تحدثت كثيرا عن مقترح مقدم من أحد أعضاء اتحاد الكرة المصرى، لزيادة عدد اللاعبين الأجانب فى الدورى إلى 8 لاعبين دفعة واحدة لكل فريق، ودعم البعض الفكرة ووجد فيها الفرصة السانحة لزيادة قوة المسابقة المحلية، وبالتالى ارتفاع قيمتها المالية والتسويقية بشكل كبير.. وهنا زاد تعجبى من مقصد المقترح وهدفه إن وجد وما الذى يستهدفه صاحبه أو من معه، فى ظل معاناة المنتخبات الوطنية والفرق القومية فى البحث عن أسماء ومواهب جديدة هنا وهناك.
هل وصل بنا الحال إلى حد السعى وراء البضاعة الجاهزة لقضاء حاجتنا والمنافسة على لقب محلى، وتغليب هذه المصلحة على خيار المنتخبات الوطنية وإعداد أجيال جديدة من اللاعبين، والبحث عن براعم ومواهب صغيرة السن، وإعدادها للمستقبل، وبناء قدراتها بشكل علمى وفنى مميز ومتطور.. وهل يغفل هؤلاء ما وصلت إليه الكرة المصرية على مستوى اللاعبين والمدربين فى منطقتنا، ويتجاهل جميعهم التفكير فى حلول واقعية لإعادة الإصلاح ورسم خريطة جديدة للاعب والمدرب المصرى، يستعيد فيها مكانته ووضعه عربيا وأفريقيا.
نظرة سريعة وفاحصة لعدد مدربينا ولاعبينا من حولنا، تكفى للتأكد من خطورة الموقف، وضرورة البحث فى الحلول المناسبة والكافية، فقد جاء وقت استحوذ فيه مدربونا على مقاعد المدربين فى أفريقيا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.. وكان أكثر من نصف مدربى المنتخبات والفرق العربية من المصريين.. ونفس الوضع بالنسبة للاعبين، حتى أن بعض الدوريات العربية ظلت محتفظة ومعترفة بدور اللاعب والمدرب المصرى حتى يومنا هذا.
أما الآن فترى تهافت وتبارى الأندية المصرية لضم لاعبين أجانب من هنا وهناك، بل ومن الدوريات العربية فى شمال أفريقيا خاصة المغربى والتونسى والجزائرى، ومقابل أرقام فلكية كبيرة بإمكانها المساهمة فى بناء وإعداد جيل كامل من العناصر والمواهب الصغيرة، وإتاحة الفرصة المناسبة للكشافين للبحث والوصول لأسماء جديدة يمكنها تمثيل منتخباتنا كما يجب فى المستقبل القريب.
رؤية كروية ثاقبة، تعترف بأهمية العمل والصبر والسعى وراء النتائج المرجوة، أساس لعودة الكرة المصرية إلى سابق عهدها، وليس البحث عن المعلبات الجاهزة التى تخدم فئة قليلة على حساب الجميع.