الرئاسة الفلسطينية: أوقفوا الجنون الإسرائيلى عن ارتكاب أبشع مجزرة فى التاريخ
استشهاد 117 وإصابة 152 فى اشتباكات عنيفة شمال القطاع خلال 24 ساعة
آلاف الضحايا تحت الركام وفى الطرقات.. ومجمع ناصر.. مازال تحت الحصار
حذرت حركة حماس أمس من «مجزرة» فى حال شن عملية عسكرية إسرائيلية فى مدينة رفح، جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية والتى تُشكّل ملاذاً أخيراً للنازحين من الحرب.
قالت الحركة فى بيان «نحذر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى فى حال تم اجتياح محافظة رفح»، وقالت إنها تحمّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولى والاحتلال المسئولية الكاملة.
وفى السياق ذاته قال رئيس بلدية رفح إن أى عمل عسكرى فى المدينة المكتظة بأكثر من 1.4 مليون فلسطينى سيؤدى إلى مجزرة وحمام دم.. وأضاف قائلاً: «نتوجه للمجتمع الدولى وكل ضمير حى لوقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني».
قال المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، إن الهجوم الإسرائيلى على مدينة رفح، ومحاولة تهجير المواطنين الفلسطينيين، لا يعفيان الإدارة الأمريكية من المسئولية.
أضاف، أن المطلوب من الإدارة الأمريكية هو إجبار الاحتلال على وقف مجازر الإبادة التى يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها ما حصل اليوم فى مدينة رفح، وذهب ضحيتها 25 قتيلا وعشرات الجرحي، والتى ستدفع الأمور إلى حافة الهاوية.
أشار أبوردينة، إلى أن التزامن المشبوه وغير المسبوق لمستوى التصعيد الإسرائيلي، مع شن حملة مسعورة للمس بالقرار الوطنى الفلسطينى المستقل، والمس بالأجندة الفلسطينية، يشكل محاولة للتهرب من وقف الحرب، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية.
قال المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، إن على العالم الوقوف صفا واحدا، لوقف هذا العدوان الإسرائيلى وشلال الدم الفلسطينى ووقف التهجير.
شدد على ضرورة تحرك الإدارة الأمريكية بشكل مختلف وجدى لوقف ما وصفه بـ»الجنون الإسرائيلي»، الذى أدى إلى توسع ساحات الحرب فى المنطقة، ويمهد لحروب إقليمية مستمرة.
أكدت تمارا الرفاعى المتحدثة باسم وكالة الأونروا، عدم وجود أى مخرج من رفح فى ظل استمرار المعارك وغياب المناطق الآمنة، محذرة من أن أى تحرك عسكرى فى المدينة سيحمل تبعات كارثية.
قال يان إيجلاند الأمين العام للمجلس النرويجى للاجئين لا يمكن السماح بأى حرب فى مخيم ضخم للاجئين، محذرا من «حمام دم» إذا امتدت العمليات الإسرائيلية إلى هناك.
قالت واشنطن، الداعم الرئيسى لإسرائيل، إنها لن تؤيد أى عملية عسكرية لا توفر الحماية للمدنيين وأطلعت إسرائيل على مذكرة جديدة للأمن القومى الأمريكى تذكّر الدول التى تتلقى أسلحة أمريكية بالالتزام بالقانون الدولي.
عبر مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل عن قلقه من الخطة الإسرائيلية لمهاجمة مدينة رفح فى قطاع غزة، والتى تعد آخر ملاذ للنازحين بسبب الحرب.
حذر بوريل فى منشور له على منصة «أكس» من التداعيات الكارثية للهجوم الإسرائيلى المحتمل، مشيراً إلى أن 1.4 مليون فلسطينى موجودون حالياً فى رفح، من دون مكان آمن يتوجهون إليه، ويواجهون ظروفاً صعبة.
شن الطيران الإسرائيلى غارات مكثفة على مدينة رفح، وسط مؤشرات على اقتراب عملية برية يعد الجيش الإسرائيلى لإطلاقها فى المدينة المكتظة بالنازحين.
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بارتفاع عدد الضحايا جرّاء القصف الإسرائيلى على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إلى 25شهيداً خلال 24 ساعة الأخيرة.
قالت وزارة الصحة فى غزة، إن قصفاً إسرائيلياً أودى بحياة عدد من أفراد الشرطة جراء استهداف سيارتهم فى حى تل السلطان غرب رفح، فى قطاع غزة.
وفى وقت سابق قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إنه طلب من الجيش والمؤسسة الأمنية تقديم خطة إلى مجلس الوزراء تركز على إخلاء رفح من المدنيين، تمهيداً لعملية عسكرية مُكثفة لتدمير كتائب حركة حماس هناك.
أفاد مكتب نتنياهو فى بيان أنّه «يَستحيل تحقيق هدف الحرب من دون القضاء على حماس وترك أربع كتائب لحماس فى رفح. على العكس، من الواضح أنّ أيّ نشاط «عسكري» كثيف فى رفح يتطلّب أن يُخلى المدنيّون مناطق القتال».
ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة شمال القطاع، إلى جانب معارك فى محيط مجمع ناصر الطبى ومحاور أخرى فى مدينة خانيونس جنوباً، كما تواصلت الغارات المتفرقة، والتى أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
فتحت قوات إسرائيلية النار على مستشفى ناصر الذى تحاصره منذ 20 يوماً، مما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عدد آخر، حسبما قال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة.
قال إن الطواقم الطبية لم تعد قادرة على التنقل بين مبانى المنشأة بسبب كثافة النيران، مشيراً إلى أن 300 من العاملين فى المجال الطبى و450 مريضا و10 آلاف نازح يحتمون بالمستشفي.
يتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، مخلفا قرابة 28 ألف شهيد وأكثر من 67 ألف جريح، فى حصيلة غير نهائية، فيما لا يزال آلاف من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات، إذ يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم.
قالت مصادر طبية فلسطينية: إن قوات الاحتلال الإسرائيلى ارتكبت 16 مجزرة ضد العائلات فى قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد 117، و152 جريحاً خلال الساعات 24 الماضية.
وفى علامة أخرى على تأثير الحرب، يعانى واحد من بين كل عشرة أطفال فى غزة دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، وفقا لبيانات أولية من الأمم المتحدة من خلال قياسات الذراع التى تظهر مستويات الهزال لدى الأطفال.
قالت مؤسسة أكشن إيد الخيرية إن بعض الناس يلجأون إلى أكل العشب.. وأضافت أن الجميع فى غزة يعانون الآن من الجوع ولا يحصل الناس إلا على لتر ونصف أو لترين من المياه غير الصالحة للشرب يوميا لتلبية جميع احتياجاتهم.