فى ظل تلك التوترات والصراعات والحروب التى تنشب بين الحين والآخر فى العديد من بقاع الأرض كثر الحديث من جانب السياسيين والقادة والزعماء عن الحرب العالمية الثالثة لاسيما خلال فترة تولى «ترامب نظراً لمزاجه المتقلب وتهوره.. يستخدم مصطلح «يوم القيامة» عادة للدلالة على نهاية الحياة على كوكب الأرض وهو عبارة عن معنى افتراضى وعادة ما يشير إلى نظام تسلح يمكنه تدمير كل مظاهر الحياة على كوكب الأرض على النحو الذى يؤدى إلى يوم القيامة.. ويؤكد البعض على أن قنبلة «القيصر» تعد أقوى قنبلة فيزيائية تم نشرها على الأرض وهى تعتبر أكبر انفجار من صنع الإنسان فى التاريخ ومن ثم صارت ساعة «يوم القيامة» مجرد استعارة تكنى عن الدمار الهائل للأسلحة النووية.. وقد أعلنت نشرة علماء الذرة عن التوقيت الجديد لساعة «يوم القيامة» معلنة أن البشرية قد أصبحت على حافة الدمار عن أى وقت مضى وأصبحت على بعد 90 ثانية فقط من منتصف الليل.. وقد تأسست هذه الساعة فى عام 1947 فى أعقاب قصف «هيروشيما» و»نجازاكي» ومنذ ذلك الحين أصبحت بمثابة نشرة سنوية للتنبيه عن مدى اقتراب البشرية من الدمار الشامل الذى من صنع يدها.. وقد كان الهدف الأساسى من وراء إنشاء هذه «الساعة» هو رفع مستوى الوعى حول مخاطر السلاح النووى ومدى تأثيره على الأمن الهش للبشرية لاسيما مع تداعيات «التغير المناخي» والتقدم العلمى المنفلت فى مجال» الإرهاب البيولوجي» و»الذكاء الإصطناعي».. وكلما زادت مخاطر الكوارث التى من صنع الإنسان كلما تقاربت عقارب الساعة من منتصف الليل والعكس صحيح إذ مع كل تقدم يتم إحرازه فى مجال الحد من مخاطر سباق التسلح تراجعت عقارب الساعة إلى الوراء.. ومنذ عام 2020 أدت القضايا المتعلقة بالصحة العامة مثل تفشى جائحة فيروس كورونا وتداعيات التغير المناخى والمعلومات المضللة والتحديث المستمر للترسانات النووية إلى ثبات عقارب الساعة على بعد90 ثانية من منتصف الليل ولاسيما وأن عام 2022 شهد المزيد من التدهور فى الأمن الجماعي.. وهنا يثور التساؤل حول كيفية الحد من هذه التهديدات التى قد يصعب تصورها على المستوى الفردى والجماعى وما هى الجهود التى يجب أن نبذلها حتى يمكن لنا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء فهى تحثنا بل وتجبرنا على مراجعة تصرفاتنا بدقة على المستوى العالمى لمنع التعجيل بيوم القيامة.. ففى فبراير 2022 تم الغزو الروسى لأوكرانيا وتزايدت المخاوف من احتمال إطلاق روسيا العنان لترسانتها النووية فى ظل تهديدات «بوتين» بإن العالم قد أصبح الآن فى مرحلة ماقبل الحرب العالمية.. لقد وصلت الميزانية العسكرية للولايات المتحدة إلى تريليون دولار سنوياً بينما تراجعت الجهود المبذولة لمكافحة التغير المناخى أو تعزيز البنية التحتية للصحة العامة التى تعانى من نقص حاد.. إن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء يتطلب إعادة ترتيب أولويات الإنفاق بعيداً عن تحديث الترسانات النووية والميزانيات العسكرية المتضخمة وهو ما ركزت عليه حملة «فيت جاي» المساعد فى حملة «النصر بدون حرب» من خلال تحفيز صانعى القرار فى الولايات المتحدة على تبنى سياسة خارجية أكثر تقدماً فى العمل المناخى وإلغاء الأسلحة النووية.. وعلى الرغم من ذلك خلال الأشهر الأولى من غزو روسيا لأوكرانيا أعلن حلفاء «الكرملين»عن أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل لاسيما مع زيادة التوتر فى منطقة الشرق الأوسط ومنذ ذلك الحين توالت التحذيرات من أن الحرب العالمية أصبحت تدق الأبواب بقوة.