تخطط الدولة المصرية منذ أوائل 2024 لإحداث طفرة إيجابية فى الصناعات المصرية من خلال إعداد نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة إستراتيجية تنمية مصر صناعياً المطلوب تنفيذها خلال السنوات الخمس القادمة متضمناً عدة محاور أهمها تحفيز المصريين نحو الاستثمار الصناعى وحل المشاكل الإدارية التى تواجه المستثمرين عند إنشاء المصانع الجديدة والنظر لمئات الشركات القائمة حالياً ولا تعمل لعدة أسباب ضريبية أو تمويلية أو قانونية وإعداد بنك معلومات يتضمن نوعية الشركات المصرية ومواقعها والخامات والمواد والمكونات المستخدمة لديهم لتحقيق الإنتاج النهائى وإعداد العنصر البشرى القادر للتعامل مع التكنولوجيات الجديدة والمتطورة، والأهم تنفيذ التنسيق الصناعى بين المصانع المصرية وفى هذا المجال شاركت الأسبوع الماضى فى عدة مناسبات بالهيئة العربية للتصنيع، أوضحت القدرة المصرية على إحداث تنسيق صناعى بين المصانع حيث احتفلت شركة ABD بالهيئة العربية للتصنيع بالتعاون مع اتحاد الصناعات المصرية «غرفة الصناعات الهندسية» بالانتهاء من إنتاج وإقرار أول صمام أمان للبوتاجازات، والذى تستورده جميع الشركات المصرية مثل كريازى حلوان للأجهزة المنزلية، تكنوجاز، العربي، جى إم سي، يونيفرسال.. إلخ.. واعتمدت شركة ABD فى تصميم وإنتاج الصمام الآمن على تواجد مصنع الصمامات «إكسبير» الذى تم تأسيسه عام 1992 داخل الشركة بالتعاون مع شركة X-pair الإيطالية لإنتاج المحبس الفردى والزوجى بطاقة إنتاجية 1.2 مليون محبس سنوياً.. مما أدى إلى تلبية مطالب المصانع المصرية ولا ننسى هنا دور المهندس السيد عزام والمهندس محمد عبدالعزيز رؤساء مجلس إدارة شركة ABD فى ذلك الوقت والعاملين بالشركة ونجاحهم فى تصدير 500 ألف محبس فردى وثنائى سنوياً للشركة الإيطالية والباقى لتلبية مطالب المصانع المصرية ومع اتجاه الدولة المصرية نحو تعميق المكون المحلى للصناعات المصرية تبنى اللواء أ.ح. مهندس مختار عبداللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع استكمالاً للأعمال التى بدأها الفريق عبدالمنعم التراس الرئيس السابق للهيئة تطوير مصنع الصمامات ليواكب أحدث التكنولوجيات العالمية وإنشاء خط إنتاج جديد وتدبير التمويل المالى المطلوب متضمناً أحدث الماكينات الإنتاجية ومعامل رقابة الجودة لتصنيع وإنتاج الصمامات الآمنة لمواقد الطهى بطاقة إنتاجية مليون صمام كمرحلة أولى والوصول لطاقة إنتاج 5 ملايين صمام آمن اعتباراً من عام 2026.
والرائع هنا نجاح المصريين بالشركة فى تصميم الصمام وإنتاجه واختباره والتنسيق المتميز والمستمر الذى تم مع المصانع المصرية المنتجة لمواقد الطهى تحت إشراف المهندس محمد المهندس رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية والمهندسان عبدالصادق عبدالرحيم وحسن مبروك وباقى الأعضاء حتى الوصول للتصميم النهائى الذى يحقق المواصفات الفنية والجودة المطلوبة للمصانع المنتجة للبوتاجازات.. وبذلك يكون هذا أول خط إنتاجى يتم تنفيذه بمصر والشرق الأوسط وأفريقيا بواسطة عقول وأياد مصرية وإجراء اختبارات القبول النهائية بنجاح بالشركة الإيطالية لتأكيد كفاءة العمر الافتراضى والتسريب.. وعلى التوازى تم الاحتفال بتطوير أعمال شركة أتيكو إحدى مصانع الهيئة العربية للتصنيع لتصميم وإنتاج الأثاث الفاخر بالتعاون والتنسيق مع شركتين عالميتين متخصصتين فى مجال الأثاث مما يساعد على إنتاج نوعيات متطورة يطلبها المصريون من إنتاج محلى وزيادة القيمة المضافة المحققة من أعمال شركة أتيكو.
والمناسبة الثالثة تضمنت نجاح مصنع الطائرات فى إنتاج أول أعمدة لأجهزة الاتصالات كبديل للمستورد.. والاتجاه الإيجابى الرائع هو تبنى القوات المسلحة مشروعاً قومياً للتنسيق الصناعى مع المصانع المصرية الحكومية والقطاع الخاص والمراكز البحثية لتنفيذ مشروعات صناعية محلية لإنتاج قطع غيار المعدات الحربية بالأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة.. كما تم الإعلان عنه بالصحف القومية خلال الأسابيع الماضية.. وبالفعل حضرت عدة لقاءات بالأفرع والإدارات المتخصصة بالقوات المسلحة فى وجود مندوبى المصانع المصرية واتحاد الصناعات المصرية للتعرف على نوعية قطع الغيار والمكونات الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية والبلاستيكية والمطاطية والبدء الفورى لتنفيذ عمليات التصميم والتصنيع للعينات واختبارها.. مما سيؤدى إلى زيادة الطاقة الإنتاجية بالمصانع المصرية وتلبية مطالب القوات المسلحة من منتج محلى وتقليل الاستيراد مما سيساعد على توفير ملايين العملات الأجنبية وتحقيق قدرات مصرية لتصدير هذه المنتجات للدول الإفريقية والعربية لتلبية مطالبهم.
الحق يقال إن مصر تستطيع بالصناعة ومصر تستطيع من خلال التنسيق المستمر بين المصنعين المحليين وهو الحل الأمثل.