قال الرئيس الأمريكى جو بايدن فى كلمته أمام مؤتمر شيكاغو إنه يواصل العمل من أجل وقف إطلاق النار وإعادة المختطفين الإسرائيليين. وأضاف أنه قدم قبل أيام اقتراحاً أقرب إلى وقف إطلاق النار من أى مرحلة منذ 7 أكتوبر.
قال إنه من الضرورى إنهاء الحرب فى غزة وإعادة المختطفين ومنع حرب أوسع نطاقاً، وإنه يعمل على مدار الساعة من أجل «إنهاء معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين».
فى الوقت نفسه اتهم الرئيس الأمريكى حماس بالتراجع عن خطة الاتفاق المطروحة مع إسرائيل من أجل إحلال الهدنة فى غزة. وقال بايدن رداً على أسئلة صحفيين فى مطار شيكاغو بعد إلقائه كلمة خلال المؤتمر الوطنى الديمقراطي، إن التسوية المقترحة «مازالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهن بأى شيء»، مضيفاً «إسرائيل تقول إن بإمكانها التوصل إلى نتيجة بينما حماس تتراجع الآن».
كما شدد على أن «كل يوم حرب يمر فى قطاع غزة يشكل تهديداً على حياة المحتجزين الإسرائيليين»، مشيراً إلى أن المقترح الأمريكى هو الأفضل لإنهاء المعاناة، وإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين فى غزة.
فى المقابل، أكدت حماس أن نتنياهو هو الذى يعرقل اتفاق وقف النار، مؤكدة أنها وافقت على المقترح الذى عرضه بايدن فى مايو الماضي، وأبلغت موافقتها هذه للوسطاء فى 2 يوليو. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى أدخل شروطه على المقترح الأمريكى الانتقالى الذى عرض فى مفاوضات الدوحة الأسبوع الماضي، وقد أذعنت له الإدارة الأمريكية. وأكدت الحركة أنها لن توافق على الخطة المعدلة.
كان وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قد أكد خلال لقائه وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة وقف إطلاق النار فى غزة؛ لضمان إطلاق سراح المحتجزين، والسماح بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، وتهيئة الظروف لتحقيق الاستقرار الإقليمى الأوسع.
ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الجانبين ناقشا جهوداً لتهدئة التوترات الإقليمية. وشدد بلينكن، على أن التصعيد المستمر لا يصب فى مصلحة أى طرف، مجددًا «التزام أمريكا الثابت بأمن إسرائيل».
فى سياق متصل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن مسئولين كبار، أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة للغاية حيال فرص التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة.
كما جاءت تصريحات نتنياهو بعدم الأنسحاب من محور فلادليفيا لتزيد الغضب.
فيما يخص الدعم العسكرى الأمريكى للاحتلال، عبر السيناتور الأمريكى بيرنى ساندرز عن أمله أن تسير المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس فى اتجاه وقف المساعدات العسكرية لإسرائيل.
اعتبر ساندرز أن الرئيس الأمريكى جو بايدن مخطئ بشأن إسرائيل ولا ينبغى دعم حكومة يمينية وعنصرية بقيادة بنيامين نتنياهو مادياً. وسبق لساندرز أن عدّ الولايات المتحدة متواطئة فى المأساة التى يعيشها الشعب الفلسطيني، وقال فى كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ فى أوائل العام الجارى إنه يجد صعوبة فى فهم سبب عدم تحرك الكونجرس لوقف معاناة الفلسطينيين ومعالجة الكارثة الإنسانية فى غزة.
فى سياق متصل، ذكر تقرير نشرته قناة القاهرة الاخبارية ان استقالات المسئولين الغربيين احتجاجًا على مبيعات الأسلحة لجيش الاحتلال، الذى يشن «حرب إبادة» ضد الفلسطينيين فى غزة، لم تتوقف بل امتدت من إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى حكومة العمال الجديدة فى بريطانيا.
بحسب التقرير فانه قبل يومين، استقال الدبلوماسى فى السفارة البريطانية لدى العاصمة الأيرلندية دبلن مارك سميث، من منصبه احتجاجًا على استمرار مبيعات بلاده أسلحة لإسرائيل.
أوضح التقرير أنه خلال الشهور الماضية التى أعقبت اندلاع الحرب على غزة، قدم 12 مسئولاً أمريكيًا استقالاتهم من إدارة الرئيس جو بايدن، فى سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة منذ نحو تسعة أشهر. واتهم المسئولون المستقيلون بايدن بغض الطرف عن الفظائع الإسرائيلية المرتكبة فى غزة.
على صعيد الأوضاع الميدانية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، أن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية ارتفع إلى 40 ألفاً و173 فلسطينياً، بينما بلغ عدد المصابين 92 ألفاً و857 شخصاً.
أضافت الوزارة أن الجيش الإسرائيلى ارتكب 3 مجازر بالقطاع، وصل منها إلى المستشفيات 34 ضحية و114 مصاباً، خلال الساعات الـ24 الماضية.
يأتى هذا بينما واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 319 من الحرب، حيث وسعت إسرائيل من عمليتها العسكرية جنوب قطاع غزة وتقدمت الدبابات باتجاه غرب خان يونس وسط إطلاق نار كثيف أدى لوقوع خمس اصابات فى صفوف النازحين بشارع الشاليهات غرب المدينة.
ذكرت مصادر أن النيران اشتعلت بعدد كبير من خيام النازحين، فيما استشهد ثلاثة مواطنين بقصف مماثل على الخيام فى مدينة أصداء التى بدأ الناس بالرحيل منها.
كان ستة مواطنين استشهدوا وأصيب عشرة باستهداف نقطة للإنترنت جنوب المدينة، كما استشهد خمسة مواطنين هم أربعة سيدات وطفل إحداهن استشهدوا فى قصف على منزل عائلة أبوعودة شرق المدينة.
بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ووفقا للعاملين فى المجال الإنسانى فى غزة، فقد أثر أمر الإخلاء الإسرائيلى الأخير على نحو 13 ألفا و500 فلسطينى فى 18 موقعاً.. موضحين أن ذلك الأمر يشمل جميع مناطق مخيم المغازى وعدة أحياء أخرى فى دير البلح.
حذر أوتشا من أن استمرار الأعمال القتالية وأوامر الإخلاء والنقص الحاد فى المواد الضرورية يزيد صعوبة حصول الأسر النازحة على الخدمات الأساسية فى المواقع التى يصلون إليها.
قال تونجنيت إن الاحتفال باليوم العالمى للعمل الإنسانى يأتى فى وقت شديد الصعوبة؛ بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة، داعياً إلى ضرورة إنهاء هذه الحرب.
من جانبه.. ندد نائب ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فضل الحق، بما يحدث للعاملين فى العمل الإنسانى بقطاع غزة، مشيراً إلى أن الأسبوع الماضى استهدفت إسرائيل المستشفيات ومخيمات الإيواء والعاملين فى المنظمات الإنسانية.