كان ومازال محمود فهمى النقراشى باشا رئيس وزراء مصر فى العهد الملكى والذى ظُلم تاريخيا واعلاميا رغم جملة أدواره الوطنية داخليا وخارجيا منذ مشاركته فى ثورة 1919 وحتى اغتياله على يد جماعة الاخوان الارهابية فى 28 ديسمبر 1948، هو الأقرب إلى قلبى وعقلى من بين كل من تولوا هذا المنصب ، وجاء الدكتور عاطف صدقى – رغم عدم بريقه الإعلامى – ليتولى ذات المنصب فى عام 1986 لمدة عقد من الزمان ويضع بمهارة البنية التحتية للإصلاح الاقتصادى الشامل من خلال قواعد المالية العامة، ومنذ عهد نوبار باشا اول من تولى هذا المنصب فى عام 1878 وصولا للدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء الحالى الذى تولى المسؤولية فى 2018 تولى رئاسة الحكومة المصرية العشرات من الشخصيات المرموقة التى تحملت المسئولية فى ظروف صعبة ومعقدة، لكن الحقيقة المجردة أن الدكتور مصطفى مدبولى الذى تحمل المسئولية فى منتصف عام 2018 وادار بحكومته أزمة الكورونا ثم تداعيات الحرب الاوكرانية الروسية وتأثيرها على سلاسل الامداد ثم تداعيات الحرب على غزة وتحول حركة الملاحة إلى رأس الرجاء الصالح مما حرم قناة السويس من معظم عائدتها الدولارية، وادار الرجل أزمات التضخم ونقص العملة الصعبة وضبط منظومة الدعم وتحرير بعض الخدمات تدريجيا، كذلك أدار ملف مخالفات البناء والتعديات على أراضى الدولة وغياب التخطيط العمرانى فى عموم مصر، أدار كذلك ملفات الشح المائى وقضية سد النهضة، وغيرها من الأزمات والمشاكل المعقدة، واحقاقا للحق وانتصارا للحقيقة فالرجل أدار كل هذه الملفات بحرفية ومهارة واقتدار، رغم موجات النقد والهجوم المتواصل على الحكومة وبعض قراراتها الصعبة المتعلقة بالوضع الاقتصادى، كانت المصارحة والمكاشفة والمواجهة أسلحة الرجل فى التواصل مع الرأى العام من خلال وسائل الإعلام، بالطبع ومن نافلة القول وبمنتهى التجرد فالدكتور مصطفى مدبولى محظوظ كونه يعمل مع الرئيس السيسى ويرى الصورة من كافة الزوايا والأبعاد، الرئيس الذى وضع الخطوط العريضة ورسم خارطة الطريق لإعادة بناء الدولة بمفهومها الحقيقى من خلال بناء القدرات والعمل بشكل مبتكر، الرئيس تقدم الصفوف وبدأ فى دق كل الأجراس فى وقت واحد بهدف ايقاظ الأمة واستنهاض همتها، الرئيس الذى صارح الشعب بكل التفاصيل والتحديات والفرص هو الرئيس الذى تابع عمل الحكومة على مدار الساعة وحاسب الجميع على الهواء مباشرة من خلال مناقشات معمقة مفتوحة مجردة بهدف ايقاظ روح وضمير الأمة، الدكتور مصطفى ومجموعته الوزارية يعمل فى هذه الأجواء شديدة الدقة، الظروف العالمية والإقليمية الضاغطة والأوضاع الاقتصادية المعقدة الناتجة عن الظروف الجيوسياسية الأشد تعقيدا، الرأى العام الذى يحلم بحياة افضل ويرى واقعا صعبا، جماعات التشكيك والتشويه فى كل ما هو مصرى، الإعلام والصحافة التى تبحث عن المعلومة والخبر ويحاول البعض منهم منافقة العوام على حساب الصالح العام، فى هذه الأجواء تعمل الحكومة، سألت أحد الوزراء كيف ترى أداء الدكتور مدبولى فى ادارة اجتماعات مجلس الوزراء فرد بمنتهى الثقة والدقة « الدكتور مصطفى يقف بشكل «مبهر «على كل تفاصيل شئون الدولة المصرية فى كل المجالات، على وعى تام بكل التحديات والتقاطعات والتشابكات فى الإقليمية، شديد الأدب والاحترام لجميع زملائه وكل من يتعامل معه فهو رجل مهذب بحق، رجل منضبط وحاسم وقاطع ولا يناور أو يراوغ أو يمسك العصا من المنتصف، ويترك المساحة لكل وزير ليشرح أفكاره ويناقشه بوعى ويدعوا السادة الوزراء للمشاركة فى المناقشات ثم يتخذ القرار فى ضوء ما سبق ويخرج للرأى العام دون تردد شارحا وموضحا ومقنعا « بقى أن أقول بأن التعبير عن الشكر والامتنان للآخرين من المخلصين والمجتهدين أراه واجبا، فمن لم يشكر الناس لن يشكر الله .