إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، فما أخطر الجهل، على عقول ووعى الناس، كما أن الحماقة داء عضال، ليس له علاج فقد أعيت من يداويها، كما أنه ليس بعد الخيانة ذنب، والمزايدات على دور مصر التاريخي، والشريف فى الماضى والحاضر تجاه الأشقاء الفلسطينيين وقضيتهم مثل الشمس الساطعة، لا ينكرها إلا أعمى وجاحد وهذا الإنكار جاء من رحم الجهل، والخيانة، لذلك تكثر الآن المزايدات والتشدقات والمتاجرات، وإسكرينات منصات عميلة تديرها أجهزة مخابرات معادية وإعلام غارق فى الخيانة، والتربص لمصر أطلق العنان للأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك والتشويه والتزييف تدار على مصر فى إطار الحرب الشاملة التى تستهدفها، ولولا قوة الدولة المصرية، وحكمة القيادة ووعى الشعب ما نجا هذا الوطن من براثن المؤامرة والمخطط الشيطاني، الذى ترعاه وتدعمه وتديره قوى الشر.
تنطلق الحناجر المريضة والمسمومة والمصابة بداء الكراهية لتشويه دور مصر تجاه القضية الفلسطينية، والأشقاء الفلسطينيين، والغريب أنهم يتناسون عن عمد ما قدمته مصر الدولة الكبيرة العظيمة من تضحيات كثيرة ومؤلمة فى سبيل نصرة الحق الفلسطينى على كافة المسارات العسكرية وما لها من تداعيات، وتضحيات فى كافة المجالات، أكثر من 021 ألف شهيد، وخسائر اقتصادية فادحة بسبب اقتصاد الحرب، ولا أبالغ إذا قلت إن الحروب التى خاضتها الدولة المصرية جاءت لنصرة الحق الفلسطينى ودفاعاً عن الأمن القومى العربى والحقوق العربية وهو ما عطل مسيرة التقدم فى مصر عقوداً طويلة، وهذا تؤكد مصر أنه واجب لا يمكن أن تدير ظهرها له، ولكن ما يحز فى النفس، هى حملات المزايدات والمتاجرات، والشعارات، التى تطلقها الحناجر، التى تسببت فى ضياع عدد من دول الأمة العربية، وارتكبت حماقات وتبنت أجندات، ومواقف لقوى الشر ومشروعها الخبيث.
يحرصون على الحرب وهم فى آخر الصفوف، وربما غابوا عنها، اكتفوا بالمتاجرات والحنجوريات، بل إن بعضهم اكتفى بإطلاق فوهات بنادقهم تجاه الجيش المصري، فى أكبر هجمة إرهابية فى التاريخ تنفيذاً لتعليمات وأوامر ومخططات الصهيونية والقوى الكبرى الراعية لمشروعها الخبيث، وللأسف يرفعون ويتاجرون بالإسلام ورأيته، وفى عدوان يستمر للشهر الحادى عشر، اختفت ميليشيات الإرهاب المتشدقة بالإسلام، فلم نر القاعدة، أو داعش، أو النصرة وكل الفرق الضالة التى استأجرتها قوى الشر فى حروب بالوكالة ضد أوطانها وجيوشها الوطنية، من أجل تركيعها وابتزازها.
وفى أوج الأزمات الاقتصادية العالمية وتداعياتها وتأثيراتها الصعبة، على الدولة المصرية وأشقائها، وفى ظل هذا الوضع الجيوسياسى الخطير وغير المسبوق حيث تشتعل الحرائق من حول مصر من كل حدب وصوب، وعلى كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى غزة وعلى حدودنا الشرقية، وفى السودان وفى ليبيا، والقرن الأفريقي، وتهديد مباشر لمواردنا المائية عمود البقاء، واضطرابات فى البحر الأحمر، ونذر حرب شاملة فى المنطقة قد تصل إلى البحر المتوسط، وحصار اقتصادى غير معلن لكن واضح تأثيراته وضرب لمصالح وموارد مصرية، مثل قناة السويس، وإشعال المنطقة حول مصر، ناهيك عن حروب الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه المدعومة والممولة والمدفوعة بهدف تفكيك اللحمة المصرية، والاصطفاف الوطني، وهز ثقة المواطن، وتزييف وعيه كل ذلك، ويبرز الموقف المصرى الشريف والحاسم والقاطع، تجاه العدوان الصهيونى وحرب الإبادة التى يشنها الكيان على الأشقاء الفلسطينيين فى غزة، وهو موقف تاريخى يحسب للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى يولى القضية الفلسطينية اهتماماً ودعماً ورعاية غير مسبوقة ويعمل على مدار الساعة من أجل الحق الفلسطينى وأيضاً وقف العدوان الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
قوى الشر المعروفة بالاسم، دول كبرى تهيمن على النظام العالمي، وأدوات مثل إسرائيل والإخوان أثيرت بنفس الوتيرة والمضامين فى محاولة لتشويه الدور المصرى الشريف، وكلما فشلت إسرائيل فى تحقيق أى من أهداف عدوانها على غزة علقت شماعة الإخفاق على شماعة مصر، فتارة تزعم أن عدم دخول المساعدات الإنسانية، بسبب أن معبر رفح مغلق من الجانب المصري، ومشاهد العالم، على أرض الواقع، ومن خلال زعماء ورؤساء، ووزارات وإعلام دولى أن معبر رفح مفتوح على مدار 42 ساعة على مصراعيه ثم انتقلت لأكذوبة أخرى وهى الأنفاق ومزاعم حول دخول السلاح إلى غزة رغم أن مصر عانت من ويلات الأنفاق وقامت بإنهاء الأمر تماماً، خلال الحملة الإرهابية الشرسة التى تعرضت لها سيناء ونجحت مصر فى تطهيرها من الإرهاب فى إنجاز ضخم.
مزاعم وترهات وخزعبلات وأكاذيب إسرائيل لا تنتهي، خاصة مع الفشل الذريع، والفضائح والإجرام، وحرب الإبادة، وبات العالم يدرك بأن إسرائيل دولة خارج أى قانون أو إنسانية أو أخلاقية، وإذا بنا نفاجأ بأكذوبة جديدة أن مصر وافقت على وجود قوات إسرائيلية فى محور فيلادليفا، وهو أمر ليس فيه ذرة من الحقيقة، فهو مخالف، وغير شرعي، ولا يتسق مع الاتفاقيات والقوانين.
مصر تتحمل فاتورة باهظة جراء مواقفها الشريفة تجاه القضية الفلسطينية، وتبذل جهوداً مضنية متواصلة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية منذ اللحظة الأولى للعدوان أدركت أن هناك أهدافاً خبيثة وشيطانية، تخطط لها قوى الشر ورفضت بشكل قاطع وحاسم وواضح تصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير سكان غزة خارج القطاع، أو دفعهم بالإجبار وبالقتل والتجويع إلى الحدود المصرية من أجل تحقيق الأوهام الصهيونية فى توطينهم فى سيناء وهو مساس بالأمن القومى المصري، ووأد للقضية الفلسطينية، رفضته الدولة المصرية القوية الشريفة، فى السر والعلن، وتعرضت لموجات من الضغوط والإملاءات والتهديدات والإغراءات، وتدفع ثمن هذا الموقف، فى شكل حصار اقتصادى وهجمات وحملات أكاذيب، وشائعات وتشويه وأباطيل، فالقضية الفلسطينية والحق الفلسطينى محفوظ ومصون بالموقف المصرى وسيناء ستبقى مصرية حتى ولو كان المقابل هو الموت والشهادة على أرضها.
مصر التى يروجون حولها الأكاذيب سواء من الإخوان والصهاينة ورعاتهم وهما وجهان لعملة واحدة لا اختلاف بين عقيدة الجماعة الإرهابية، والدولة الإرهابية بنفس الأهداف، والآليات والأكاذيب والمظلوميات، مصر ساهمت فى المساعدات الإنسانية، التى دخلت غزة بنحو 08 ٪ وجهودها السياسية والدبلوماسية لا تتوقف، مساعيها واتصالاتها على مدار الساعة، تحولت إلى مركز لزيارات وتواصل قادة العالم، بنفس المبادئ والمواقف لم تتغير أو تتنازل، عقدت القمم المختلفة منذ بداية العدوان، خاضت معارك سياسية ودبلوماسية من أجل الأشقاء، رغم التحديات والتهديدات التى تواجه مصر، لكنها لم تنس أبداً حقوق أشقائها وواجبها نحوهم، تقول وتعلن وتفعل دون مواربة أو تراجع، هذه هى مصر الشريفة.
تحيا مصر