كشف مسئول الأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية أمس بأن أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتتالية فى غزة، بما فى ذلك 12 أمراً فى أغسطس الجارى فقط، شردت 90 ٪ من سكانها البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس فى أكتوبرالماضي.
وبات قرابة مليونى فلسطينى محاصرين حاليا فى مساحة لا تتعدى 40 كيلومترا مربعا، مع توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية فى قطاع غزة ومطاردتها المتزايدة لحماس.
ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال وسعت إسرائيل فى الأسابيع الأخيرة هجومها ضد حماس فى غزة إلى مناطق كانت تعتبرها قواتها العسكرية مناطق آمنة، ولكنها تقول الآن إن المسلحين يختبئون فيها، الأمر الذى يحصر الفلسطينيين فى أجزاء أصغر وأصغر من القطاع.
وبعبارة أخري، فى بداية العام، دفعت أوامر الإخلاء الفلسطينيين الفارين من الحرب إلى اللجوء إلى مناطق تبلغ مساحتها نحو 33 ٪ من القطاع، وفقاً للأمم المتحدة؛ والآن انخفضت هذه المساحة إلى 11٪ فقط من غزة.
على الصعيد الصحى قالت وول ستريت جورنال إن تقلص المساحة المتاحة للفلسطينيين للبحث عن ملاذ يتسبب فى تفاقم المخاوف بشأن تفشى الأمراض وتدهور الظروف المعيشية فى الجيوب الصغيرة المتاحة للمأوي.
وتقول بشرى الخالدي، مسئولة السياسات فى منظمة أوكسفام الخيرية العاملة فى قطاع غزة: «هذا يعنى أنه سيكون هناك المزيد من الأمراض، والمزيد من الضغوط على أى مرافق قائمة».
ومع أن إسرائيل تأمل فى العثور على مسلحى حماس وتصفيتهم فى المناطق التى حددتها كمناطق إنسانية بعد اجتياحها لمعظم بقية القطاع، فإن المساحة الأصغر تخاطر بتفاقم الأزمة الإنسانية المروعة بالفعل وتكثف الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الحرب.
وفى هذا الصدد أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، عن موعد إطلاق حملة التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال فى قطاع غزة.
وقالت «الأونروا» على منصة «إكس» «سنقوم بتطعيم الأطفال فى كل من مراكز الرعاية الصحية الأولية والعيادات المتنقلة لدينا بدءا من نهاية الشهر».وأضافت أنه الآن هو الوقت المناسب لإعطاء الأولوية لصحة الأطفال.
ميدانيا واصلت قوات الاحتلال قصفها لمناطق مختلفة من قطاع غزة مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين.كما تعمد الاحتلال نسف مبان سكنية وحرق عدد كبير من المنازل.
من أبرز المناطق التى استهدفها الاحتلال أمس بمدفعيته مخيم النصيرات وحى الزيتون ومناطق فى شرق خان يونس.
فى الاثناء أفرج جيش الاحتلال عن أكثر من 40 أسيرا فلسطينيا من عدة سجون ممن أنهوا مدة اعتقالهم، ومن بينهم المعتقلون إداريا.
قال نادى الأسير الفلسطينى إن جزءا ممن أفرج عنهم، يعانون من أمراض جلدية وتحديدا ممن أفرج عنهم من سجن النقب حيث يعتبر أبرز السجون التى شهدت على جرائم التعذيب، وهذا ما أكدته عشرات الشهادات التى وثقتها المؤسسات المختصة.
وقد أظهرت صورهم الأولى عقب الإفراج عنهم هيئاتهم التى اختلفت جراء ما تعرضوا له من تعذيب مارسه جيش الاحتلال الإسرائيلى بحقهم، وتم نقل عدد منهم إلى المستشفيات عقب الإفراج عنهم.
ومقابل هذه الإفراجات فإن جيش الاحتلال يواصل حملات الاعتقال بشكل يومي، حيث بلغ عدد حالات الاعتقال بعد السابع من أكتوبر الماضى أكثر من عشرة آلاف و200 معتقل من الضفة الغربية، وآلاف المواطنين من غزة، وفق «نادى الأسير».
على صعيد آخر كشف نائب قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى أن إسرائيل اغتالت حتى الآن 280 من قيادات «محور المقاومة» آخرهم إسماعيل هنية، مؤكدا على أن عمليات محور المقاومة لن تتوقف طالما استمرت إسرائيل فى جرائمها.
وأعلن العميد محمد رضا فلاح زاده، نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني، وهو يقدم تقريرا عن آخر الأوضاع فى المنطقة، وخاصة الوضع فى فلسطين وغزة إن 3 من قادة حماس قتلوا على يد إسرائيل، قبل أن يُقتل إسماعيل هنية، مشيرا أيضا إلى اغتيال قيادات فى حزب الله والجهاد الإسلامي.
فى تطور آخر أعلن الفلسطينيون، إنهم يخططون لتقديم قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر يكرس الحكم الشامل الأخير الذى أصدرته محكمة العدل الدولية والذى أعلن أن وجود إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويحدد إطارا زمنيا لإنهائه.
وأبلغ رياض منصور، السفير الفلسطينى لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن القرار، الذى لن يكون ملزما قانونا، ضرورى لتحفيز نهاية الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت محكمة العدل الدولية أصدرت فى 19 يوليو إدانة شاملة غير مسبوقة لحكم إسرائيل على الأراضى التى احتلتها قبل 57 عاما، ودعت إلى إنهاء الاحتلال ووقف بناء المستوطنات على الفور.
ولم يشر السفير الإسرائيلى دانى دانون، الذى تحدث إلى المجلس بعد منصور، إلى خطة الفلسطينيين أو إلى حكم المحكمة، لكن نتنياهو ندد بالرأى غير الملزم الذى أصدرته محكمة العدل الدولية، قائلا إن الأراضى جزء من الوطن التاريخى للشعب اليهودي.
وفى واشنطن وعلى صعيد اخر تتواصل المظاهرات المؤيدة لفلسطين فى مدينة شيكاغو الأمريكية، احتجاجا على الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة والدعم الأمريكى لإسرائيل.
يأتى ذلك وسط إجراءات أمنية مشددة وحملات اعتقال للعديد من المتظاهرين، فيما تأتى الاحتجاجات مع قرب انتهاء أعمال المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى الأمريكي.