العدل أحد الفضائل التى سعت البشرية إلى تطبيقها منذ بدء الحياة فوق ظهر الأرض.. لأن العمل بتلك الفضيلة فيه الخير كل الخير للبشرية جمعاء حاضرا ومستقبلا.. ومن هنا وبنظرة متأملة تجد الأمم التى ساد فيها العدل منذ القدم قويت وتقدمت وتمنى كثيرون أن يحذوا حذوها ليكون لهم موطئ قدم بين الأمم والشعوب الراقية.. وتطبيق هذا المبدأ لا يختص بمجال دون آخر بل إن تطبيقه فى المجالات كافة له ظاهرة صحية تنم عن رقى التعامل داخل تلك المجتمعات.. كانت مقدمة ضرورية لما أريد الحديث عنه اليوم فى زاويتى «كلام بصدق».. وهى التوابع التى صاحبت إعلان نتيجة الثانوية العامة.. فنحن نعلم جميعا أن امتحانات هذا العام قد جرت فى ظروف صعبة حيث عانى أبناؤنا الطلاب من صعوبة بعض المواد التى كانت محل شكوى الكثيرين.. أيضا الطريقة التى تم من خلالها إعلان النتيجة شابها بعض القصور إذ استطاع بعض المواقع السطو عليها ونشر على كثير من المنصات المواقع.. نأتى إلى الأهم وهو ما حدث مؤخرا وبعد إعلان النتائج كاملة وبدء أبنائنا الطلاب فى الشروع بإجراءات التقديم للكليات وفقا للمجاميع التى حصلوا عليها إذ فوجئنا جميعا بأن هناك شيئا ما يحدث لأول مرة فى تاريخ الثانوية العامة فى مصر.. حيث فوجئ الجميع أولياء أمور وطلاباً بأن هناك تعديلات جوهرية فى درجات مادة الفيزياء بإضافة درجتين لكل طالب أو طالبة اختار إجابة محددة لسؤال معين.. وبالفعل جرى هذا التعديل وحصل الطلاب على حقهم فى الدرجتين طبقا لمبدأ العدالة والشفافية.. إلى هنا الأمر يسير فى مجراه الطبيعي.. لماذا؟ لأن أوراق إجابات امتحانات الثانوية العامة تحديدا يتم تصحيحها ومراجعتها بكل دقة خاصة بعدما تم تطبيق نظام.. «البابل شيت» وكذا أيضا إجابات الأسئلة المالية يقوم على تصحيحها ومراجعتها أساتذة ذوو خبرة.. ومن هنا لماذا كان التسرع بالأساس فى إعلان النتيجة ما دام هناك بعض الشكوك فى إجابات بعض المواد؟ ولماذا لم يتريث مسئولو الكنترول بقطاعاته المختلفة؟.. حيث تتم مراجعة كل جزئية من الإجابة حتى يكون تقدير المصحح والمراجع سليما وبالتالى لا نلجأ إلى أمور تؤدى إلى حدوث بلبلة داخل المجتمع ناهيك عن اهتزاز الثقة فى منظومة امتحانات الثانوية برمتها.. لذا كان من مقتضى حماية مستقبل أبنائنا طلاب الثانوية العامة أن يتمهل مسئولو الامتحانات فى إعلانهم للنتيجة حتى يتم الانتهاء من مراجعة كافة شيء خاصة بإجابات أبنائنا بحيث لا يخرج علينا مسئول بعد إعلان النتيجة بصفة نهائية ويفجر لنا مفاجأة ما كان لها أن تفجر بإعطاء بعض الطلبة درجتين لاختيارهم إجابة ما.. كان الأجدر والأوفق ألا يحدث ما حدث مؤخرا بل ينتهى الأمر تماما بمجرد إعلان النتيجة وإن هناك خطأ تتم مساءلة المتسبب فيه حتى لا تحدث تلك البلبلة التى تعيشها بعض الأسر.. إن ما حدث وإن كان يصب فى مصلحة بعض أبنائنا الطلاب إلا أنه فى ذات الوقت يصدر صورة سلبية تماما عن النظام التعليمى لدينا.. ومن هنا علينا اليوم قبل الغد.. والكلام موجه هنا لمسئولى التعليم وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب بعيدا عن أى اعتبارات أخرى خاصة أن وزارة التعليم هى المنوط بها بناء عقول ووعى الأجيال القادمة والتى سوف تحمل على عاتقها بناء مستقبل مصر والذود عن مقدراتها وبالتالى فهى تلعب دورا جوهريا لا يقل خطورة عن دور باقى الوزارات .. وعليه فإن قراراتها أيا كانت ينبغى أن توزن بميزان من ذهب لأنها تتعلق بمستقبل الأجيال القادمة التى على كواهلها سوف تشيد جمهوريتنا الجديدة عالية الراية.. مرفوعة الهامة.