أثبتت الرؤية المصرية للبناء والتنمية والتعمير التى بدأت قبل أكثر من عشر السنوات جدواها وردت بشكل حاسم على حملات الحاقدين والمشككين وحققت المشروعات القومية العملاقة والتوسع العمرانى نجاحاً كبيراً يلمسه القاصى والداني.. كسبت مصر وفازت وربحت رؤية ثاقبة، حولت مصر من حالة الإنهاك والتقوقع والجمود، إلى آفاق رحبة من التوسع العمراني، الذى كان قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يتجاوز الـ 7 ٪، ووصل فى عهده وفى إنجاز غير مسبوق إلى ما يقرب من 15 ٪، ليلبى احتياجات النمو السكانى وأيضا خلق مجتمعات متنوعة ما بين عمرانية وسكنية وتجارية وصناعية وزراعية، تضم كافة الأنشطة الإنسانية مثل الصحة والتعليم.. وقد نجح التوسع العمرانى فى خلق فرص عظيمة وثمينة للتوسع العمراني.
فازت مصر وربحت.. مشروعات وقلاعاً عملاقة.. ما كانت لتستطيع تنفيذها فى الوقت الحالي، فى أتون آثار قاسية وتداعيات مؤلمة لأزمات اقتصادية عالمية طاحنة، جراء جوائح وصراعات دامية.. وما كان لمصر أن توفر ميزانيات هذه المشروعات فى الوقت الحالى وبأسعار ونفقات تضاعفت عشرات المرات.. وانتصرت رؤية مصر على حملات شعواء لترويج الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه.. وبات الواقع ينطق بالمكاسب والفرص والعوائد والآثار الإيجابية.. فقد استثمرت مصر فى الحاضر والمستقبل، وأمامها طريق ممهد نحو الصعود والتقدم.
اتجاه مصر إلى بناء وإقامة المدن الجديدة، كان ومازال رؤية واستراتيجية ناجحة.. أثبتت جدواها بقوة، ولنا فى العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة وعشرات المدن الأخرى الدليل والنموذج على النجاح الكبير الذى لم يكلف خزينة الدولة أى تكلفة، وتحققت لها عوائد كبيرة، فقد كانت الرؤية تعتمد على تحقيق أهداف التوسع العمرانى واستيعاب النمو السكانى الهائل فى مصر وغزو الصحراء التى لطالما حلمنا به كثيراً ورددناه كثيراً خلال العقود الماضية دون تنفيذ حقيقى وشامل على أرض الواقع.. ليتحقق فى عهد «السيسي» عمرانياً فى المدن الجديدة ويضم كافة الأنشطة، وزراعياً من خلال استصلاح وزراعة 4.5 مليون فدان فى قلب وعمق الصحراء.. إذن نحن أمام واقع حقيقي، وأيضا فإن المدن الجديدة مفعمة بالحياة والنشاط الاقتصادى والسياحى والترفيهى والاستثمارى والعقارى ومقار حكومية تدير أمور الدولة وتخفيف الضغط على العاصمة القاهرة التى تئن من فرط الازدحام والتكدس وطالب الباحثون والمفكرون والخبراء والمواطنون بأهمية التوسع العمراني.. وجاء «السيسي» وحقق هذه الرؤية وبات الحاضر والمستقبل أكثر أماناً لأجيال كثيرة متعاقبة تجد المكان والمنطقة العصرية والخدمات المتقدمة وفرص العمل الحقيقية وحياة لائقة وتعليماً وصحة وصناعة وزراعة وسياحة.
أيضا هناك هدف جدير بالتركيز عليه، وهو تنمية وتعظيم وزيادة الموارد المصرية التى ظلت عقوداً طويلة محدودة وثابتة، فالمدن الجديدة والتنمية العمرانية المرتكزة على سرعة الانتقال والحركة والوصول من خلال بنية تحتية عصرية وشبكة طرق متطورة، وبالتالى فإن مناخ الاستثمار والأعمال والتجارة.. لذلك أقول إن التوسع العمرانى والمدن الجديدة، حلا الكثير من الأزمات وخففا المعاناة وفتحا أبوابا كثيرة للفرص والاستثمار والتنمية والتعمير.. العاصمة الإدارية، التى لم تكلف الدولة، بل كانت مورداً للعوائد والموارد والأرباح، وكانت قبل عشر سنوات مجرد صحراء يرفض الجميع حتى مجرد المرور أمامها من فرط قسوة الجغرافيا والأجواء فيها.. وإذا بها تتحول إلى واحة وخلية نحل لبناء آفاق المستقبل والاستثمارات الكبرى المحلية والأجنبية والجامعات ومطار ومقار عصرية للحكومة فى الجمهورية الجديدة.
الدولة قامت بترفيق الخدمات فى العاصمة الإدارية وفق رؤية لتحقيق أهداف بعينها، وهيأت كل شيء للعمل والاستثمار والبناء والمشروعات الكبرى فى قطاعات مختلفة، وبالتالى جذبت استثمارات هائلة وبات لمصر عاصمة جديدة عصرية ووجدت العاصمة الإدارية إشادات دولية وإقليمية، وتمنى قادة الكثير من الدول أن يكون لبلدانهم مثل العاصمة الإدارية.
ومن أبرز دلائل النجاح تحقيق شركة العاصمة ما يقرب من 20 مليار جنيه أرباحاً العام الماضي، وينتظرها المزيد من المشروعات والاستثمارات والحياة التى سوف تخفف الزحام والتكدس من القاهرة، بانتقال الحكومة إلى العاصمة الإدارية وإخلاء مقارها فى القاهرة، فإن المقار القديمة فرصة عظيمة للاستثمار والعمل وستكون القاهرة العاصمة بإطلالة عصرية فى ظل التطوير الذى تشهده فى السنوات الأخيرة.
مدينة العلمين الجديدة على ساحل البحر المتوسط، واحدة من أهم وأجمل المدن الشاملة، باتت تعج بالحياة فى سنوات محدودة، هى الآن أهم مقصد سياحى وترفيهى فى المنطقة، تتوافد عليها رحلات وزيارات المصريين والأشقاء العرب.
العلمين نموذج للسحر والمتعة والترفيه والسياحة.. وهى مفتوحة لكافة الفئات من المصريين، وليست فقط للسياحة والترفيه.. ولكن تضم كافة الأنشطة.. زراعية وتعليمية وحياة متكاملة واستثمارات ضخمة.. والحقيقة، أن الرؤية التى نفذتها الشركة المتحدة حوّلت العلمين إلى قيمة مضافة فى ضوء حفلات متنوعة ونشاطات فيها ابتكار ووسائل للمتعة والبهجة، تضم كافة النجوم من المصريين والأشقاء العرب الذين نحبهم وارتبطت بهم الجماهير فى مصر والعالم العربي.. وهناك تخطيط أعلنه رئيس الشركة باستقدام نجوم عالميين.. لذلك فإن مهرجان «العالم علمين» يشهد تطوراً كبيراً سنوياً، ومن أفضل إلى الأفضل.
الحقيقة، أنا شخصياً سعيد بأن تحول العلمين الجديدة الساحل الشمالى إلى حياة جميلة ومختلفة من المتعة والبهجة والسعادة والرقى أيضا، بعيداً عن الابتذال.. فقبل سنوات قليلة كتبت مجموعة مقالات تحت عنوان «جائحة الساحل»، حيث كانت الحياة لا تليق فيها.. ابتذال وتدن ومهرجانات للفن الهابط.. والآن نجحت «المتحدة» فى تحقيق نموذج فريد للنجاح والرقى والفن الحقيقي، الذى يلبى كافة الأذواق.. والحقيقة، حتى استدعاء نجوم «التسعينيات» كنت قد طالبت به واقترحته ووجدته بالفعل.. وأقترح على الشركة المتحدة أن تقدم مجموعة جديدة من المواهب الغنائية الجديدة التى تثرى الساحة الفنية والغنائية وتؤكد قوة مصر الناعمة وتستطيع تحقيق النجاح.
مصر ربحت وفازت وكسبت بما حققته وأنجزته من رؤية وحققت مسيرة البناء والتنمية والتوسع العمرانى والمدن الجديدة جدواها وبامتياز.
تحيا مصر