«أوعى تتفرج على اللعبة دى علشان الولد بيبوس الولد اللى زيه أصل دول «…….» نطقها بالإنجليزية ..هذا الحوار دار بين طفلين لايتعدى عمر كل منهما عن السبع سنوات استمعت له خلسة وأنا جالس بالقرب منهما داخل أحد الأندية الرياضية قبل أيام..الطفلان كانا يجلسان بمفردهما بينما أفراد أسرتيهما يجلسان فى ركن أخر بالنادى ..أحد الطفلين الذى حذر قريبه أو صديقه لاأدرى كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة مايوحى أنه يدرس بإحدى المدارس الدولية بينما الطفل الثانى كان يستمع له بإهتمام وكل منهما يمسك بموبايله فى حالة تركيز.
بقدر مافرحت بمدى وعى هذا الطفل صغير السن بقدر ماخشيت على ملايين الأطفال الذين ربما لايملكون مثل هذا الوعى وسألت نفسى ترى هل هذا الطفل عرف من تلقاء نفسه أن هذه اللعبة غير أخلاقية أم أن أحداً من أفراد أسرته نبهه إلى ذلك؟.. فكرت أن أفتح حوارا مع هذا الطفل كى أعرف منه سبب معرفته بمثل هذه الألعاب الضارة ولكن وأنا مازلت فى مرحلة التفكير كان الطفلان قد تركا المكان لأجد نفسى فى حيرة محاطا بأسئلة حائرة تبحث عن أجوبة لم تتم وهو ماجعلنى شغوفا لمعرفة خبايا عالم الألعاب الإلكترونية ومخاطرها ووجدت نفسى مدفوعا للبحث عن تطبيقات هذه الألعاب التى تدس السم فى العسل من خلال إغراء أطفالنا بألعاب جذابة تسرق أوقاتهم بل عمرهم ولها الكثير من الأضرار الصحية والنفسية والأخلاقية بل ويمتد تأثيرها على المراهقين أيضا.
أول المخاطر هو الإدمان نعم إدمان هذه الألعاب التى تم تصميمها بشكل جذاب مما يصعب تركها بسهولة فتجد الأطفال والمراهقين يقضون وقتا أطول فى اللعب مما يؤثر سلبا على جوانب أخرى فى حياتهم ويهملون الدراسة وممارسة الرياضة ويصيبهم بالإنطواء فلايندمجون مع أسرهم حتى فى المناسبات الاجتماعية ..ومن مخاطر هذه الألعاب أن بعضها يدعو إلى العنف والقتل مما يزيد من سلوكهم العدوانى وألعاب أخرى تتعارض مع عادات المجتمع وتقاليده وكلما جلسوا يلعبون لفترات طويلة من الزمن وهو مايحدث عادة كلما أصيبوا بآلام فى الظهر وإجهاد العين مما يؤدى فى النهاية إلى ضعف نظرهم وهو مايفسر لنا سبب إرتفاع نسبة الأطفال الذين يرتدون نظارات طبية مقارنة بما كان عليه الحال قبل عشرين عاما مثلا.
الأسرة ..كل أسرة هى المسئول الأول والأخير عن كافة المشاكل الناتجة عن كثرة استخدام الأطفال للألعاب الإلكترونية التى أصبحت أسهل طريقة من الكبار لإسكات الأطفال والتخلص من كثرة طلباتهم دون أن تهتم الأسرة بتأثيرها النفسى والاجتماعى والعقلى على الأطفال والتى تصل فى بعد الأحيان إلى حد الإنتحار..لذا مطلوب من كل أسرة إذا كانت حريصة حقا على حياة ومستقبل أطفالها تحديد ساعتين فقط فى اليوم لممارسة الأطفال تلك الألعاب مع مراقبتهم لإنقاذهم من هذا العالم الإفتراضى الذى جعلهم يعيشون فى عزلة اجتماعية ..خلى بالكم من عيالكم.