110 آلاف نزحوا من جنوب لبنان.. 35 ٪ منهم أطفال
استمرار المناوشات الحدودية.. بين حزب الله وإسرائيل
بعد مرور قرابة 20 يوماً على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، يبدو أن الرد الإيرانى على تل أبيب قد تأجل من أجل رؤية ما الذى ستسفر عنه مفاوضات وقف اطلاق النار فى غزة وتبادل المحتجزين بين إسرائيل وحماس، التى انطلقت أواخر الأسبوع الماضي.
كشف بعض التقارير الاستخباراتية التى جاءت على لسان مسئولين إسرائيليين، أن طهران وحزب الله خفضا مستوى التأهب فى وحدات الصواريخ والقذائف الخاصة بهما، من أجل إعطاء فرصة لمحادثات وقف النار فى غزة، والسماح للوسطاء بمواصلة مساعيهم فى هذا السياق، وذلك وفق ما ذكرته «نيويورك تايمز».
فى نفس السياق، أكد مسئول إسرائيلى آخر أن الموساد رصدت انخفاضاً فى حالة تأهب وحدات الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، بعد عدة أيام من الاستعداد لهجوم محتمل على إسرائيل.
كما أضاف أيضاً وفقاً لما نقله موقع أكسيوس، أن الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن الإيرانيين يريدون أن يروا كيف ستتطور محادثات غزة قبل المضى قدماً فى أى هجوم محتمل.
بالرغم من عدم صدور تعليق رسمى مباشر من طهران حول ذلك، ألمحت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة فى نيويورك إلى تلك المسألة التى أوردتها التقارير الإسرائيلية، حيث نقلت وكالة «رويترز» أنه عند سؤال البعثة عما إذا كانت إيران ستواصل إرجاء ردها للثأر من إسرائيل بعد تمديد محادثات وقف إطلاق النار، قالت باقتضاب «نأمل ذلك»، دون نفى أو تأكيد.
من جانبها، تشير إسرائيل إلى أن رد إيران وحزب الله، سيحدث فى وقت لاحق، حيث أوضح مسئولون إسرائيليون أن التقييمات تتغير باستمرار ولا يمكن التكهن بشيء، نظرًا لسرعة تطور الأحداث فى المنطقة.
يتزامن ذلك، مع تأكيد مسئول رفيع فى الإدارة الأمريكية أن بلاده حذرت طهران من شن هجوم كبير ضد إسرائيل لأن العواقب قد تكون كارثية للغاية، وخاصة بالنسبة لإيران.
كانت محادثات وقف إطلاق النار فى غزة قد استمرت يومى الخميس والجمعة الماضيين فى الدوحة، دون مشاركة مباشرة من حركة حماس، وستستأنف الأسبوع القادم فى القاهرة، وذلك بعد مؤشرات إيجابية خيمت على اللقاءات الأخيرة بحسب تأكيد الوسطاء.
وفى وقت سابق، قال مسئول كبير بإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الأول، إن مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، من أكثر المحادثات البناءة التى أجرتها الأطراف منذ أشهر.
تأتى تلك التطورات فيما تعيش المنطقة منذ أواخر يوليو الماضى تصعيداً غير مسبوق بين إيران وإسرائيل بعد اغتيال الأخيرة لهنية فى قلب العاصمة طهران، وكذلك القيادى الرفيع فى حزب الله فؤاد شكر وسط الضاحية الجنوبية لبيروت.
حمّلت إيران وحركة حماس إلى جانب حزب الله، إسرائيل المسئولية عن هذه الهجمات، وأكدوا أن الهجمات سوف تلقى ردًا انتقاميًا.. ولم تعلق دولة الاحتلال على مقتل هنية، فى حين زعمت أن اغتيال «شكر» كان ردًا على الغارة على بلدة مجدل شمس فى مرتفعات الجولان التى تسيطر عليها إسرائيل، والتى أسفرت عن مقتل 12 شخصاً.
فى سياق المناوشات على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية استهدفت غارة إسرائيلية أمس مبنى سكنياً فى منطقة النبطية جنوب لبنان مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص بينهم امرأة وطفلاها، فيما أصيب خمسة بجروح بينهم اثنان فى حالة حرجة.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى قصف مواقع عسكرية ومستودع أسلحة لحزب الله فى مناطق البنطية وحنين ومارون الراس جنوبى لبنان.
فى بيان لاحق، قال حزب الله إنه أدخل على جدول نيرانه منطقة «إييليت هشاحر»، وقصفها للمرة الأولى بصلية من صواريخ الكاتيوشا، مما أدى إلى اندلاع 10 حرائق فى المنطقة ردا على قصف النبطية.
كما أطلق الحزب عشرات الصواريخ على الجليل الأعلى وصفد ومحيطها من جنوب لبنان، بينما تم اعتراض بعض الصواريخ المتجهة نحو صفد.
ذكرت صحيفة هآريتس الإسرائيلية أن الرشقة الصاروخية أدت إلى وقوع إصابتين، فى حين قالت «نجمة داوود الحمراء» إنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات بعد الضربة.
على صعيد آخر قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية إن نحو 110 آلاف شخص نزحوا من جنوب لبنان منذ أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن 35٪ من هؤلاء النازحين هم من الأطفال.
أضاف المكتب أن التقديرات تشير إلى أن ما يقرب من 150 ألف شخص ما زالوا داخل الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل الذى يبلغ طوله 120 كيلو مترا.
قال إن الأعمال العدائية المستمرة والتبادلات اليومية لإطلاق النار عبر الحدود الجنوبية لا تزال تؤثر على المدنيين على جانبى الحدود.
أفاد المكتب أنه منذ أكتوبر الماضي، تم الإبلاغ عن 16 هجوما على الرعاية الصحية، كما قُتل 21 مسعفا خلال الأعمال العدائية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتم تسجيل أضرار جسيمة فى البنية التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات والطرق فى جنوب لبنان.
نبه مكتب تنسيق الشئون الإنسانية إلى أن 23٪ من السكان يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، بعد أن كانت نسبتهم 19٪ فى مارس 2024.
شدد المكتب على أنه وشركاء الأمم المتحدة يواصلون تكثيف جهود الإغاثة، لكن هناك حاجة ماسة إلى تمويل إضافي.. موضحا ان هناك حاجة إلى 110 ملايين دولار لسد احتياجات الأشخاص المتضررين من النزاع حتى نهاية العام.
حث المكتب جميع الأطراف على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولى الإنساني، مشددا على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية فى جميع الأوقات.