فتحية احترام وإجلال لهذه المرأة العظيمة.
أشاد الوزير بضيفة شرف المؤتمر سنتا نوريا عبدالرحمن حرم رئيس إندونيسيا الأسبق الرئيس عبدالرحمن وحيد، حيث قامت بدورها الوطني، ثم قامت بدورها الإنسانى راعية لمبادرات إنسانية وأعمال خيرية ممتدة لمختلف أنحاء إندونيسيا، فهى رمز نسائيٌّ جليلٌ يقدم للعالم صورة مشرفة للمرأة المحبة لوطنها، المؤمنة بالإنسان مهما كان عرقه ودينه.
فيما أكد د.محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف أن المرأةَ حظيت فى مجتمعِنا المعاصرِ بالرَّعاية والاهتمام، وحققت مكتسبات عديدة على الأصعدةِ كافة، تجسدت فى إعلانِ عامِ 2017 عامًا للمرأةِ المصرية، وإطلاقِ إستراتيجيَّةِ «تمكينِ المرأةِ 2030»؛ وقيامِ مؤسساتٍ خاصة على شئونها، وهذا يمثِّلُ طفرةً حقيقيَّةً فى وضعِ المرأةِ داخلَ المجتمعِ، والَّذى تترجمُه لغة الأرقامِ والإحصاءِ الَّتى تعكسُ ما بلغتْه من تمكين.
أضاف وكيل الأزهر أن هذا المؤتمرَ يأتى دليلًا على فسادِ بعضِ الممارساتِ فى مجتمعاتِنا، وبعضِ التَّصوُّراتِ المغلوطةِ لدى الآخرين عنَّا، مبينا أن المرأةَ فى واقعِنا وفى ظلِّ رعايةِ الرَّئيسِ السِّيسى تحظى بمكانة كبيرة، تعبِّرُ عنها المواقف والأحداثُ الَّتى صحَّحت العديدَ من الأفكارِ والمفاهيمِ المغلوطةِ فى المجتمعِ، كما أولى الأزهرُ المرأةَ عنايةً كبيرةً تمثَّلت فى إقرارِ حقوقِها، وتأكيدِ أهميَّةِ دورِها فى النُّهوضِ بمجتمعِها، وأطلقَ العديدَ من الحملاتِ والمبادراتِ والبرامجِ التَّوعويَّةِ من أجلِ تصحيحِ المفاهيمِ المغلوطةِ، والقضاءِ على العاداتِ والتَّقاليدِ الَّتى ظلمتها وسلبتْها حقوقَها.
فيما أوضح د.نظير عياد، مفتى الجمهورية، أهمية دور المرأة الواعظة والمتصدرة للفتيا فى بناء الوعى والمحافظة على الوطن واستقراره، مشيدا بالمرأة المصرية الريفية وأمهاتنا جميعًا ودورهنّ الفطرى الرشيد فى بناء الوعى وتربية أجيال عصامية واعية على مر العصور، كانت لهذه الأجيال جهود مبذولة وملموسة فى الحفاظ على سلامة الوطن واستقراره، مضيفا أنه جدير بنا أن نتمثل تلك المرأة – صاحبة الوعى الفطرى – أنموذجا حضاريا دائما للمرأة الوطنية المشاركة فى بناء الوعى والتنشئة السليمة على القيم والمبادئ الدينية والوطنية، وأن نخلد ذكراها كقدوة حسنة للأجيال الناشئة فى الواقع والمستقبل، وهذا من قبيل العرفان بالجميل والامتنان بالفضل لأهله.
من جانبها أعربت د. مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى فى فعاليات افتتاح مؤتمر وزارة الأوقاف الدولى أن نساء مصر يداً بيد مع رجالها فى تنمية وتطوير الثقافة والفنون والعلم والأدب على مدار عقود عدة، حتى جاء عام 2013، خرجت نساء مصر متسلحات بالوعى الدينى الصحيح لمواجهة طيور الظلام وتجار الدين ؛ ودافعن عن بلادهن فى كل ربوع مصر، وعلى مدى عقد كامل؛ شهدنا إرادة سياسية أرست أسسا قوية للمساواة وتفعيل دور المرآة ودعم بناء وعى حقيقى بالدور الذى يجب أن تلعبه النساء فى تشكيل الوعي، ففعلت حق المرأة الدستوري، وضمنت لها تشريعات منصفة، ووصلت المرأة لجميع المناصب دون تمييز، وعززت قدرات المرأة القيادية، ومشاركتها فى سوق العمل، وعززت الشراكات مع القطاع الخاص، واستحدثت آليات لحمايتهن من العنف، وشهد هذا العقد على خمسين تكليفا رئاسيا لتمكين المرأة وستة وعشرين قانونا وتعديلا تشريعيًا، وإدماج المرأة فى جميع السياسات والبرامج، وأثنى عشر قرارا دوليا لتمكين المرأة، كما بدأنا نجنى ثمار الإطار الوطنى للاستثمار فى فتيات مصر، لنؤكد بما لا ريب فيه؛ أن تمكين المرأة جزء لا يتجزأ من عقيدة الدولة المصرية فى الجمهورية الجديدة.