تحدثنا فى الجزء السابق عن ثمة حلول ناجزة يمكن تطبيقها تضمن أن يعيش ضيوفنا – اللاجئين – حياتهم بكرامة وسلام، سواء أثناء فترة استضافتهم بأرض الكنانة، أو بعد عودتهم لوطنهم الأصلى أو للوطن البديل الذى يرتضونه، منها إنشاء وتفعيل خط ساخن لتيسير إجراءات حصرهم وقيدهم وفقاً للقانون المصرى ولتلقى شكاويهم مع ايجاد وسائل تضمن الاستجابة السريعة والفعالة لهذه الشكاوي، وتيسير الحصول على بطاقة الإقامة الذكية، وهو ما سيزيد من إقبالهم على التسجيل. لابد من تعاون وثيق بين السلطات المصرية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، والجهات المانحة الدولية لضمان حماية حقوقهم وتحسين ظروفهم المعيشية، بما يعزز من القدرة على التعامل مع التحديات المتزايدة الناجمة عن تدفقهم وضمان توفير الدعم اللازم لهم أو توفير حلول بديلة، فعلى المجتمع الدولى الاضطلاع بمسئوليته، حتى نتمكن من استمرار اغاثة اعداد اللاجئين التى تقترب من 10 ملايين «إنسان» يمثلون نحو 133 دولة، وحوالى 10٪ من سكان مصر. ان استمرار عراقيل التسجيل وقلة عدد موظفى المفوضية المنوطين بالتعامل مع ملفات ملتمسى اللجوء، يضطر الكثيرون – من الفئات الأكثر ضعفاً – إلى البقاء كزوار بتأشيرات «سياحة» تجدد دوريا، ما يحرمهم من حقوقهم المكفولة لهم بموجب القوانين والمعاهدات الدولية، ويزيد من الأعباء الملقاة على كاهل الوطن المستضيف. وعلينا جميعاً السعى جاهدين للتقارب الثقافى مع ضيوفنا من كافة دول العالم، فالتقارب حل سحرى لقبول الآخر، وييسر سبل التعايش السلمى بين أبناء الوطن وضيوفنا الأجلاء. مؤسسات المجتمع المدنى المصرية عليها دور هام يؤدى إلى تمتُّع اللاجئين وطالبى اللجوء ومن هُم فى وضعيات مشابهة بالعديد من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التى تكفلها الآليات الدولية والإقليمية والوطنية، من خلال الاسهام فى توفير الخدمات والتنسيق والتواصل المجتمعى وحشد الدعم والتأييد وإرشاد السياسات وكذلك الدراسات والبحوث، ولعل تأسيس اتحاد نوعى للجمعيات والمؤسسات الأهلية العاملة فى مجال اللاجئين ضمن منظومة الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، يسهم فى تعزيز التواصل الأفقى والتكامل بين منظمات المجتمع المدنى العاملة فى هذا المجال، كما يخلق حلقة وصل بينها وبين المؤسسات الدولية بصورة رسمية وقانونية، ولعل بتحقيق بعض مما توافق عليه الخبراء والباحثين، لن نشهد ترحيل أى ضيف من ضيوفنا الاعزاء علينا، فالانسان للانسان وخاصة فى ام البلاد وغوث العباد.. وإلى لقاء.