مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر القادم بدأ العد التنازلى فى الصراع التاريخى بين الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى هذا الصراع الذى يمثل جوهر الحياة السياسية الأمريكية وهو التنافس الذى يقسم الولايات المتحدة إلى قسمين ينتظر الناخب هناك الى أفضل ما يقدمه كل حزب حيث يميل إلى الذى يقدم له الأحسن من خدمات ومكاسب للمواطن الأمريكى الذى لا يفكر الا فى الداخل الأمريكى وما يحققه كل مرشح من فوائد انتخابية.
ولكن بالنسبة لنا هنا فى الشرق الأوسط الوضع يختلف نحن ننظر إلى المرشحين من منظور آخر كيف يتعامل كل منهم مع الوضع فى الشرق الأوسط وما أثر نجاح اى منهم على الوضع فى الشرق الأوسط.
لدينا دونالد ترامب عن الحزب الجمهورى وكامالا هاريس عن الحزب الديمقراطى كل منهم له اجندته الخاصة فى السياسة الخارجية قد تختلف فى كثير من النقاط ولكنها تتفق فى نقاط أخرى أهمها أمن إسرائيل وحمايتها من أى حرب محتملة تضر بالأمن الإسرائيلى وهذا البند طبيعى وعادى لأن دعم أمريكا لإسرائيل هو دعم ازلى وبلا حدود منذ إنشاء دولة إسرائيل فى عام 1948 حتى الآن وسوف يستمر.
الفرق فقط فى مدى قدرة كل مرشح على ارضاء إسرائيل وفى نفس الوقت مواجهة الرأى العام العالمى الرافض للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وقتل الأبرياء وتشريد الآلاف وارتكاب المجازر كل يوم على مرأى ومسمع من العالم وأى فائز فى الانتخابات القادمة أن يتجاهل ما يحدث فى غزة.. ولاشك أن ضغط مصر فى المقام الأول من أجل حفظ حقوق الشعب الفلسطينى ومعها الكثير من دول العالم من أجل سرعة إنهاء هذه الحرب التى تستمر منذ 10 أشهر له أثر كبير فى تحريك المفاوضات الجارية حاليًا.
كما ان الجهود والمساعى التى يبذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى من اتصالات دولية بكل زعماء العالم لم تتوفق منذ بداية الحرب وحتى الآن من أجل حقن دماء الأبرياء من الشعب الفلسطينى وكذلك الاصرار على موقف واحد وواضح خلال المفاوضات. . كذلك اصرار مصر على عدم المساس بمحور فيلادلفيا كما هو طبقا لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والإصرار على أن يشرف الفلسطينون على منفذ رفح.
كما ان توعد إيران وحزب الله بإسرائيل يضع ضغطاً على الإدارة الأمريكية للوصول إلى اتفاق سريع لإنهاء الحرب فى أقرب وقت ولاشك أن الحزب الديمقراطى بزعامة كامالا هاريس يرغب بتحقيق نصر قبل الانتخابات وإنهاء الحرب وعودة الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس لان هذا الأمر سوف يعطى دفعة للحزب فى تحقيق منافسة ضد ترامب.
فى الحقيقة نحن لن يفرق معنا من يفوز بقدر ما سوف يحدث فى المنطقة بعد الانتخابات الأمريكية من سياسات أمريكا لإنهاء الحرب وإيجاد حل نهائى لمعاناة الشعب الفلسطينى الذى تعذب كثيرا بسبب العدوان المخزى لإسرائيل على الأبرياء ونحن ليس لدينا الا الدعاء إلى الله لوقف هذه المعاناة