المشاحنات أو الشجارات أو التشابك بالأيدى بين الأطباء وجماهير المواطنين ليست وليدة اليوم لكنها قديمة قدم الأزل وحرام علينا أن نحمل المسئولية بطرف على حساب الآخرين فشيء طبيعى أن يأتى الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء بعزيز لديهم يعانى من ألم مبرح أو ضيق فى التنفس أو عدم انتظام فى الكلام وهم فى غاية التوتر فذلك ولا شك شعور إنسانى لا يمكن إغفال أشكاله وظواهره وأيضا جوهره ومضمونه..
على الجانب المقابل فالطبيب يحتاج ولا شك لحظة تأمل وتماسك ومحاولة تطبيق وسيلة مع أخرى للوصول إلى التشخيص السليم عندها يتصور المرافقون أن ذلك لون من ألوان الإهمال أو التباطؤ أو عدم الحماس فى العمل على إنقاذ المريض بوسيلة أو بأخري..!
أقول ذلك بمناسبة «الخناقة» التى حدثت بين المغنى محمد فؤاد وبين أحد أطباء مستشفى عين شمس التخصصى ولا أدرى ما سبب تلك الخناقة بالضبط ولا الدواعى التى ذكرها محمد فؤاد والتى تتلخص فى أنه رجل ليس من عامة الشعب..!
نعم.. ربما يكون قد حاول أن يعرِّف نفسه حتى يهتم الأطباء أكثر وأكثر ونظرا لسخونة الأجواء.. انفرطت سلاسل الصمت عن تماسكها وترابطها.
> > >
استنادا إلى تلك الحقائق أو التصورات أو الحيثيات المعلنة أو غير المعلنة أرجو من الطرفين المتنازعين سرعة إنهاء هذا الخلاف الذى ليس من مصلحة أحد زيادته حدة وعنفا وعصبية..!
> > >
محمد فؤاد على العين والرأس مطرباً أو مغني.. أو..أو.. سيان كذلك من حق الطبيب أو غيره ألا يكون مثارا للمهانة أو السخرية من غيره فذلك يحسب له وليس عليه ..
أيضا .. غنى عن البيان أنه لا يليق أبدا برجل فنان الاستهانة وفرض عنفوانه على الطبيب متهما إياه بالجرى وراء الفلوس والإصرار على تحقيق الثروة بشتى السبل والوسائل..!
صدقونى هذا عيب.. وذلك أعيب ولم نكن نريد أبدا أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه.
> > >
على أى حال.. أى مجتمع من المجتمعات لابد أن تحصل فيما بينه كل آونة وأخرى حادثة طارئة أو سقطة مفاجئة ويجب على الجميع امتصاص أحاسيس الغضب والتعامل مع أطراف الأزمة بحنكة وأقصى درجات ضبط النفس..!
ودعونى هنا أذكركم بحوادث مماثلة تقع فى أى مكان فى العالم..
مثل ألمانيا على سبيل المثال ومعها بريطانيا وبلجيكا التى أنشأت فى السنوات الأخيرة جمعيات صداقة بين الطبيب والمريض .. هذه الجمعيات ليس هدفها الفعلى الحد من تكاليف العلاج أو من أتعاب العمليات الجراحية بل ترطيب الأجواء مع طلعة شمس كل يوم من أجل أن يكون قرص هذه الشمس مضيئا بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
وهكذا.. تستمر الحياة بدون توتر ودون أن يحتاج المواطن الألمانى أن يسأل فى استفزاز هل تعرف أنا ابن من فى البلد.. كذلك لا يضرب الطبيب على منضدة الكشف بعصبية فى محاولة لإجبار الجميع أن يقفوا له احتراما له وتقديرا ..
والله غالب على أمره.
> > >
و.. و.. شكراً