عشرات الشهداء فى جرائم جديدة.. والعداد فى تزايد مستمر
الدفاع المدنى: تبخر جثامين 1760 شهيداً بسبب الأسلحة المحرمة دولياً.. ومليون نازح بدير البلح
وكالات أممية: الانهيار الصحى والإنسانى بغزة تسبب فى تفشى الأوبئة.. والأطفال الأكثر تضرراً
للمرة التاسعة منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى أكتوبر الماضي، يزور وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن إسرائيل، فى إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة التى تبذلها واشنطن مع الوسطاء للتوصل إلى وقف لاطلاق النار فى غزة من وأنهار الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 10 أشهر.
تأتى زيارة بلينكن بعد أيام من طرح واشنطن مقترحات لحل الأزمة فى غزة تراها هى ومصر وقطر أنها ستؤدى إلى سد الفجوات بين الطرفين المتحاربين. ويشير المسئولون الأمريكيون إلى وجود تفاؤل جديد بإمكانية اتمام الاتفاق، ولكنهم حذروا أيضاً من أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذى يتعين القيام به.
ومن المتوقع أن تستمر المحادثات بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق هذا الأسبوع، قبل أن يجتمع كبار المسئولين مرة أخرى بالقاهرة، بهدف الانتهاء من الاتفاق.
فى الوقت نفسه، أعرب الإسرائيليون العائدون من قطر بعد مشاركتهم فى مفاوضات وقف اطلاق النار والهدنة فى غزة عن تفاؤلهم الحذر، وفق ما أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
أضاف مكتب نتنياهو أن هناك أملاً فى أن يؤدى الضغط الكبير للولايات المتحدة والوسطاء على حماس، فى أن تتراجع الحركة عن معارضتها للاقتراح الأمريكى الذى يتضمن عناصر مقبولة لدى إسرائيل.
فى سياق متصل، قال مسئولون إسرائيليون إن مستقبل محور فيلادلفيا قابل للحل، فيما أكدت مصادر مطلعة وجود خلافات عميقة بشأن الانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة، خصوصاً وأن المحادثات لا تشمل مشاركة حماس وإنما الوسطاء فقط.
أشارت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مسئولين إسرائيليين، إلى أن الجانب الإسرائيلى يؤيد اقتراح الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق يتضمن انسحاباً تدريجياً للجيش الإسرائيلى من المحور. فى الوقت ذاته كشفت هيئة البث، نقلاً عن مصدر مطلع على المفاوضات، عن خلافات عميقة لا تزال قائمة بشأن انسحاب الجيش الإسرائيلى من قطاع غزة.
كذلك، كشفت مصادر فى حركة حماس تفاصيل المقترح الأمريكى الجديد المقدم إلى مفاوضات الدوحة. وقال مصدر مسئول فى الحركة إن المقترح الأمريكى تضمن، تقليص تواجد الجيش الإسرائيلى فى محور فيلادلفيا وليس الانسحاب منه، بالإضافة إلى إعادة السلطة الفلسطينية لإدارة معبر رفح الفلسطينى تحت رقابة إسرائيلية لم يحدد شكلها بعد.
وأضاف المصدر أن المقترح الأمريكى يتضمن أيضاًً الإصرار على المراقبة الإسرائيلية للنازحين العائدين إلى شمال قطاع غزة فى محور نتساريم دون تحديد شكل هذه الرقابة بعد.
فى الوقت نفسه، أكد القيادى فى «حماس» أسامة حمدان أنه لا توجد إرادة حقيقية لدى إدارة بايدن فى وقف اطلاق النار فى غزة، مشيراً إلى محاولة مشتركة بين واشنطن وتل أبيب لكسب الوقت وارتكاب المزيد من المجازر.
وقال حمدان إن ما يطرحه الأمريكيون حاليا «لا يتضمن انسحاب من غزة أو حتى وقفا لاطلاق النار». ولفت إلى أن الحركة لا تزال تفاوض حتى اللحظة على «المعايير» وأن لا حديث بعد عن أسماء الأسري.
فى تل أبيب، يقدر المحيطون برئيس الوزراء الإسرائيلى أنه فى حال نجحت الصفقة مع حماس فإن بنيامين نتنياهو سيكون أمام خيارين، حل حكومة اليمين أو تشكيل حكومة أقلية.
بحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية فإنه إذا وافقت الحكومة على صفقة مع حماس فان بن غفير وسموتريتش سينسحبان وتتحول الحكومة إلى أقلية. لكن انسحابهم لن يحل الحكومة طالما لا توجد أغلبية نيابية للتقدم بالانتخابات، وهذه الأغلبية لن تكون فى أصوات الأحزاب المنسحبة.
على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الصحة فى غزة أمس، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى أكثر من 40100 شهيد، و92,609 مصابين منذ السابع من أكتوبر 2023، وأوضحت أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين ضد العائلات فى قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 25 شهيداً و72 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية.
يأتى هذا بينما أفادت مصادر محلية بتواصل قصف طائرات الاحتلال لمناطق متفرقة من قطاع غزة تركز على منطقة الوسط، فى اليوم الـ317 من العدوان الإسرائيلى المتواصل على القطاع.
أفادت مصادر محلية، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت شقة سكنية فى مدينة دير البلح، ما أدى لاستشهاد 7 فلسطينيين، كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلا فى مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد 4 وإصابة العشرات.
أشارت إلى أنه فى مدينة غزة، أطلقت آليات الاحتلال العسكرية نيران أسلحتها الثقيلة، صوب منازل المواطنين فى حيى الصبرة، والزيتون، بالتزامن مع قصف مدفعى عنيف على الحيين، وغارات من طائرات الاحتلال الحربية.
فى سياق متصل، قال الدفاع المدنى بغزة انه رصد تبخر جثامين 1760 شهيداً بسبب الأسلحة المحرمة دولياً. وأشار إلى اختفاء جثامين 2210 شهداًء من مقابر متفرقة بالقطاع.
أضاف «أن قوات الاحتلال لا تسمح لطواقمنا بالاستجابة لنداءات الاستغاثة، كما «ان مقراتنا ومركباتنا تعرضت للقصف المدفعى والجوى الإسرائيلي». واشار الى استشهاد 82 من الكوادر المدنية بنيران الاحتلال الإسرائيلي. واكد الدفاع المدنى ان 10 آلاف شهيد لا يزالون تحت الأنقاض لم نستطع انتشالهم بسبب منع إدخال المعدات اللازمة.
فى المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل جنديين من أفراده خلال 24 ساعة فى معركة وسط قطاع غزة، ليرتفع إجمالى قتلاه منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى 692 قتيلاً.
إنسانياً، قالت بلدية دير البلح إن «تقليص المنطقة الإنسانية فى الجنوب من 30 كيلو إلى 20 كيلو، أدى إلى ازدحام رهيب وتكدس مخيف للأهالى فى شريط ضيق فى ظل الحر الشديد، حيث ينتج عن هذا الازدحام الكثير من الأمراض والأوبئة.
أشارت البلدية فى بيانها إلى ارتفاع عدد النازحين فى مدينة دير البلح إلى أعداد غير مسبوقة، حيث وصل عددهم إلى قريب من مليون نازح موزعين على قريب من 200 مركز إيواء، الأمر الذى جعل من دير البلح المنطقة الأكثر استيعابا للنازحين على مر التاريخ وعلى مستوى العالم مقارنة مع مساحتها.
أضافت البلدية: «لقد عجزنا عن توفير الخدمة المطلوبة للأهالى بسبب خروج عدد من آبار وخزانات المياه عن الخدمة لوجودها فى المنطقة التى طلب الاحتلال إخلائها، حيث كانت هذه المنشآت تزود الأهالى بـ60٪ من المياه، الأمر الذى سيترتب عليه صعوبة شديدة فى الحصول على المياه، خاصة فى ظل هذه الأجواء شديدة الحرارة».
فى سياق متصل، قال الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، عدنان أبوحسنة، إن الأوضاع الصحية فى قطاع غزة؛ أصبحت صعبة للغاية فى ظل تفشى الأمراض والأوبئة، مؤكدا أن هذه الحالة تعكس بشكل واضح حجم الانهيار الكبير فى الوضع الإنسانى والصحى بالمنطقة.
أشار أبو حسنة إلى أن هناك 640 ألف طفل فلسطينى دون سن العاشرة بحاجة ماسة للتطعيم العاجل بسبب تفشى فيروس شلل الأطفال، موضحاً أن الظروف المحيطة، مثل نقص المياه الصالحة للشرب وقلة المساعدات الإنسانية وعدم كفاية المواد الطبية والأدوية وضعف توفير الوقود تساهم فى انتشار الأوبئة بشكل كثيف وخطير .
من جانبه، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنه يجب تنفيذ وقف فورى لاطلاق النار فى قطاع غزة للتمكن من تنفيذ حملات تطعيم ضد شلل الأطفال.
أكد مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية فى غزة، ومنسق القطاع الصحى فى شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، عائد ياغى أن هناك انتشاراً كبيراً لفيروس شلل الأطفال تحت سن 10 سنوات داخل قطاع غزة، حيث تم الإعلان عن 3 حالات مشتبه بها مصابة بالفيروس لأطفال داخل القطاع.
قال ياغي: «إنه تم الإعلان عن وجود فيروس شلل الأطفال فى مياه الصرف الصحي، بعد أخذ عدة عينات منها، وذلك نتيجة لانهيار المنظومة الطبية وأنظمة الصرف الصحى ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض بشكل كبير». وأضاف أنه من المقرر اطلاق حملة للتطعيم ضد شلل الأطفال تحت سن 10 سنوات من خلال 1000 فريق طبي، لتغطية أكثر من 600 ألف طفل، وتوفير اللقاحات التى تحتاج لتنسيقات خاصة لدخولها إلى القطاع والحفاظ عليها فى ظل عدم وجود تيار كهربائي، لافتا إلى أن هذه الحملة تحتاج العديد من المقومات، لضمان أمن وسلامة العاملين بها.ـ