تراجع قوات الاحتلال كشف عن دمار هائل فى خان يونس.. وقصف متواصل على قطاع غزة
بينما تتجه الأحداث للتصعيد فى المنطقة بسبب إصرار إسرائيل على جر الشرق الأوسط لحرب شاملة، مازالت هناك جهود حثيثة للاحتواء تبذلها مصر مع كل من قطر والولايات المتحدة على صعيد مفاوضات وقف إطلاق النار للحرب الإسرائيلية على غزة التى تقترب من إتمام شهرها العاشر.
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أمس بأن رئيسى الموساد والشاباك وصلا إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن المحتجزين فى غزة.
أوضحت التقارير الإعلامية الإسرائيلية، أن الجانب الأمريكى يمارس ضغوطًا كبيرة على إسرائيل، لإبرام اتفاق من أجل منع اندلاع حرب أكبر فى المنطقة. وأضافت أن هناك حالة من عدم التفاؤل لدى إسرائيل بشأن إمكانية موافقة حماس على صفقة، مشيرة إلى استعداد تل أبيب مواصلة المحادثات ما دامت هناك فرصة لنجاحها.
لكن كبار المسئولين الإسرائيليين يجدون صعوبة فى رؤية انفراجة فى هذه المرحلة فى المحادثات مع حماس فى ضوء حقيقة أن الحركة أوضحت من قبل أنها ترفض الموقف الإسرائيلى حول محور فيلادلفيا ونتساريم وتطالب بالانسحاب الكامل.
فى السياق ذاته، كشفت مصادر إعلامية أن حركة حماس طالبت بضمانات وتعهدات لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه وعدم الإخلال به.
و تعهدت حماس بأنه فى حال تم التوصل لاتفاق ستحصر أعداد المحتجزين الإسرائيليين بشكل كامل سواء الأحياء أو الأموات وتقدم قائمة متكاملة للوسطاء، لكنها طلبت مزيدا من الوقت. وأوضحت الحركة أن القصف الإسرائيلى عطل عملية حصر المحتجزين سابقاً.
أما فى ما يتعلق بالبنود والمسائل العالقة، فأوضحت المصادر أن وقف إطلاق النار بشكل كامل لا يزال محل خلاف حتى اللحظة.
كما كشفت أن الجانب الإسرائيلى لا يزال يتحفظ على بند وقف اغتيالات قادة الفصائل الفلسطينية. أضافت أن إسرائيل وافقت بشكل مبدئى على تخفيف القيود عند عودة سكان شمال غزة إلى منازلهم.
أشارت المصادر المطلعة إلى أن الأسبوع الأول من سبتمبر سيشكل الموعد المبدئى لإعادة تأهيل معبر رفح الفلسطينية تمهيداً لبدء تشغيله، علماً أن إسرائيل طالبت بمزيد من الوقت لتسلم ردها بهذا الشأن.
أكدت أن إسرائيل لاتزال متمسكة بالبقاء فى محور فلادلفيا حتى نهاية العام، مع خفض مؤقت لأعداد قواتها. كما لفتت إلى أن المشاورات جارية حول إمكانية تواجد بعثات دولية تراقب آلية العمل عند معبر رفح وتراقب دخول المساعدات.
كذلك، يرتقب أن يناقش الوسطاء احتمال إرساء هدنة مؤقتة تمتد لمدة 72 ساعة فى غزة.
فى الوقت نفسه، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم الـ 324 من الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي.
أعلنت وزارة الصحة فى غزة أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر فى القطاع وصل منها إلى المستشفيات 71 شهيداً و112 مصابا خلال 24 ساعة.
أشارت الصحة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى منذ 7 أكتوبر الماضى إلى 40 ألفاً و405 شهداء و 94 ألف مصاب.
ادّت الغارات الاسرائيلية على جنوب قطاع غزة إلى استشهاد 59 مواطنا واصابة العشرات خلال الـ 24 ساعة الماضية. وتمكنت فرق الدفاع المدنى من انتشال عدد كبير من الشهداء بعد تراجع الدبابات الإسرائيلية من محيط مدينة حمد شمال خان يونس.
وكشف انسحاب قوات الاحتلال من مناطق شمالى مدينة خان يونس عن دمار واسع فى المبانى السكنية وممتلكات المواطنين، حيث تركز الدمار الكبير فى منطقة مدينة حمد السكنية، بعد أن دمرت طائرات الاحتلال عشرات الشقق السكنية وسوت أبراجاً بالأرض، وفقاً لشهود عيان.
ذكر الشهود أن طواقم الإسعاف والإنقاذ تبحث عن مفقودين فى الأماكن التى اجتاحها جيش الاحتلال واستهدفها. ولفتوا إلى انتشال عدد من جثامين الشهداء والأشلاء المقطعة شمالى خان يونس، حيث تم نقلها إلى مجمع ناصر الطبى فى المدينة.
وجدد جيش الاحتلال قصفه لمنطقة الكتيبة والسطر الغربى والقرى الشرقية. وفى رفح الفلسطينية يستمر جيش الاحتلال بنسف المربعات السكنية فى حى تل السلطان غرب رفح الفلسطينية.
وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا، فإن مدفعية الاحتلال شنت قصفا مكثفا على مدينة دير البلح ومفترق مخيم البريج وسط قطاع غزة، بالتزامن مع إطلاق طائرات الاحتلال المسيرة النار باتجاه المواطنين فى محيط ملعب العنان بدير البلح، ما أدى لاستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة العشرات.
من ناحية أخري، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس أن واشنطن قدمت لإسرائيل رادارا تخترق موجاته الأرض للمساعدة فى ملاحقة رئيس المكتب السياسى لحماس يحيى السنوار.
ذكرت الصحيفة نقلا عن الكثير من المسئولين فى إسرائيل والولايات المتحدة أن كلا البلدين ضخ موارد هائلة فى محاولة العثور على السنوار، مشيرة إلى أن إسرائيل تمكنت من رصد مكالمات للسنوار من داخل الأنفاق بمساعدة أجهزة تنصت أمريكية ولكنها لم تنجح فى تحديد موقعه.
أضافت الصحيفة أنه منذ بداية الحرب، تمكن السنوار من «الخروج أكثر من مرة من الأنفاق بسرية تامة ودون الكشف عنه ولم يرصد إلا بعد عودته للأنفاق».
يذكر أن الولايات المتحدة قدمت لإسرائيل رادارا تخترق موجاته الأرض للمساعدة فى تعقب السنوار وغيره من قادة «حماس».
استخدم هذا الرادار للمساعدة فى رسم خريطة لمئات الأميال من الأنفاق الموجودة تحت غزة، فضلا عن صور جديدة ومعلومات استخباراتية إسرائيلية ومجموعة كبيرة من الوثائق، لبناء صورة أكثر دقة لشبكة الأنفاق.
فى الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم. وذكرت مصادر محلية أن عددا من آليات الاحتلال اقتحمت قرى كفر عبوش وكفر زيباد وكفر جمال، وجابت شوارعها وأحياءها، وسط أعمال تفتيش فى القرى المذكورة، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
كما اقتحم الاحتلال قرية حوسان غرب بيت لحم وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وفى مخيم بلاطة شرق نابلس اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 6 فلسطينيين. وأفادت مصادر محلية وأمنية، بأن عددا من آليات الاحتلال العسكرية برفقة جرافة، اقتحمت المخيم، وشرعت بأعمال تخريب فى البنية التحتية داخله، وقامت بهدم «مول العرايشي» الذى تم استهدافه أكثر من مرة سابقا، كما سمع أصوات انفجارات داخل المخيم.
فى مدينة القدس المحتلة اقتحم مستوطنون أمس المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية فى باحاته.
شددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها العسكرية فى البلدة القديمة من مدينة القدس ونشرت المئات من عناصرها عند بوابات المسجد الأقصي، وفرضت قيودا على دخول المصلين.