ونستكمل ما سبق ذكره بإذن الله.. نعم.. نحاول اجتهاداً بحق علم الحق.. بيان أن غطرسة شيطنة.. «أهواء حكم الذاتية الإنسانية».. هى دائماً أبداً العدو الأول والأساسي.. «للحق وعلو شأنه».. عدلاً فى الأرض والناس.. نعم.. هى سبيل انتشار حكم الفساد فى الأرض والناس سياسياً.. ودائماً ما تكون سمة الفرد من أهلها.. «وجماعته».. هى عدم التناهى عن سوء فعلوه.. (79/ المائدة) حرصاً وإصراراً وحفاظاً منهم علي.. العلو الباطل فى الأرض والناس.. «وتلك سمة اليهود».. ومن يشاركهم فى ذلك من.. «الذين أشركوا».. وما سبب تلك الشراكة التحالفية سوى أنهم يكرهون.. «الذين آمنوا بالحق».. وبذلك الكره وتلك الكراهية المنتقصة دائماً.. «لعدل حق الاعقال».. صار اليهود والذين أشركوا حتى يومنا هذا.. هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا.. (82/ المائدة).
بمقتضى ما تم ذكره الآن.. «بمقياس الذكر الحكيم».. وببرهان فساد سمة اليهود منذ.. «محاولة قتل أخيهم يوسف».. كى يخلو لهم وجه أبيهم.. (9/ يوسف) أى يخلو لهم الاستحواذ الباطل على حق إيمان أبيهم.. «يعقوب المكنى بإسرائيل».. وإقامة دولة.. «بكنيته».. إمعانا فى الاحتيال على حق الإيمان.. «والإضلال باسمه».. الإضلال الذى استمر ببهتانهم .. «باتهام أخيهم يوسف بالسرقة».. واستمر ذاك الإضلال.. باتباعهم السامري.. وعبادتهم للعجل الذهبى من دون.. «الله».. بل وقولهم لموسي.. «لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة».. فأخذتهم الصاعقة.. (55/ البقرة).. إلخ إلخ..
والآن.. فهل كان لضلال اليهود أن يؤمنوا بأخيهم من بنى إسرائيل.. «عيسى ابن مريم».. آية الله العظمى وقوله الحق.. وينتهوا عن بهتانهم بحق أمه المطهرة.. وحينئذ.. فالإجابة هي.. «لا ولم يؤمنوا به كنبى ورسول من الله».. بل وظلوا على بهتانهم حيث قالوا.. «إنه ومن امنوا به ليسوا على شيء».. (113/ البقرة).
انظر أيها القارئ.. «العزيز».. لما هو آت من منظور.. «قوامته الأيدلوجية سياسياً».. نعم.. ظل العداء بين اليهود واتباع.. «المسيح عيسى ابن مريم».. قائما حتى أرسل الله نبيا ورسولا.. «لهما وللناس جميعا».. ليس من.. «بنى إسرائيل».. ولكن بينه وبينهم نسبا.. «علوي».. أي.. نسبا مع من آمنوا بالله واسلموا له بإسلام.. «جدهم إبراهيم».. نعم.. فقد بعثه الله نبيا ورسولا علي.. «ملة أبيه إبراهيم».. نعم أبيه إبراهيم الذى جاء منه.. الحليم إسماعيل من زوجته المصرية.. «هاجر».. نعم إبراهيم الذى جاء منه أيضا العليم إسحاق.. وذاك نسب أسرى آخر.. لنبى ورسول الله.. «محمد».. حينذاك.. صار النسب الحق المقبول من.. «الله سبحانه وتعالي».. هو نسب من آمنوا به وأسلموا له.. دون إشراك فى ذلك.. أي.. من اتبعوا إسلام من جعله الله.. «إماما للناس».. وهو إبراهيم ومن على ملته حنيفا مسلما.. (123/ النحل).
فى إطار الحق السابق ذكره.. حدث ثلاثة أمور أراها.. «حقا».. وليراجعنى فيها أهل الذكر مشكورين إن لم أصب فى أى منها.. وتلك الأمور الثلاثة هي.. (١) كلما أرسل الله رسولا.. برتل من اكتمال الدين الذي.. «قدره وارتضاه».. انقسم الناس بذاك الزمان إلى فئتين.. هما.. إما مؤمنون بما أنزل الله لهم ومسلمون بقضائه وحكمه.. وإما مشركون فى إيمانهم وإما كافرون بالتسليم وأحكام قضاءه.. (٢) بمقتضى أغيار الزمان والمكان.. كلما أرسل الله رتلا من الدين مكملا لما سبقه.. فإنه سبحانه وبرحمته.. لا يضيع إيمان من أمنوا من قبل وخشوا الفتنة.. بل ويضاعف الله أجر من يؤمن.. «بالتكميل».. وهكذا ظل الأمر حتي.. اكتمل الدين وتمت نعمته بما أنزله الله علي.. «رسول الله محمد».. من قرآن..(3/ المائدة).
(٣) بما سبق.. وجد اليهود في.. «كل من أشرك».. وبات حب.. «المال والبنون».. أشبه بدينه الحق.. «ودنياه».. والعلو الباطل بها.. «فرصتهم الذهبية».. فسعوا إلى اجتذابهم بالود المكذوب كى يكونوا جميعا.. «حلفا».. وتحالف فكرى واقتصادي.. «وعسكرى حربي».. فى مواجهة من أسماهم إبراهيم.. «بالمسلمين».. وذاك ما حدث وراح يتدرج ارتفاعا في.. «شدته».. حتى صار ما نعايشه.. «الآن».. من حصار وتهديد واغتيالات بل.. «وإبادة جماعية».. ولا ألوم فى ذلك.. سوى من أشرك وخان من أمة.. «القرآن».. وصار من حلف وتحالف.. «المشركين».. وشريكا عدوا لله ورسوله وأمته الإسلامية.. سواء بعمالة عمدية أو جهالة علمية إيمانية.. ولكننى أعلم يقيناً أن من ذاك.. «الوهن».. سيولد عباد لله.. «أولو بأس شديد».. ويومئذ.. يفرح المؤمنون بنصر الله.. (5/ الإسراء).
وإلى لقاء إن الله شاء.
ملاحظة هامة:
من يعادى الذى آمن بالله.. فقد اتخذ الله عدواً.. وحكم على نفس بالهلاك..