الكون يسير حسب نظام فى منتهى الدقة.. وفى كل المجالات.. الزراعة.. الصناعة.. التعليم.. الفلك.. الطيور.. حتى الزواحف والحشرات تحمل رزقها بإذن الله.
انها جميعا إشارات وعلامات ترشد الإنسان إلى انه مهما حاول من التوسع والامتداد.. فإنه لن يصيبه إلا ما كتب الله سبحانه وتعالى له.. وفى هذا الإطار.. يظل المستقيم هو أقصر الطرق.. وأكثرها جدوى للفلاح والنجاح.
ومن الطبيعى أن يتعلم الإنسان من حركة الكون.. مثلا هل يمكن ان يتجاوز الليل النهار.. بالطبع هذا مستحيل.. الكل فى ذلك يسبحون.. والنهار اطلق مبكراً للتعايش وكسب العيش.. أما الليل فهو للراحة والهدوء.. وصحيح أن البعض تدفعه ظروف الحياة للعمل فى الفترة المسائية.. وبالتالى يحصل على راحة نهاراً.. ولكنه يتشوق ليوم الاجازة لزيادة قوته وحيويته استعداداً لبذل الجهد والعطاء فى أيامه القادمة.
نعم.. التركيز نعمة من الله سبحانه وتعالى على الإنسان.. والأمر واضح مهما اختلف موطن الإنسان وثقافته والبيئة القادم منها.. ويحتاج إلى فترة من الزمن كى تستقر فيها الأمور.. ويختار ما يعتقد انه الأفضل.. وهذا بالطبع لا يتحقق إلا بمواصفات خاصة داخل الإنسان نفسه.. ومطلوب منه اكتشافها أولاً.. ثم مناقشتها ثانيا مع من يثق فى ثقافته وعلمه وصدقه وإخلاصه.. وصواب تجاربه.
والمسألة هنا لا تقاس بالثروة أو المنصب.. فكل عمل شريف هو فخر وعز للإنسان الطبيعي.. الراضى بما خصه الله سبحانه وتعالى من رزق ومستوى الحياة.
بالمقابل.. الطمع.. هو العدو الأكبر للجميع.. وكما يقول العامة: «الطمع.. ينسف كل شيء».. وليس عيبا أن يكتشف الإنسان فى مرحلة ما.. انه غير مناسب لهذه المهمة.. وعليه أن يكون شجاعاً.. بالبدء من جديد.. والتفاهم مع من يهمه الأمر.. للوصول إلى خريطة طريق تحقق الآمال.
>>>
أخيراً.. تعلموا من كنوز كلمات الشاعر والفيلسوف «أبوالعتاهية»:
وفرز النفوس كفرز الصخور
ففيها النفيس وفيها الحجر
وبعض الأنام كبعض الشجر
جميل القوم شحيح الثمر
وبعض الوعود كبعض الغيوم
قوى الوعود شحيح المطر
وكم من كفيف .. بصير الفؤاد
وكم من فؤاد .. كفيف البصر
وخير الكلام .. قليل الحروف
كثير القطوف .. بليغ الأثر
>>>
وفى هذه الأيام المباركة.. علينا الثقة بالله والإيمان به ونتوكل على رب العالمين فى كل أمورنا.. والحمد لله دائماً وأبداً.