فى ذلك المكان الذى شهد احتماء العائلة المقدسة بداخله منذ عشرات القرون أثناء رحيلها من فلسطين إلى مصر هروباً من بطش الملك «هِيرودُس»، اختتم مئات الألاف من الزوار والسياح من مختلف دول العالم احتفالات السيدة العذراء وسط دعوات لنيل بركة ختام الصوم زوار الدير والذين حرصوا على إشعال الشموع للتبرك بها وطلب شفاعتها ومحبتها.
احتفالات مولد السيدة العذراء استمرت خمسة عشر يوماً بداية من السابع من الشهر الجارى وحتى الحادى والعشرين من نفس الشهر وهى فترة لجوء العائلة للدير داخل مغارة دير درنكة وفترة صوم العذراء بالكنيسة الأرثوذكسية حيث حرص الحضور على المشاركة فى المسيرة حاملين الشموع تبركاً بدورة أيقونة السيدة العذراء التى تنطلق يومياً من المغارة فى الساعة السادسة من مساء طوال فترة الاحتفالات.. ويصطف فيها الأطفال والشباب والشيوخ من الشمامسة فى صفين متوازيين حاملين صور السيدة العذراء تقدمهم الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها ورئيس دير السيدة العذراء مريم بجبل درنكة.
فى مشهد روحانى عظيم تعالت الترانيم «السلام لكى يا مريم.. يا عدرا يا أم النور اظهرى لينا ظهور.. امدح فى البتول» وهى ترانيم وألحان ينشدها الزائرون لتتعانق قلوب المحبين بالسيدة العذراء خلال مشاهدتهم الموكب الذى ينطلق من أمام المغارة لتجوب الدير وسط إطلاق الزغاريد من النساء وإطلاق أسراب الحمام التى تعالت فى السماء وإلقاء الحلوى على الشمامسة أثناء مرورهم بأيقونة السيدة العذراء.
وفى نهاية موكب دورة أيقونات السيدة العذراء مريم وقف الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها ورئيس دير درنكة وسط الحضور يصلى لهم ويهنئهم باحتفالات صوم السيدة العذراء قائلا: «العدرا أم النور التى باركت هذا المكان مع ابنها القدوس تبارككم بكل بركة وخير».
شارك فى الليلة الختامية الآلاف من الأقباط وعدد كبير من المسلمين، بالإضافة لوفود الجالية الإثيوبية والإرتيرية، كما حرص القيادات التنفيذية وأعضاء مجلسى الشيوخ والنواب أيضا على الزيارة وتقديم التهنئة.
فقد زار محافظ أسيوط اللواء الدكتور هشام أبوالنصر دير السيدة مريم العذراء بقرية دير درنكة لتقديم التهنئة للأنبا دانيال لطفى مطران الأقباط الكاثوليك بأسيوط والأنبا يوأنس أسقف الأقباط الأرثوذكس لإيبارشية أسيوط والبدارى وساحل سليم وتوابعها وقيادات وشعب الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية.
وأكد المحافظ أهمية تضافر الجهود وتكاتف جميع فئات المجتمع لاستكمال المسيرة والتطوير التى تشهدها مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤكداً تقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات لنهو أعمال التطوير لمسار رحلة العائلة المقدسة والتى حظيت محافظة أسيوط بمحطتين هما «دير السيدة العذراء بدير درنكة ودير المحرق بالقوصية».
نقل محافظ أسيوط تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسى للشعب الكنسى بمناسبة الاحتفالات بمولد السيدة العذراء.
من جانبه، رحب الأنبا يوأنس بالحضور مبدياً سعادته بهذا الجمع الغفير والحضور الكريم والذى يؤكد على تلاحم نسيجى الوطن وقوة العلاقات بين أبناء الشعب المصرى مسلمين وأقباطاً.