رغم معارضة الكثيرين للقرارات الإصلاحية للدكتور محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم، وهجوم كتائب اللاوعى عبر السوشيال ميديا على هذه القرارات.. إلا اننى شخصياً أرفع القبعة لشجاعته واقتحامه عش الدبابير واتخاذه هذه القرارات الإصلاحية الصائبة.. التى طالبت بها مراراً وتكراراً فى ذات المكان.. بل ومنذ أسبوعين بالتحديد وتحت عنوان «السناتر.. والكتاب الخارجي» أزمة التعليم وسبب هجر المدارس وتحويلها إلى طاردة للطلاب وليست جاذبة.. وطالبت بإغلاق السناتر وتجريم المدرس الذى يسحب طلابه من المدارس الحكومية إلى السناتر الخاصة.. واهتمامه بالشرح الوافى فى السناتر وعدم قيامه بواجبه التعليمى داخل فصول المدارس التى تمنحه راتبه.. وطالبت بتحسين الكتاب المدرسى ليكون شارحاً ووافياً ومبسطاً لكل المعلومات، تماماً مثلما يفعل خبراء المدارس وخبراء الوزارة فى الكتاب الخارجي.. بينما يبقى الكتاب المدرسى عبارة عن طلاسم وألغاز، بزعم أن ذلك يجبر الطالب على الذهاب إلى الفصل والمدرسة لمعرفة الشرح والتفاصيل من المدرس فى الفصل.. وهو وإن كان له جانب من المنطق، إلا أنه باطل يراد به حق.. فلا المدرس يفعل ذلك، ولا الخبراء يتابعون ما يرمون إليه.. وأصبح الكتاب المدرسى مليارات تضيع على الدولة ولا يستفيد منه أحد.. بينما المطابع والمكتبات الخاصة تحقق المليارات من الكتاب الخارجى الذى يؤلفه ويوفيه الشرح والتبسيط هم أنفسهم مدرسو المدارس الحكومية وخبراء الوزارة.. وطالبت الوزارة بضرورة أن يكون الكتاب المدرسى أفضل وأجود وأكثر شرحاً وتبسيطاً من الخارجي، وذلك سيوفر المليارات على الأسرة والطالب ويضع الكتاب المدرسى فى المكانة اللائقة والجديرة به، بدلاً من وضعه فى الأدراج وبيعه بالكيلو فى نهاية العام، دون أن يفتحه أحد أو يستفيد منه طالب.
>>>
لذلك أؤيد بشدة كل قرارات وزير التصحيح والتصويب والشجاعة على قراراته الصائبة، بإغلاق السناتر والاهتمام بالكتاب المدرسى ليفوق فى مضمونه ومحتواه الكتاب الخارجي، ووضع البصمة لتوقيع المدرسين والعاملين بالمدرسة حضوراً وانصرافاً، بدلاً من التوقيع الدفترى الذى يمكن أن يقوم به واحد للعشرات دون رابط أو ضابط.. وقطعاً توقيع البصمة حضوراً وانصرافاً سيحد من «التزويغ» والذهاب إلى السناتر.. لكن أتمنى أيضا وضع كاميرات داخل الفصول للتأكد من الأمانة العلمية والضمير الإنسانى الذى يجب أن يكون شرح المدرس فى الفصل وفى المدرسة التى تمنحه راتبه وترقيته.. أوفى من السناتر ويكون تقدير المدرس وترقيته حسب عطائه داخل الفصل وحسب نتائجه، ويعود مراقبه ومتابعة موجه المادة الذى كان يأتى لنا فى الفصل فى الابتدائى والإعدادى والثانوى ويتابع الشرح ويسأل التلاميذ ويناقشهم، ثم يمنح المدرس التقييم السنوي، الذى تكون الترقية على أساسه ويوضع فى الحسبان مع تقييم المعلم الأول ومدير المدرسة.. أتمنى وضع كاميرات بالمدارس والفصول لمراقبة الأداء وانتظام العملية التعليمية لتعود المدارس جاذبة ومعقل المعلم، والمكان المحبب للطالب والمدرس على حد سواء.
>>>
أتمنى أن يعود المدرس.. المعلم.. النموذج والقدوة.. الذى هو فى مرتبة الرسل وأصحاب الرسالات السامية.. الذى يقف له الجميع، اعترافاً وإجلالاً وتقديراً.. فمازلنا نذكر معلمين أثروا فينا وكانوا قدوة ونموذجاً.. وكانوا سبباً فى حب مادتهم العلمية.. وآخرين كانوا سبباً فى عزوفنا عن المادة التى يدرسونها.
المدرسة.. ثم المدرسة.. والعلم ثم العلم.. أساس رقى وتقدم المجتمعات والأمم.. والأمانة والضمير.. سر التقدم الحقيقي.