توقع خبراء السياحة فى العالم.. عودة قريبة لتعافى السياحة فى البلدان العريقة.. مع بداية العام الجديد.. تظهر بشائرها فى استثمارات متجددة لمقاصد وأنواع غير تقليدية.. بالإضافة للرونق المتميز للمقاصد الكلاسيكية ذات الجذور التاريخية والحضارية العريقة.. التى تواصل رسالاتها المؤثرة والمتجددة صنعتها انجازات الأجداد وتمثلت فى استجابات وأفكار غير مسبوقة للأحفاد.. منها على سبيل المثال عقد الزيجات الشبابية تحت سفح أهرامات الجيزة.. أحد عجائب العالم القديم السبع.. ورحاب معابد الفراعنة فى الأقصر وأبوسمبل وأسوان.. وبعد طوفان التكنولوجيا والثورة الخامسة.. عادت الأجيال إلى الاشتياق لهذه الانجازات المبكرة التى أكدت عظمة الأجداد.. وتفانيهم فى مهمة الاعمار.
وبالنسبة لمصر المحروسة التى تتعدد روافد السياحة ومقاصدها منذ آلاف السنين.. تنضم قريباً رحلة العائلة المقدسة عبر سيناء والنيل.. تمزج فيها الرسالة بالعقيدة والصبر والإيثار.. والبركة التى حملتها العائلة المقدسة إلى هذه الأماكن على مدى آلاف الكيلو مترات بادرت الدولة بدعم المسار القديم بكل المرافق والخدمات.. يكون جاهزاً لاستقبال وضيافة الملايين من السائحين والراغبين فى الحصول على جانب من العطر والبركة قادمين من كل مكان.
بالإضافة للمقاصد الدينية والحضارية والعمرانية تدخل مصر بقوة مجال السياحة العلاجية مستثمرة ما حبا الله سبحانه وتعالى أرض الكنانة من بحيرات علاجية وأجواء مثالية للاستشفاء مع وفرة الأطباء والخبراء أصحاب السمعة العالمية.. المشهود بها.. وتم بالفعل توقيع عقد أول منتجع متكامل للسياحة العلاجية فى أحد مراكز محافظة الجيزة الزاخر بالامكانيات وعناصر الجذب.. لتنمو التجربة على أرض الواقع وتمتد إلى أماكن أخرى فى سيوة وسيناء والبحر الأحمر وتوفر فرص العمل وتجذب المزيد من الإيرادات.
وبالطبع كانت هذه المشروعات يجرى تنسيقها تحت مظلة الاهتمام الحكومى بملف السياحة وتشجيع الصناعة ودعم أصحاب المشروعات الجادين وعلى سيبل المثال.. تحملت الدولة الكثير.. فقدمت الدعم الكبير للمشروعات السياحية والمنشآت ابان أزمة كورونا.. التى صاحبها تراجع واضح فى عدد السائحين وسلبيات فى الانتاج والاقتصاد.
وبالتفكير العلمى والارادة الجادة قطعت مصر خطوات مشهودة على طريق الاقتصاد الأخضر والوقود النظيف والأماكن صديقة البيئة.. ولداعى مساحة المقال نشير فقط إلى ارتفاع 160٪ من دخل المحميات الطبيعية نتيحة لدعم وزارة البيئة لاستثمارات المشروعات.. وتوفير الخدمات داخل المحميات.. والارتقاء بها للمستويات العالمية.. وربطها بالتراث.. وشهدت مشروعات متكاملة لتطوير البنية التحتية لقرية «الغرقانة» جنوب سيناء وتأهيل المسارات داخل جبل موسى بمحمية سانت كاترين.. وتعزيز جهود التوعية للسكان.. واطلاق حملات التوعية والتعريف بما تحويه المحميات الطبيعية من كنوز وعناصر تشجع على مضاعفة مستمرة فى عدد الزوار، مع وضع الرؤية المناسبة لكل محمية على حدة لتفتح جميع الآفاق لتصبح السياحة قاطرة التنمية المستدامة.. ومن الأنشطة المفضلة لأبناء مصر المحروسة.. فى أنحاء البلاد.