«قمة الذكاء أن تترك الأعداء والمشككين وأصحاب الأجندات يصيحون و»يتغامزون» بأوهامهم وأكاذيبهم وضلالاتهم على الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي، ثم تصدمهم وتحبطهم بالإنجازات والنجاحات والمفاجآت»، هذا ما تفعله بالضبط ونجحت فيه القيادة السياسية المصرية فى الداخل والخارج وفى كل التحديات التى واجهتها والأزمات التى تعاملت معها، ومن يتذكر المشهد قبل أسابيع وما استتبعه من حملات إعلامية مشبوهة تصور صانعوها من الخونة والعملاء أنهم فى طريقهم إلى إعادة استنساخ مخطط الفوضى القديم، أو توريط مصر فى صراعات اقليمية، غير أن ما حدث ونراه الآن على أرض الواقع خالف «مخططات المتآمرين» وجاء «مباغتا» لجماعة الإخوان الإرهابية ولكل من يحاول إضعاف مصر وإلحاق الضرر بمقدساتها وشعبها وجيشها.
لقد كانت الصورة بالفعل «مقلقة»، فقد تأثرت مصر بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التى خلفتها الحرب الروسية – الأوكرانية، وزاد من القلق الآثار السلبية الخطيرة للعدوان الإسرائيلى على غزة، فيما استغلت بعض القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية المعادية هذه الأوضاع لتصب الزيت على النار ولتشيع اليأس بين المواطنين، غير أن المتابع للمشهد المصرى على مدى الشهور الماضية يدرك على الفور أن المصريين استوعبوا الدروس السابقة، ولم يلتفتوا للدعايات المغرضة، كما أن القيادة السياسية كانت عند حسن ظن وثقة الشعب بها، وتحركت فى أكثر من اتجاه لمنع تصاعد آثار الأزمة الاقتصادية، بالسيطرة على الأسعار وخفض معدلات التضخم، وانهاء أزمة الدولار وزيادة الاحتياطى النقدى من العملة الصعبة، وقد نجحت القيادة السياسية بالفعل فى تحقيق هذه الأهداف خلال الفترة القليلة الماضية، وعاد الاستقرار للسوق، وعادت الطمأنينة لكل بيت وأسرة مصرية.
الأسبوع الماضي، كان المصريون على موعد مع إنجاز مجتمعى جديد للقيادة السياسية يؤكد سعيها لمواصلة مشروعها التنموى العملاق إلى جانب تخفيف الأعباء عن الأسر المصرية، هذا الانجاز يتعلق بتطوير منظومة التعليم ومعالجة المشاكل الموجودة حاليا بما فيها كثافة الفصول ونقص المعلمين، أيضا قرار وزارة التعليم بشأن نظام الدراسة والتقييم لطلاب مرحلة الثانوى العام وما تضمنه هذا القرار من تخفيض عدد المواد التى سيمتحن فيها الطالب وتضاف درجاتها إلى المجموع الكلي، كذلك تحديد المواد التى يمتحن فيها الطلاب، وتعتبر مواد رسوب ونجاح، ولا تضاف درجاتها للمجموع الكلي، وحقيقة فقد قوبلت هذه القرارات بارتياح كبير فى الشارع المصري، واعتبر أولياء الامور أنها تصب فى مصلحة أبنائهم والعملية التعليمية بشكل عام، سيما قرار المرحلة الثانوية الذى سيساهم فى إنهاء «بعبع» الثانوية العامة لدى الطلاب وتخفيض أعباء الدروس الخصوصية والتى وصلت لأرقام باهظة فى السنوات الأخيرة.
على الصعيد الخارجي، واصلت مصر دورها المهم فى مفاوضات وقف اطلاق النار فى قطاع غزة الفلسطينى والإفراج عن الأسرى والمحتجزين، وذلك بالمشاركة فى المباحثات الثلاثية «مصر وقطر والولايات المتحدة» التى عقدت فى العاصمة القطرية الدوحة وشهدت تقدما كبيرا حسب تصريحات أمريكية، كذلك المباحثات المصرية الفرنسية التى أجريت لنفس الهدف وشهدت التأكيد على ضرورة منع توسيع نطاق الحرب ودخول أطراف أخري، أيضا زيارة الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود للقاهرة ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد كانت زيارة شديدة الأهمية نظرا لأن التعاون بين البلدين سيؤدى إلى منع تهديد الملاحة بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب، كما سيساهم فى الحفاظ على أمن منطقة القرن الأفريقي، ومنع تهديد دول عربية، إضافة إلى أن التعاون بين القاهرة ومقديشو قد يكون نقطة البدء فى استعادة الصومال الموحدة وإصلاح ما أفسده الاستعمار فى هذا البلد الشقيق من تدمير وتقسيم.
ما نود الاشارة إليه أننا نعيش حالة «استفاقة» مصرية من الآثار الصعبة للحروب والصراعات المرحلة فى المنطقة والعالم، وأن المؤشرات كلها تؤكد أن القادم أفضل بإذن الله، واسألوا ابناءكم من طلاب الثانوية العامة.