تناولت الأسبوع الماضى مناسبات تعظمها الأمم المتحدة بأحتفاليات يومية وأسبوعية وسنوية وعقدية لأنشطة إنسانية فى كل المجالات
وفى ذات السياق.. ما أعلنته المنظمة الدولية أن العام الجارى 2024 عام للإبليات.. وهو اصطلاح يجمع صنوف الحيوانات التى تنتمى للإبل.. وذكرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة أن الأنواع المتوافرة عالميا منها تتضمن الجمال ذات السنامين والعربية والبرية فضلا عن اللاما والألباكا المدجنة والفيكونيا.. ونشرت المنظمة فى إطارالاحتفالية صوراً ومعلومات وقصص جذابة من عدة أماكن عالمية تتوافر بها هذه الأنواع لتدلل على الأهمية الاقتصادية والغذائية والثقافية والاجتماعية وايجابيات الاهتمام بتنمية الإبليات داعية دول العالم قاطبة بنشرالوعى جماهيريا بحيوية هذا النشاط..وطرحت المنظمة حزمة من الأجراءات الداعمة والمساعدات المادية والتقنية واللوجستية لتوطين تربية صنوف الإبليات والاستفادة منها كمصدر رئيسى للحوم والحليب والألياف والأسمدة خاصة فى الصحارى وقدرتها على العيش فى الظروف الصعبة ولفترات طويلة دون مياة مما يرشحها لصدارة الكائنات المقاومة بكفاءة لتغيرات المناخ.
.. بحثت لم أجد استغلالا مصريا للفرص المتاحة من المنظمة العالمية رغم أن عام 2024 شارف على الانتهاء بل من المؤسف أن الحكايات الدولية المنشورة فى إطار الاحتفالية لم تتضمن واحدة من مصر رغم أنها موطن تاريخى للجمال وجزء من ثقافتها وكونها ثروة يرعاها البدو أحد أهم الاجناس الأصيلة فى الدولة فضلا عن شعبية الجمل على المستوى الرياضى والغذائى والسياحي؟!!
ألم يكن الأنسب انتهاز الفرصة لإنتاج احتفاليات للرواج الاقتصادى والسياحى والغذائى ودعما للمربين والرعاة وتشجيع فئات جديدة على الرعى والتربية بدعم دولي؟!!.. خاصة وأننا نملك مضمارا عالميا للهجن تم افتتاحه قبل بضعة أعوام على مساحة 1500 فدان فى شرم الشيخ وتم تطويره بتكاليف تجاوزت 125 مليون جنية ليغدو مدينة رياضية متكاملة باهتمام خاص من القيادة السياسية وجهد تنفيذى تاريخى من اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء السابق.. كيف لم يتم ربط الفاعليات التى اقيمت فيه طوال عامين مضيا باحتفالية الأمم المتحدة وتسويق ذلك سياحيا؟!.. وإن كان ذلك قد حدث ماهى النتائج ؟!وأن لم يكن هل من خطط للوزارات المعنية خاصة الزراعة والشباب والرياضة والسياحة والتعاون الدولى فى استثمار ما تبقى من فاعليات عام الإبليات.. هل بحث أحدهم التصدى لصعوبات جلب الأنواع الأخرى لتوطين تربيتها فى مصر.. أليست فرصة لتوفير فرص عمل وتأمين الغذاء وتثبيت أوخفض أسعار اللحوم ولو على المدى المتوسط أوالطويل؟!
.. تعداد الجمال فى مصر غير معروف.. إلا أن معلومات المركزى للتعبئة والإحصاء تشير إلى قفزة هائلة فى الوارد منها حيث بلغت ماقيمته 13.5 مليون دولار عام 2021 بينما لم تتجاوز قيمة الواردات 632 ألف دولار فقط عام 2020.. حدث ذلك رغم تراجع قيمة أجمالى الواردات من السلع الغذائية من 926 مليوناً إلى أقل من 700 مليون دولار عن نفس الفترة وهو ما يدلل على نمو الطلب النوعى ما يعزز الاهتمام بسوق الجمال فى مصر خاصة اذا ماتهيأت الظروف لأغتنام فرص المساعدة الدولية لضخ تطبيقات جديدة على المستوى الاقتصادى بمشروعات صغيرة ومتوسطة فى مجالات عديدة.. مازالت الفرصة متاحة خلال 4 شهور يمكن عمل الكثير خلالها.. أنشطة وفاعليات واتفاقيات توأمة وتعاون لتدريب رعاة جدد شهورمرشحة للأمتداد أعوام أخرى إذا ماعلمنا أن عام 2024 يقع ضمن عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية 2016- 2025 والعقد الثالث للقضاء على الفقر -2017-2027 والعقد الدولى للعمل، «الماء من أجل التنمية المستدامة» 2018- 2028.. وهى مناسبات تتيح فرصا سهلة لتحقق نفعا عاما.
.. وزير الزراعة علاء فاروق رجل اقتصاد يشهد له تاريخه المهنى بالنجاح والتميز وقدرات الخبير المثمن لفرص جنى المكاسب.. وهذا الملف أضعه أمامه لأنه جدير بالاهتمام .