اقتربنا مع نهاية العام الماضى من تحقيق الهدف المعلن فى بداية عام 2023 بالوصول الى ٥١ مليون سائح حيث بلغ عدد السائحين الذين استقبلتهم مصر خلال العام الماضى 14 مليونًا و906 آلاف سائح..وهو رقم تجاوزنا به ما اطلقنا عليه عام الذروة 2010 وهو رقم 14.7مليون سائح..وكنا نتمنى ان نتخطى ما تحقق من ايرادات فى عام 2010 وهو 12.5 ملياردولار..كل هذا تحقق على الرغم مما تعرضت له الحركة السياحية القادمة للبلاد مع بداية حرب اسرائيل على غزة فى السابع من اكتوبر الماضى..وتوقف الحركة السياحية القادمةالى مصر تماما من عدة اسواق..وانخفاضها من اسواق اخرى..وعلى الرغم من هذا تمكنا من الاقتراب من تحقيق الرقم المستهدف..
ومع مرور الشهر الاول من العام الجديد نأمل ان تستمر الحركة كما كانت عليه فى بداية العام الماضى..ورويدا رويدا ستعود الحركة بإذن الله ونتمكن من تحقيق المستهدف بالوصول إلى رقم 18 مليون سائح مع نهاية العام الجارى..
وعلينا ان نسعى سريعا لتنفيذ متطلبات التدفقات السياحية المتوقعة والتى يمكن ان نستقبلها خلال الاعوام القادمة..خاصةفى ظل ما تتمتع به مصر من استقرار سياسى..واستمرارتحسين الصورة الذهنية لمصر فى الخارج..ان كل المؤشرات تشير الى زيادة الطلب على زيارة مصر عاما بعد عام..خاصة مع كل منتج سياحي جديد تقدمه مصر..خاصة والعالم كله ينتظر الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير..والمتوقع ان يواكبه حركة سياحية كبيرة..وهو ما يتطلب زيادة فى الطاقة الفندقية فى القاهرة الكبرى..اننافى انتظار بداية تحويل مبانى الوزارات فى وسط القاهرة الى فنادق لاضافة ما يقرب من ٥ الاف غرفة فندقيةجديدة..
وقد وصل عدد الغرف الفندقية فى مصر مع نهاية العام الماضى الى حوالى 220 الف غرفة..بعد اضافة 14209 غرف جديدة خلال العام الماضى بنسبة نمو فى الطاقة الفندقية بلغت ٧٪.. واذا كنا نخطط للوصول بعدد السائحين الى 30 مليون سائح عام 2028 وايرادات تصل الى 30 مليار دولار.. فهذا يعنى ان مصر تحتاج للوصول بالطاقة الفندقية الى ما يقرب من نصفمليون غرفة فندقية فى مختلف انحاء مصر.. وهو ما يحتاج الى تقديم حزم من التيسرات لجذب المستثمرين لبناء فنادق جديدة فى مختلف المحافظات.. وان تقدم الاراضى للمستثمرين بأسعار مناسبة تحفزهم فى الاستثمار فى هذا المجال.. خاصة اننا نسابق الزمن للوصول بعدد الغرف الفندقية الى نصف مليون غرفة عام 2028.
ولازلنانحلم بتغير منطقة المتحف المصرى الكبير لتصبح واحدة من اهم المناطق السياحية فى العالم..وهى منطقة تحتاج الى استثمارات كبيرة..لنزودها بالفنادق من الدرجات المختلفة.. والمولات..ومراكزالترفيه.. والمسارح والسينمات..واوبرا ايضًا..يجب ان نقدم للعالم اكبر منطقة سياحية على مستوى العالم..تليق بما يحيط بها من اثار بداية من اهرامات الجيزة وصولا الى سقارة.. إضافة الى زيارة المتحف المصرى الكبير الذى اصبحت زيارته حلما جديدا لملايين السائحين من مختلف دول العالم..واذا انتقلنا الى الاقصر واسوان فلابد من زيادة الطاقة الفندقية بهما واتاحة الفرصة من خلال تخصيص اراضى للاستثمار السياحى..لبناء فنادق وقرى سياحية تستوعب اعداداً أكبر من السائحين..ويمكن من خلالها تحقيق هدف مصر بالوصول الى 30 مليون سائح خلال السنوات الاربع القادمة..
ان التحديات التى تواجه القطاع السياحى كثيرة ومن بينها تطوير وتجديد اسطول النقل السياحى..وهذا ملف آخر يحتاج لتيسيرات اخرى لتسهيل تجديد وتطوير اسطول النقل السياحى..وهناك مطالب عديدة من شركات السياحة فى هذا الملف سبق وان اعلنت اكثر من مرة.. من بينها المطالبة بالسماح لشركات السياحة باستيراد اتوبيسات سياحية موديل عامين سابقين حتى تحصل عليها الشركات بسعرمناسب للتشغيل.. ولتتمكن الشركات من تحديث اساطيل النقل السياحى من اتوبيسات وميكروباصات..بشرط ان تخضع هذه الاتوبيسات لفحص فنى شامل من قبل وزارة السياحة قبل الموافقة على دخولها البلاد..والعمل فى مجال النقل السياحى..
ان تحديات القطاع السياحى لا تنتهى وعلى الدولة مساندة هذا القطاع أكثر وأكثر لاسباب عديدة.. من بينها انها مورد مهم من موارد العملة الصعبة..بالإضافة الى ان كل زيادةفى عدد السائحين تساهم فى توفير فرص عمل جديدة.. الى جانب ان السياحة تساهم فى تنشيط وتشغيل حوالى 70 صناعة وخدمة.. وهى تعد صناعة الامل..ان طموحاتنا فى زيادة اعداد السائحين لا يجب ان تتوقف عند رقم معين.. وعلينا جميعا ان نعمل لتحقيق زيادة مستمرة فى اعداد السائحين لتحصل مصر على نصيب عادل من حجم حركة السياحة العالمية..و يجب مراعاة التحديات التى تواجهها صناعة السياحة من مختلف الدول المحيطة بنا.. والتى تقدم تيسرات وتسهيلات غير محدودة للمستثمرين لزيادة الطاقة الفندقية واقامة مدن سياحية جديدة تعمل من خلالها على جذب اكبر عدد من السائحين..ونأمل ان تنجح مصر فى مواجهة هذه التحديات..وتحيا مصر.