يتواصل الحديث عن دور القائد القوى الرشيد فى اتباع سياسات تقوم على العلم والخبرة فى الإدارة.. الأمر الذى يحقق نجاحات كبيرة تعود على الشعب والوطن وتضع البلاد فى مصاف الدول المتقدمة.. وهذا بالتأكيد ما تحظى به بلدنا الآن فى ظل القيادة السياسية المخلصة الواعية التى تدرك بعمليتى الإصلاح والتطوير يسهم بشكل فاعل ومستدام فى تشجيع الإبداع والابتكار على المستوى المؤسسى والجمعى والفردي، إذ يترك مساحة لإعمال مهارات التفكير الفردى والجمعى فى مراحل التخطيط والتنفيذ والمتابعة وصولاً للتقويم الذى يهتم برصد الإخفاقات وبيان نقاط القوة، كما يهيئ البيئة الداعمة التى تنقل مؤسسات الدولة نقلة نوعية تحقق غايات ينشدها الوطن الحبيب.
وفى إطار آليات وعمليات الإصلاح والتطوير تتركز الجهود نحو التغيير المرغوب فيه، وبدون شك يساعد ذلك فى السير قدماً نحو المخططات الاستراتيجية التى تتبناها الدولة وتُسَّخِر كل مقوماتها لتكلل الجهود المكثفة بالنجاح، ولا ينفك ذلك عن تكريس الوقت والجهد والدعم اللوجستى لتتحقق الإنجازات القومية وفق جدولها الزمنى المرسوم سلفاً، وألا ينعكس الأمر ويتغير الحال لصورة غير مرضية فى بذل وقت ومال وتشتيت جهد يؤدى لفشل ذريع فى خطط الدولة.
وصناعة القائد التى اكتسب من خلالها الخبرة تساعد قطعاً فى حرصه على الإصلاح والتطوير فى آن واحد، إيماناً بأن المنظومة المؤسسية قد تتعرض لتحديات ومشكلات أدت لتوقفها على العطاء المرتقب منها، وأن الإصلاح يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية البشرية فى الاتجاه الصحيح يقوم على التدريب المستمر لاكتساب الخبرات الجديدة التى تواكب كل مستجد على الساحة الدولية إذ يستهدف القائد الطموح بأن يصل لمستوى الريادة والتنافسية بعد مرحلة معينة ولا يتوقف عند حل مشكلات آنية وفقط.
والقائد الوطنى الطموح يعى جيداً ضريبة تبنى فلسفة الإصلاح والتطوير، فلا يلقى بالاً بالشائعات المغرضة والاتهامات المزيفة من أصحاب المآرب غير السوية، لأن الانشغال بهذه الأمور الصغير يؤدى لإحباطات ومن ثم يتوقف العطاء وتقل الرغبة وتضعف الرؤية نحو المستقبل المشرق، ومن ثم يتوجب عليه أن يمتلك الهمة العالية التى تساعده فى الانتقال من إنجاز لآخر دون توقف أو تراخ.
وفراسة القائد تجعله يرصد ما قد تتعرض له الدولة من مشكلات وتحديات على المستويين الداخلى والخارجى فيعمل على اتخاذ ما يلزم لمواجهتها بشكل ممنهج فى مسار من الصمت والسرية، كى يحقق الهدف ولا يسمح لمرضى القلوب أن ينالوا من الدولة ومقدراتها، وهنا لا نتجاهل ضمير القائد اليقظ تجاه تعددية الاختيار، ، حيث إن التسرع فى اتخاذ قرار حيالها قد يوقف مرحلتى الإصلاح والتطوير.
حفظ الله بلادنا الحبيبة وقيادتها السياسية الرشيدة أبد الدهر.