أكد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش، أن المنظمة تعمل حاليا من أجل توفير بعض المضادات للوقاية من فيروس جدرى القردة، مطمئنا جميع الدول بأن الوضع الصحى الحالى لا يستدعى القلق أو اتخاذ أى إجراءات احترازية مثل التى اتخذت فى السابق خلال فترة كورونا إلا أنها تتطلب فقط مراقبة الوضع وتحديد مواقع انتشار هذا الفيروس.
حذر متحدث الصحة العالمية – خلال مداخلة لقناة «القاهرة الإخبارية» – من خطورة الانتشار السريع لفيروس جدرى القردة خارج القارة الإفريقية، مؤكدا أنها المرة الأولى التى يتم فيها اكتشاف هذا النوع خارج قارة إفريقيا.
قال: «نأمل فى الحصول على الموارد الكافية لمواجهة مرض جدرى القردة، ونشجع كل الدول لعمل اختبارات لمرض جدرى القردة وفحص المصابين بشكل جيد».
وشدد على ضرورة أن يكون هناك تنسيق دولى لمعرفة مواقع انتشار جدرى القردة وكيفية تعامل الأنظمة الصحية معه خاصة أنه لا يوجد حتى الآن علاج محدد لهذا المرض، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت حالة الطوارئ العامة عقب ظهور متحورات جديدة من هذا الفيروس تنتشر بسرعة بالغة.
أشار إلى أن جدرى القرود ينتشر بسبب الاتصال المباشر مع المصابين ويسبب أمراض الطفح الجلدى والحمى والصداع، مضيفا أنه يجب العمل على زيادة إنتاجية اللقاحات اللازمة بشأن مرض جدرى القردة.
أوضح ياساريفيتش أن الأطفال هم أكثر الفئات المعرضة للاصابة بهذا الفيروس بسبب ضعف الجهاز المناعى لديهم، مشددا على أنه « يجب معرفة مواقع انتشار مرض جدرى القردة لمنع تفشيه وتقليل حجم الإصابة به، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لمصابى جدرى القردة وتوفير الراحة لهم والتأكد من أنهم منعزلون تماما عن الأشخاص الآخرين».
أعلنت وزارة الصحة والسكان إنها لم ترصد حالة واحدة مصابة بجدرى القرود فى مصر وأنها رفعت جاهزيتها بالموانئ والمطارات والمعابر البرية لرصد أية حالات مطمئنة المواطنين بأنه لا داعى للخوف والقلق لأنه لن يتحول إلى جائحة مثل كورونا مع توجيه المواطنين على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والحرص على النظافة الشخصية للوقاية من المرض مثل تطهير الأيدى بصفة مستمرة وارتداء الكمامة والبعد عن الأشخاص المصابين والأشياء الملوثة بالفيروس مثل المناشف والملابس.
ووفقا لتقارير الطب الوقائى بوزارة الصحة فإن مرض الجدرى مرض خطير وكان يهدد ثلث العالم لكن العلم توصل إلى لقاح أدى للقضاء على المرض عام 1980وبالنسبة لجدرى القرود فهو أحد الفصائل الخاصة بالجدرى مشيرة إلى أن لقاح الجدرى فعال بنسبة 85٪ فى الوقاية من جدرى القرود وقالت التقارير إنه فى عام 2019 تم الكشف عن لقاحين مخصصين لمرض جدرى القرود ولكن لم يتم إنتاجهما حتى الآن لان الإصابات لم ترتق لحد الجائحة.
أوضحت التقارير أن مرض الجدرى ليس مدرجا ضمن التطعيمات الإجبارية ولكنه من التطعيمات الضرورية ويمكن الحصول عليه من عمر عام فإذا كان الطفل فوق عام وحتى 13 عاما يحصل على جرعتين بينهما 3 شهور بينما لو أكبر من 13 عاما يحصل على جرعتين بينهما شهر.
أشار الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم المناعة والحساسية بهيئة المصل واللقاح إلى أن جدرى القرود فيروس لا ينتشر بسرعة ويتطلب انتقاله تواصلا جسديا ونادرا ما ينتقل عن طريق التنفس وفى هذه الحالة يتطلب الأمر وجود المصاب فى مكان مغلق مع شخص آخر لمدة لا تقل عن 4 ساعات وأن جدرى القردة سرعان ما ينتهى فى حالة تفشيه حيث يؤدى إلى وبائيات محدودة ويختفى فمنذ عام انتشر المرض واعتبرته منظمة الصحة العالمية ضمن درجة الخطورة العالية ثم عاد وانخفض مرة أخرى ثم عاد لينتشر من جديد.
مؤكداً أن مصر خالية تماما من أية إصابة بفيروس جدرى القرود وإن الدولة اتخذت إجراءات احترازية للقادمين من الخارج تشمل العزل الطبى والكشف الدورى لمنع دخول الفيروس إلى البلاد.
مضيفاً أن أعراض المرض تتمثل فى ارتفاع درجة الحرارة لدى المصاب والتهاب الغدد الليمفاوية وآلام فى العظام ثم يبدأ ظهور طفح جلدى على الوجه واليدين والقدمين مبينا أن العلاج يعتمد على عزل المصاب الذى يتعافى فى أغلب الأحيان من خلال مناعته.
أوضح الدكتور عبدالهادى مصباح استشارى أمراض المناعة إن الوقاية من جدرى القرود تتضمن عدداً من التدابير البسيطة مثل تلقى لقاح الجدرى حيث تشير التقارير إلى أن اللقاح يقلل من خطر الإصابة بمرض جدرى القرود ويمكن استخدامه خاصة للأفراد المعرضين بشكل كبير للإصابة بالمرض وتجنب ملامسة الحيوانات التى قد تحمل فيروس جدرى القرود والتى تتضمن الحيوانات المريضة أو الميتة فى مناطق ينتشر فيها الفيروس
وتجنب ملامسة أى مادة تلامست مع الحيوانات أو البشر المصابين بالفيروس مثل الفراش أو الملابس وغيرها وعزل المرضى المصابين بمرض جدرى القرود عن الأشخاص الآخرين المعرضين لخطر الإصابة بالمرض، مع ممارسة قواعد النظافة الجيدة بعد ملامسة البشر أو الحيوانات المصابين مثل غسل اليدين جيداً بالماء والصابون أو استعمال المعقمات الكحولية واستعمال معدات الوقاية الشخصية عند الاعتناء بالأشخاص المصابين بالمرض.
يشير الدكتور محمد فتحى استاذ أمراض الصدر والمناعة الذاتية إلى أن فيروس جدرى القرود ينتشر من خلال الاتصال اللصيق وبشكل رئيسى من خلال التعرض المباشر للطفح الجلدى أو الملابس الملوثة أو البياضات أو من خلال رذاذ الجهاز التنفسى للمصاب وحتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أى وفيات بسببه فى أمريكا وأوروبا حتى مع ارتفاع عدد الحالات.