«الفرحة حلوة مفيش كلام» ولكن لكل مقام مقال، فرحة ليلة العمر تختلف عن فرحة الأم بمودلوها الأول وتختلف عن أول ضحكة لمولودها وأول خطوة له على الأرض، تختلف عن فرحة أول يوم مدرسة وأول حرف يكتبه طفلها ليتعلم القراءة والكتابة، تختلف حينما يصبح شاباً يافعاً أو فتاة جميلة، تختلف عن فرحة يوم التخرج بعد رحلة طويلة من الآمال والآلام والمصاعب والمواقف المفرحة والحزينة، لكنه وكما ذكرنا لكل مقام مقال محراب العلم مكان مقدس له قدسيته التى منحها له قيمة العلم وقدسيته ولن أبالغ حينما أقول إن المدرسة والجامعة لها قدسيتها كالمساجد والكنائس فلا يصح أن نرى الأغانى والمهرجانات والرقص الخليع والمشين فى أروقة الجامعات حتى ولو كانت فى حفلات التخرج أو تسليم شهادات التقدير.
بأى عقل أستطيع أن أتجاوز تلك المناظر المحزنة والمخزية حينما أرى طالباً يرقص على مهرجان ويتمايل وكأنه بلطجى أو مسجل يمسك سلاحاً فى يده ويرقص والاساتذة والحضور يصفقون ويتراقصون على تلك النغمات الصاخبة تشجيعاً له على ذلك الجرم، ولا أتحامل عليهم جميعا حينما وصفته بالجرم، والفتاة التى ترقص أمام المئات من الحضور» أولياء أمور وخريجين وأساتذة الجامعة، وطبعا رقصت من فرحتها بحفل تخرجها.
أى مستقبل ينتظرنا بعد أن وصلنا الى تلك المرحلة، وأى فكر دخيل وأفكار مغلوطة تسللت الى عقولنا ومجتمعاتنا العربية، وأى حرب تمارس علينا حتى لا نفرق بين الحابل والنابل بين الصواب والخطأ بين الفرحة والمسخرة نعم المسخرة وغياب الوعي، ولن أتطرق الى الحلال والحرام اللذان هما أساس كل شئ ولكننى لست واعظاً أو داعية كى أتطرق إلى الوضع من تلك الناحية حتى وان كانت لا تحتاج إلى عالم دين أو مسئول افتاء ليقر بحرمانيتها لأنها واضحة وضوح الشمس ولكننى أخاطب القلوب قبل العقول أوجه رسالتى لكل أب وأم لكل أخ وأخت طالب وطالبة افرح كما شئت ولكن لكل مقام مقال أفرح بحياتك ونجاحاتك ومستقبلك وافعل ما تريد طالما أنه يراعى القيم المجتمعية ويحفظ لك وقارك وللحرم الجامعى هيبته وقدسيته، أوجه رسالتى للأستاذ الجامعى ومسئولى التعليم فى مصر ليست كل الموضة نافعة وتصلح لمجتمعاتنا العربية، لا تصفق للباطل حتى ولو كان الباطل هو السائد فى وقتنا الحالى.
علموا أولادكم والأجيال الجديدة قادة المستقبل أنه بالعلم والعمل تحيا الأمم وأن الحرم الجامعى والمدرسة أماكن لتلقى العلم تحمل رسالة الله فى أرضه وخلقه لابد وأن نزرع فى الأطفال والشباب قيمة العلم وقدسية العمل به، ولنا فى شباب العلماء والباحثين قدوة حسنة لمن أراد أن يعرف الفارق بين الطرفين أفيقوا قبل فوات الأوان فعدونا يحاربنا بالفكر الدخيل وحروب الجيل الرابع التى تسعى لتغيير المفاهيم وهدم القيم، هم يريدون القضاء على القيم والسيطرة على الدول من خلال عقول شبابها دون اطلاق طلقة رصاص واحدة.. والله من وراء القصد.. حفظ الله مصر.