بعد ظهور حالات كثيرة مصابة بالكوليرا وتأكيد منظمة الصحة العالمية رصد نحو 52 ألف حالة فى دول مختلفة بالعالم وكذلك تزايد الحالات المصابة فى السودان أعلنت وزارة الصحة المصرية حالة الترصد وفرضت إجراءات مشددة على المنافذ البرية والجوية.
الوزارة رفعت درجة اليقظة وتحديث نظم التتبع العلمية والطبية لرصد الوافدين مع تطوير بروتوكولات الوقاية خاصة أن مصر تمتلك جهاز ترصد قوى جرى اختباره فى الكثير من المواقف.
أكد ذلك د.حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة مشيرا إلى أن مصر خالية وآخر حالة تم رصدها كانت فى عام 2006.
الدكتور أمجد الحداد استشارى الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح يشير إلى ان الكوليرا تنتشر أكثر فى الأماكن التى بها تلوث فى المياه والاماكن التى يكثر بها الحروب كما تنتشر فى الاماكن التى بها مياه البرك والفيضانات والسيول ومع اختلاط المياه بمياه الصرف الصحى أو أماكن حيث لا يكون هناك عناية بالمياه بسبب الحروب والتدمير فتنتشر البكتيريا بسبب اختلاط مياه الصرف الصحى وتراكم مياه السيول والبرك مع وجود العادات الصحية السيئة وعدم وجود اهتمام بالنظافة لذا فشرب المياه الملوثة هو أحد الأسباب للإصابة بهذه العدوى البكتيرية.
ويوضح دكتور أمجد الأعراض وهى اسهال شديد وقئ شديد لدرجة ان الشخص من الممكن خلال ساعات ان يحدث له تهتك فى الامعاء وفقدان جزء كبير من السوائل قد يصل إلى الجفاف الذى يجعله يفقد جزءا كبيرا من الصوديوم والبوتاسيوم فيحدث جفاف فى الجلد ويقل كمية البول وينتج عنها الاصابة بالفشل الكلوى وقد يحدث تشنجات وهبوط فى الدورة الدموية ومن الممكن حدوث مضاعفات صحية للقلب بسبب نقص البوتاسيوم ونقص العناصر المعدنية يؤثر على الكلى والقلب والدورة الدموية وجفاف الجلد بالاضافة إلى الهذيان والصداع الشديد ولكن يوضح ان كل هذه الاعراض لا تكون مع كل المصابين ولكن تختلف فى حدتها من شخص لآخر حسب مناعته ودرجة اصابته بالجرعة البكتيرية وهناك اشخاص قد يصابون دون حدوث أى أعراض ولكنهم يمكنهم تمرير البكتيريا إلى شخص آخر عن طريق البراز وشرب المياه الملوثه وهنا تكون الاصابة أشد قسوة كما انه ليس كل من يشرب مياها ملوثة تكون الاصابة بنفس الحدة وينصح د. أمجد بضرورة اتباع الانظمة الصحية الجيدة وغسل الخضراوات وضرورة شرب مياه نظيفة والبعد عن الاشياء المحفوظة والمعلبة مجهولة المصدر كما يوضح ان أحد أهم أسباب الوفاة هى الفشل الكلوى وهبوط الدورة الدموية والنقص الشديد فى نسبة البوتاسيوم والتى تؤدى إلى توقف عضلة القلب مؤكدا ان الكوليرا لها لقاح فموى للاشخاص الذين يسافرون إلى المناطق الموبوءة مثل السودان وهو عبارة عن نقط تحت اللسان قبل السفر بـ10 أيام.
يؤكد الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة إن مياه الشرب والصرف الصحى يتأثران بشدة بالتداعيات الناجمة عن الحروب والنزاعات وتغير المناخ وهو أحد أهم الأسباب فى زيادة نسب الاصابة بالكوليرا وما ينجم عنها من فقر وتهجير وهو ما تعانى منه بعض دول المنطقة بشدة وتتفاقم الأزمة بالنقص العالمى فى توزيع اللقاحات مشيرا إلى أن العبء الأساسى لمكافحة المرض يقع على عاتق الدول عبر التركيز على عدة محاور أهمها تخصيص ميزانيات لتعويض شركات الأدوية ودفعها لإنتاج اللقاح وتوزيعه خاصة ان انتاج من 70 إلى 100 مليون جرعة كافية للحد من نسب الوفيات، كما انه من الضرورى تثقيف المجتمعات حول طرق الوقاية من الكوليرا وممارسات المياه الآمنة وتدابير النظافة خاصة فى المدارس والجامعات لتعزيز الوعى بالمرض والتحذير من تناول اكل غير مغطى وعدم شرب مياه غير نظيفة كذلك يجب تعزيز الاستثمار فى البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وتحسين الوصول إلى الخدمات الطبية، خاصة فى المناطق الريفية والنائية، ومناطق الحروب والنزاعات.