حقق الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة حلم الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة بإنشاء صالة للياقة البدنية بمقر الجهاز بالعاصمة الإدارية الجديدة.. حلم الشيخ وعد به العاملين بالجهاز قبل انتقالهم من مقر الجهاز الشهير المطل على شارع صلاح سالم وتحول الحلم إلى حقيقة عندما زار الدكتور صبحى أول أمس مقر الجهاز المركزى وتفقد مع الوزير الشيخ المكان المخصص لإنشاء صالة اللياقة البدنية «جيم» ووافق وزير الرياضة على تأثيث الصالة مشيدًا بالتوجه الجديد الذى بدأه الجهاز للاهتمام باللياقة الصحية والبدنية للموظف العام.. وذهب الوزير صبحى بعيدًا جدًا وأعرب عن أمله فى أن تعمم هذه التجربة على كافة المؤسسات الحكومية.. وبهذا انتقلنا سريعًا من «حلم صغير» لرئيس «التنظيم والإدارة» بإقامة «جيم» فى مقر الجهاز.. إلى «حلم كبير» للوزير صبحى بإقامة «جيم» فى كل مؤسسة حكومية على مستوى الجمهورية.. فهل نعيش حتى يتحقق الحلم الكبير ونرى صالة «جيم» فى كل مصلحة ومؤسسة وهيئة حكومية؟!
إنها ثقافة جديدة.. بل حياة جديدة من المؤكد انها ستكون مصدر سعادة حقيقى لكل العاملين فى الحكومة.. رئة جديدة للموظفين للخروج من دائرة الروتين الضيقة بكل تفاصيلها وملابساتها وتداعياتها وضغوطها الثقيلة.. وفى نفس الوقت مبادرة رائعة لنشر ثقافة الصحة الرياضية بين جميع المواطنين وليس الموظفون فقط.. وهنا أريد أن ابنى على الحلم الصغير للدكتور الشيخ وأيضا حلم الدكتور صبحى الكبير وأطالب بضم المواطن إلى فئات المستفيدين من «الجيم الحكومي» بحيث لا يقتصر استخدامه فقط على الموظف بل يشمل المواطن الذى يتردد على المصالح الحكومية.. فهو «الزبون» أو «العميل» وهو صاحب حق دائمًا.. وكل منظومة العمل الحكومى الواسعة مترامية الأطراف فى انحاء مصر هدفها الأول والرئيس هو راحة المواطن وسعادته.. وأعتقد أن المواطن سيكون سعيدًا لو أن الموظف الذى أنهى له خدمته عرض عليه قبل أن يغادر المكان أن يذهب قليلاً إلى صالة الجيم ليمارس بعض الرياضة بعض الوقت!! ألم أقل لحضراتكم انها حياة جديدة يعيشها المصريون مع دخولهم العاصمة الإدارية الجديدة.
أنا شخصيًا أتطلع بحماس شديد لزيارة «الجيم» الجديد فى مقر الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة بعد تجهيزه وتأثيثه وافتتاحه وأتمنى أن يحدث ذلك قريبًا.. سيكون مزارًا سياحيًا للمصريين ولزوار العاصمة الإدارية من الاخوة العرب والأصدقاء الأجانب.. سيكون مشهدًا جديدًا وفريدًا لم نره فى أى بلد عربى من قبل وربما نسبق به دولاً كثيرة فى أوروبا وآسيا.
ولكن السؤال الذى يفرض نفسه: هل الموظف الحكومى المصرى مؤهل نفسيًا وبدنيًا وماديًا للاشتراك فى صالة «الجيم» التى سيتم تشغيلها قريبًا فى مقر عمله.. هل لديه من الوقت والأموال ليعيش دقائق وربما ساعات من الرفاهية الرياضية والبدنية التى يدلع فيها أعضاءه وعضلاته وهو شيء فريد لم يفكر فيه من قبل؟
السؤال الثاني: وماذا بعد دخول موظف الحكومة صالة «الجيم»؟ هل سيغير ذلك من فلسفته وطريقته وأسلوبه واستراتيجيته المثلى فى التعامل مع الجمهور.. هل سيتنازل الموظف عن شعاراته القديمة التى ورثها عن الآباء والأجداد مثل «فوت علينا بكرة» وغيرها من كلاسيكيات الفولكلور الشعبى الوظيفى الروتينى الحكومى لدى الموظف المصرى عاشق الروتين والمتيم حبًا وهيامًا فى تراب البيروقراطية؟! بما اننا نتحدث عن ثقافة جديدة وحياة فريدة بدخول الحكومة المصرية «عصر الجيم».. فلابد أن تتغير الطريقة المثلى التى يتعامل بها الموظف مع المواطن على مدار التاريخ القديم والحديث؟ فالإنسان الرياضى الذى يحافظ على لياقته البدنية والنفسية يتحول إلى إنسان آخر كله حماس وتفاؤل وينشر الطاقة الايجابية فى البيئة المحيطة به ويسعى لاسعاد كل من حوله هكذا يجب أن يفعل «الموظف الجديد» الذى سيعتاد على دخول «الجيم» كل يوم ــ قبل أو بعد ــ انتهاء يوم عمله.. أتمنى أن تنتشر «حمى الجيم» إلى كل مصالحنا الحكومية لاسيما فى أجهزة المحليات التى ترتبط بماض مأساوى فى خيالات المواطنين.. ومن المحليات إلى التضامن الاجتماعي.. فالكهرباء والمياه والغاز.. إلى التعليم والصحة والنقل والمواصلات وكل حكومة مصر.